والعلامةُ الثَّانيةُ: إذا وعَدَ أخلَفَ، وذلك بأنْ يَشتهِرَ بخُلفِ الوعدِ، بحيث إذا وعَدَ بشَيءٍ تعمَّد الخُلْفَ. "آية المنافق ثلاث" - جريدة الغد. والعلامة الثَّالثة: إذا ائتُمِنَ خان، وذلك بأنْ يَشتهَرَ بالخيانةِ بيْن النَّاسِ. وهذه الأشياءُ المذكورةُ تَرجِعُ إلى أصلٍ واحدٍ؛ وهو النِّفاقُ الَّذي يُبايِنُه الصِّدقُ، ويُزايِلُه الوفاءُ، وتُنافِيه الأمانةُ، والمقصودُ مِن الحديثِ: أنَّ هذه الخِصالَ خِصالُ نِفاقٍ، وصاحبُها شَبيهٌ بالمنافقينَ في هذه الخِصالِ، ومُتخلِّقٌ بأخلاقِهم، لا أنَّه مُنافِقٌ يُظهِرُ الإسلامَ وهو يُبطِنُ الكُفرَ، ولم يُرِدِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا أنَّه مُنافِقٌ نِفاقَ الكُفَّارِ المُخلَّدين في الدَّركِ الأسفلِ مِن النَّارِ. وفي الحديثِ: تَنبيهٌ على صِفاتِ النِّفاقِ المذمومةِ للتَّخويفِ والتَّحذيرِ مِن الوُقوعِ فيها.
حديث: آية المنافق ثلاث...
-3- 23 – باب: علامة المنافق. 33 – حدثنا سليمان أبو الربيع قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر قال: حدثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
(آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان). 34 – حدثنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو: أن النبي ﷺ قال:
(أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر). تابعه شعبة عن الأعمش. أخرجه مسلم في الإيمان ، باب: بيان خصال المنافق ، رقم: 59. 58
(آية) علامة. (كذب) أخبر بخلاف الحقيقة قصدا. (اخلف) لم يف بوعده]. الدرر السنية. (منافقا خالصا) قد استجمع صفات النفاق. (خصلة) صفة. (يدعها) يتركها ويخلص نفسه منها. (غدر) ترك الوفاء بالعهد. (خاصم) نازع وجادل. (فجر) مال عن الحق واحتال في رده].
&Quot;آية المنافق ثلاث&Quot; - جريدة الغد
ثانيا:
لا يرتبط الوعد بالقسم ، فقد يعد الرجل وعدا ، ولا يقسم عليه ، فإذا وعد وعدا وأقسم
عليه صار وعدا مؤكدا واجب الوفاء. قال ابن القيم رحمه الله:
" وإخلاف الوعد مما فطر الله العباد على ذمه واستقباحه ، وما رآه المؤمنون قبيحاً
فهو عند الله قبيح " انتهى من " إغاثة اللهفان " (2/ 47). ايه المنافق ثلاث - الطير الأبابيل. واختلف العلماء في " الوفاء بالوعد ": هل هو واجب مطلقا ، ويحرم خلفه ، أو
مستحب ، ويكره خلفه. قال النووي رحمه الله:
" أجمعَ العلماءُ على أن مَن وعد إنساناً شيئاً ليس بمنهيّ عنه فينبغي أن يفي بوعده
، وهل ذلك واجبٌ ، أو مستحبّ ؟ فيه خلاف بينهم ، ذهب الشافعيُّ وأبو حنيفة
والجمهورُ إلى أنه مستحبّ ، فلو تركه فاته الفضل ، وارتكب المكروه كراهة تنزيه
شديدة، ولكن لا يأثم. وذهبَ جماعةٌ إلى أنه واجب ، قال الإِمامُ أبو بكر بن العربي المالكي: أجلُّ مَن
ذهبَ إلى هذا المذهب عمرُ بن عبد العزيز ، قال: وذهبتِ المالكية مذهباً ثالثاً:
أنه إن ارتبط الوعدُ بسبب كقوله: تزوّج ولك كذا، أو احلف أنك لا تشتمني ولك كذا،
أو نحو ذلك ، وجب الوفاء ، وإن كان وعداً مُطلقاً، لم يجب. واستدلّ مَن لم يوجبه بأنه في معنى الهبة ، والهبة لا تلزم إلا بالقبض عند الجمهور،
وعند المالكية: تلزم قبل القبض " انتهى ، من " الأذكار" (ص 317).
الدرر السنية
199 – عن أَبي هريرة، رضي اللَّه عنه، أن رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: ( آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإِذَا آؤْتُمِنَ خَانَ) متفقٌ عَلَيهِ. وفي رواية: ( وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وزعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ). قوله: ( آية المنافق) أي: علامة المنافق ، الحديث اشتمل على ذكر ثلاث علامات للنفاق. وينبغي أن يُعلم هنا أن النفاق نوعان:
1 – نفاق اعتقادي: وهو أن يُظهر المرء الايمان ويُبطن الكفر ، كما قال الله – سبحانه وتعالى – في ذكر هذا النوع من النفاق (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)(سورة البقرة). وكذلك قوله: ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)(سورة المنافقون) أي: كاذبون في أن ما أظهروه لا يوافق ما أبطنوه. فهذا النوع يُسمى النفاق الاعتقادي ، وهو مُخرج من الملة ، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار.
ايه المنافق ثلاث - الطير الأبابيل
7- الكاذب كذلك يخبر بخلاف الواقع والواعد الذي يعد ويخلف كذلك وكذلك الذي يخون إذا أؤتمن فهذه علامات النفاق والعياذ بالله. 8- النفاق نفاقان:
أ- نفاق أكبر: وهو أن ينطوي في ضميره على تكذيب الله، وعلى الكفر به، وتكذيب رسوله، والكفر بالجنة والنار، أو بشيء من هذه الأشياء، هذا هو المنافق، يظهر الإسلام ويبطن الكفر، فهذا النفاق الأكبر الذي هو شر من الكفر الواضح الصريح، ولهذا قال في هؤلاء، قال عنهم إنهم في الدرك الأسفل من النار، هم في الدرك الأسفل من النار. ب- ونفاق أصغر: وهو هذا النفاق العملي، إذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، وكفاه شرا -والعياذ بالله- أنه يوصم بالنفاق، وقد تقود هذه الخصال الخبيثة إلى الكفر الأكبر، قد تقوده والعياذ بالله، فليحذر الحذر. 9- قال ابن القيم -رحمه الله-: " قد هتك الله -سبحانه- أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلَّى لعباده أمورهم؛ ليكونوا منها ومن أهلها على حذر. 10- الخوف من النفاق دليل على صحة الإيمان. 11- المقصود هنا: صفات عملية لا تخرج من الإسلام. 12- فبقوله: ( إذا حدث كذب) نبه على فساد القول. وبقوله: ( إذا اؤتمن خان نبه على فساد الفعل).
وعد إذا عطيتيني 10الف مشترك رح اهطيك1000 الف مشترك والله العظيم🌼 - YouTube