تاريخ النشر: الخميس 27 رجب 1423 هـ - 3-10-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 23209
32564
0
328
السؤال
تفسير إن بعض الظن إثم والفرق بين الشك والظن ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم........ [الحجرات:12]. قال القرطبي 16/ 331: أي لا تظنوا بأهل الخير سوءاً إن كنتم تعلمون من ظاهر أمرهم الخير....... وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا....... قال علماؤنا: فالظن هنا وفي الآية هو: التهمة ومحل التحذير والنهي إنما هو تهمة لا سبب لها يوجبها........ ودليل كون الظن هنا بمعنى التهمة قوله تعالى: وَلا تَجَسَّسُوا [الحجرات:12]. إن بعض الظن إثم 👌👌 - YouTube. وذلك أنه قد يقع له خاطر التهمة ابتداءً ويريد أن يتجسس خبر ذلك ويبحث عنه ويتبصر ويستمع لتحقيق ما وقع له من تلك التهمة.... انتهى أما الفرق بين الشك والظن، فالظن يطلق على أشياء: - فقد يطلق على اليقن، وقد يطلق على غلبة الظن وما قارب اليقين وهو الأصل، وقد يطلق على الظن المرجوح، وقد يطلق على الشك والذي هو تساوي الطرفين، ويعرف ذلك من السياق والحال.
ان بعض الظن اثم في اي سوره
رواه ابن ماجه. انتهى. وروى الطبري عند تفسيره عند هذه الآية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نهى الله المؤمن أن يظن بالمؤمن شرا، ثم قال: إن ظن المؤمن الشر لا الخير إثم لأن الله تعالى نهاه عنه. انتهى. وقال الحافظ في الفتح: وقال القرطبي: المراد هنا التهمة التي لا سبب لها كما يتهم رجلا بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها. انتهى. تفسير قوله تعالى إن بعض الظن إثم - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقال القرطبي في تفسيره: والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها، أن كل ما لم تعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب. ذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والصلاح، وأونست منه الأمانة في الظاهر، فظن الفساد به والخيانة محرم، بخلاف من اشتهره الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث. اهـ
وقال النووي في شرح مسلم عند شرح حديث: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث. قال: المراد النهي عن ظن السوء. قال الخطابي: هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس، فان ذلك لا يملك. ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر، فإن هذا لا يكلف به كما سبق في حديث: تجاوز الله تعالى عما تحدثت به الأمة ما لم تتكلم أو تعمد، وسبق تأويله على الخواطر التي لا تستقر، ونقل القاضي عن سفيان أنه قال: الظن الذي يأثم به هو ما ظنه وتكلم به، فإن لم يتكلم لم يأثم.
بعض الظن ام اس
وكذلك أهل الدنيا إنما يَتصرّفون بناءً على حُسن الظنون، وإنما اعتُمد عليها لأنّ الغالب صدقها عند قيام أسبابها. فإنّ التجار يُسافرون على ظنّ أنهم يَسلمون ويَربحون. والصنّاع يَخرجون من منازلهم على ظنّ أنهم يُستعملون بما به يَرتفقون. والأكّارون يَحرثون ويَزرعون بناءً على أنهم يَستغلّون (…). والملوك يُجنّدون الأجناد، ويُحصّنون البلاد بناءً على أنهم بذلك يُنصَرون. وكذلك يأخذ الأجناد الحذر والأسلحة على ظنّ أنهم يَغلبون ويَسلمون (…). والعلماء يَشتغلون بالعلوم على ظنّ أنهم يَنجحون ويَتميزون. ان بعض الظن اثم في اي سوره. وكذلك الناظرون في الأدلة والمجتهدون في تعرّف الأحكام يعتمدون في الأكثر على ظن أنهم يَظفرون بما يَطلبون. والمرضى يَتداوون لعلهم يُشْفَون ويَبرؤون. ومعظم هذه الظنون صادق موافق، غير مُخالف ولا كاذب، فلا يجوز تعطيل هذه المصالح الغالبة الوقوع خوفًا من ندور (ندرة) كذب الظنون، ولا يفعلُ ذلك إلا الجاهلون". الظنّ إذا تعارض مع اليقين
أُخذ باليقين، وتُرك الظنّ. إذا اجتمع في مسألة رأي بشر، وعلم الله، كان رأي البشر ظنيًا، وعلم الله قطعيًا. علوم البشر، ولو سميت علومًا، إلا أنها تبقى ظنّيّة. والعلم في الأصل لا يُطلق إلا على ما هو قطعي (راجع الآيات أعلاه).