ياللي بتسأل عن الحياة
خدها كده زي ما هيا
فيها أبتسامة و فيها أة
في قاسية و حنية
ياما الحياة فيها
اللي بيشقيها
و اللي بيرضيها
و اللي يقاسيها
الدنيا ريشة في هوا
طيارة بغير جناحين
إحنا النهاردو سوا
و بكرة هنكون فين
في الدنيا
الدنيا تدور مهما تدور
ما هي بتدور سوا بينا
في عطشنا
في ألمنا
مبتنساش تداوينا
لينا الحب لينا
قبل الجراح ما تدق بابنا
جينا و مادين أيدينا
اللي يصيبنا أهوة من نصيبنا
الدنيا بتلعب بينا ليه
أية راح ناخد من ده أأيية
أية راح ناخد من ده ية
الدنيا ريشة في هوا كلمات
كل منا يشعر أنه سيخلد في الحياة، وهو في فورة القوة والشباب لكنه سرعان ما يكتشف أنه كان مخطئاً عندما يعيش خريف العمر. بين القوة والضعف والفناء يكمن غرور الإنسان وتواضعه. فعلاً "الدنيا ريشة في هوا، طايرة من غير جناحين"، والأصعب من ذلك هو إدارة هذه الدنيا على المستوى الشخصي. فنحن لا نتذكر أن وجودنا في الدنيا محدود ومؤقت إلا في الأزمات الكبيرة وربما عندما نبلغ الكبر، وهذا أمر غير محسوم لأن كثيراً من كبار السن يرون أن أمامهم متسع من الوقت. قد يقول البعض: ماذا تريد على وجه التحديد أن يعيش الناس ثقافة الفناء؟ وأن يعطوا الحياة ظهورهم؟ بينما في الحقيقة الحياة ثمينة وأن ما يزيدها قيمة هي حقيقة الموت التي يفترض أن تجعل كل منا يستثمر كل لحظة يعيشها قد لا يدرك التي بعدها. كما أن وباء "كورنا" يقول لنا: إن كل شيء قابل للتبدل، يقول لنا كذلك: إن "قوة اللحظة" التي نعيشها لا يمكن تعويضها، فإما أن نستثمرها أو نخسرها. وأن كل لحظة نكون فيها في هذا الوجود هي لحظة نادرة لا تتكرر، ولا يمكن أن نعوضها أو نستردها، وقد لا تتاح لنا الفرصة أن نعيش لحظة شبيهة لها. قوة اللحظة هي وجودنا الحقيقي وهي التي تعبّر فعلاً عن استيعابنا للعالم والوجود الإنساني برمته.
والأزمات الكبيرة هي جزء من لحظة الوجود التي قد لا نكون بعدها لكنها لحظة قوية طالما أننا على قيد الحياة.