وقد أجمع فقهاء المذاهب الأربعة على أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر، وسمي كذلك للتمييز بينه وبين الحج الأصغر وهو العمرة عند الجمهور. وقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فيها فقال: أي يوم هذا؟؟ قالوا: يوم النحر، فقال: "هذا يوم الحج الأكبر" (أخرجه أبو داود في سننه). وبالإضافة إلى تسمية اليوم بعيد الأضحى ويوم الحج الأكبر فهناك تسميات أخرى لهذا اليوم المبارك تختلف باختلاف الدول والأمصار ومنها: العيد الكبير، عيد الحجاج، عيد القربان، يوم الفداء… وغيرها. هو إذن يوم خير وبركة، وفرح وسعادة، وتقارب ومودة، وبر وإحسان ورحمة، وتفقد لأحوال الأهل والأحباب والأقارب…
علينا أن نتقرب فيه إلى المولى عز وجل بأداء الطاعات، والالتزام بالأوامر، وتجنب النواهي، والابتعاد عن الغفلة والمعاصي…
فيه يحنو القوي على الضعيف، والغني على الفقير، ويصير المسلمون جسدا واحدا متراحمين. يوم الحج الاكبر. كما أن لهذا اليوم المبارك العظيم أحكام وآداب يجب مراعاتها ومنها:
* استحباب الغسل والتطيب ولبس الجديد من غير إسراف وتكبر. * أداء صلاة العيد جماعة، والسنة أن تكون في مصلى العيد.
يوم الحج الأكبر: فضائل وآداب - مومنات نت
لقد فاضل الله عز وجل بين الشهور والأيام والساعات كما فاضل بين الأماكن والبقاع. ومن خصوصية المكان إلى خصوصية الزمان تُضاعف الأجور وتُرفع الدرجات وتتشوق النفوس إلى فضل الله وعطائه ورحماته. يوم الحج الاكبر فطحل. وها هي عشر ذي الحجة قد لملمت ساعاتها المباركة، وأتمت نفحاتها العطرة، وشارفت على الرحيل، واستعدت للختم وختامها مسك؛ إنه اليوم العاشر من ذي الحجة، وما أدراك ما اليوم العاشر! إنه يوم عيد الأضحى المبارك، وهو ثاني أعياد المسلمين بعد عيد الفطر العظيم. روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" (رواه أبو داود في سننه). والعيد من خصائص هذه الأمة، وهو من شعائر الإسلام الكبرى التي يجب العناية بها وتعظيمها لقول المولى عز وجل: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب (الحج، 32). وإذا كان عيد الفطر مرتبط بعبادة الصوم حيث أنه يعقب شهر رمضان المبارك، فإن عيد الأضحى مرتبط بمناسك الحج حيث يقع في شهر ذي الحجة في العشر الأوائل منه؛ وهي أفضل أيام السنة على الإطلاق وذلك لما يجتمع فيها من أمهات الطاعات وأنواع العبادات؛ من صلاة وصوم وصدقة وحج ونسك…
وإذا كانت مدة عيد الفطر هي يوم واحد فقط، فإن مدة عيد الأضحى هي أربعة أيام؛ يوم النحر ومعه أيام التشريق وهي ثلاثة أيام.
ويستحب للمؤمن أن يذهب من طريق ويرجع من آخر.. (في الظروف العادية). * كما يستحب التهنئة بالعيد لما روي عن جبير بن نفير ، قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: "تقبل الله منا ومنك" (قال ابن حجر: إسناده حسن). ووقت التهنئة بعد أداء صلاة العيد كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم. يوم الحج الأكبر: فضائل وآداب - مومنات نت. وقد يحل الهاتف في عصرنا هذا محل الاتصال المباشر في التهنئة إن وجد مانع يحول دون اللقاء. * ومن الأعمال الجليلة أيضا نحر الأضحية بعد الصلاة، مصداقا لقول المولى عز وجل: فصل لربك وانحر (الكوثر، 2). وقال صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يوم العيد: "إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل فقد أصاب سنتنا" (رواه البخاري). * كما يُستحب إظهار البشر والسرور وصلة الأرحام ونبذ الشحناء والخلاف، ومسامحة الخلق والعفو عنهم، والتوسعة على الوالدين والزوجة والعيال وإدخال السرور عليهم..
* ولا بأس باللعب واللهو المباح لأن في ديننا فسحة وتيسير. وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لوفد الحبشة أن يستعرضوا ويرقصوا بحرابهم وأسلحتهم في المسجد، وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تنظر إليهم والنبي يسترها ويقول: "دونكم يا بني أرفدة، لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني بعثت بالحنيفية السمحة" (صححه الألباني).