وقال البخاري في صحيحه: باب ما يكون من الظن إثم، وروى عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا. وفي لفظ: ديننا الذي نحن عليه، قال الليث بن سعد: كانا رجلين من المنافقين. اهـ
وبهذا تعلمين معنى وحكم بعض الظن المنهي عنه، وأنه لا يرتبط الأمر بالقلة ولا بالكثرة، وإنما تمنع التهمة لأي مؤمن ظاهره الصلاح بغير بينة. ان بعض الظن اثم في اي سوره. وأما الغلط في هذا فلا يكفر صاحبه؛ إذ إن من أخطر الاتهام للناس اتهامهم بالفاحشة وهو القذف المعروف، وهو كبيرة يحد صاحبها ولا توصله للكفر. والله أعلم.
- ان بعض الظن اثم
- ان بعض الظن اثم معناها
- ان بعض الظن اثم في اي سوره
ان بعض الظن اثم
رواه ابن ماجه. انتهى. وروى الطبري عند تفسيره عند هذه الآية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نهى الله المؤمن أن يظن بالمؤمن شرا، ثم قال: إن ظن المؤمن الشر لا الخير إثم لأن الله تعالى نهاه عنه. انتهى. وقال الحافظ في الفتح: وقال القرطبي: المراد هنا التهمة التي لا سبب لها كما يتهم رجلا بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها. انتهى. بعض الظن إثم بعض الظن حلال - مكتبة نور. وقال القرطبي في تفسيره: والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها، أن كل ما لم تعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب. ذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والصلاح، وأونست منه الأمانة في الظاهر، فظن الفساد به والخيانة محرم، بخلاف من اشتهره الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث. اهـ
وقال النووي في شرح مسلم عند شرح حديث: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث. قال: المراد النهي عن ظن السوء. قال الخطابي: هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس، فان ذلك لا يملك. ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر، فإن هذا لا يكلف به كما سبق في حديث: تجاوز الله تعالى عما تحدثت به الأمة ما لم تتكلم أو تعمد، وسبق تأويله على الخواطر التي لا تستقر، ونقل القاضي عن سفيان أنه قال: الظن الذي يأثم به هو ما ظنه وتكلم به، فإن لم يتكلم لم يأثم.
ان بعض الظن اثم معناها
والحمد لله رب العالمين
ان بعض الظن اثم في اي سوره
{ { وَلَا تَجَسَّسُوا}} أي: لا تفتشوا عن عورات المسلمين، ولا تتبعوها، واتركوا المسلم على حاله، واستعملوا التغافل عن أحواله التي إذا فتشت، ظهر منها ما لا ينبغي. بعض الظن ام اس. { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} والغيبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: { « ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه »} ثم ذكر مثلاً منفرًا عن الغيبة، فقال: { { أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}} شبه أكل لحمه ميتًا، المكروه للنفوس غاية الكراهة، باغتيابه، فكما أنكم تكرهون أكل لحمه، وخصوصًا إذا كان ميتًا، فاقد الروح، فكذلك، فلتكرهوا غيبته، وأكل لحمه حيًا. { { وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}} والتواب، الذي يأذن بتوبة عبده، فيوفقه لها، ثم يتوب عليه، بقبول توبته، رحيم بعباده، حيث دعاهم إلى ما ينفعهم، وقبل منهم التوبة ، وفي هذه الآية، دليل على التحذير الشديد من الغيبة، وأن الغيبة من الكبائر، لأن الله شبهها بأكل لحم الميت، وذلك من الكبائر. #أبو_الهيثم #مع_القرآن
13
-3
107, 273
﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ حتى هناك رأي آخر ولا تحسسوا، قالوا: التحسس تتبع الأخبار الطيبة، إنسانة لم تكن تنجب الأولاد بعد ذلك أصبحت حاملاً، فتسألها جارتها العلة منك أم منه؟ حملت وانتهى، لِمَ تدخل في هذه التفاصيل؟ ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ ولا تحسسوا، التحسس تتبع الأخبار الطيبة. ان بعض الظن اثم معناها. ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ﴾ أقسم لكم بالله الغيبة وحدها تمزق الأمة، تمزق المجتمعات، تفتت الأسر، الغيبة وحدها، لو كان هناك انضباط، أو كان عندنا عالم كبير، الشيخ بدر الدين الحسني، شيخ سوريا، من أخلاقه العالية أنه إذا تكلم إنسان أمامه عن إنسان آخر، يقول له: اسكت، أظلم قلبي، لم يكن يسمح لأحد أن يتكلم أمامه عن إنسان آخر. مرة بلغني أن وزير أوقاف استلم الوزارة، فأتى وفد لتهنئته، وطعن بالذي قبله، فقال له: اسكت، الذي قبلي أحسن مني، هو صديقي، اسكت، لم يعد أحد يجرؤ بمدى وزارته أن يتكلم عن أحد أمامه، هذه بطولة. تشبيه الله عز وجل الغيبة بأكل لحم الميت: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ﴾ سبحانك يا رب! لا يوجد أشهى من اللحم، ولا يوجد شيء له رائحة لا تحتمل إذا فسد كاللحم، أحياناً يكون هناك حيوان ميت بالبرية من خمسين متراً له رائحة تكاد تخرج من جلدك منها، فالله عز وجل اختار مشبهاً به دقيقاً جداً: ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ﴾ أنت لحم الميت المتفسخ، لا تستطيع أن تواجه رائحته من خمسين متراً، فكيف إذا أكلته؟ ﴿ فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ كأن الله يشبه لنا الغيبة بأكل لحم الميت.