لم يحافظ هذا الرجل على ما أتاه الله فمنع الصدقة فامتنع معها الخير ،وكان يظن أن هذهِ النعمة لن تَزول ،ومن كبره ادعى أنه سيجد عند الله أفضل الجنان ،لا إيمانًا بالله بل كبرًا منه وتعنّتًا ،فقد كان يظنُ أن له الأفضلية عند الله على ذلكَ الرجل الفقير ومن مثله. قصة صاحب الجنتين. قال تعالى في كتابه * وَدَخلَ جَنتَهُ وَهوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظن أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدا *وَمَا أَظُن الساعةَ قَائمةً وَلَئنْ رُددتُ إِلَى رَبي لَأَجِدَنَ خَيْرًا مِنْها مُنقلَبا* سورة الكهف الآيات 35،36. ورغم محاولات صاحب الجنتين لزعزعة إيمان الرجل الفقير جاء رده رد المؤمن الثابت على إيمانه ،أن المؤمن برزق الله وأنه هو العاطي المانح لكل شيء وأيضا المانع إذا أراد ،فلم تخدعه زينة الدنيا ،ورد على كفر وتعنت صاحب الجنتين مذكرًا إياه بأصل خلقه. فيقول له في سورة الكهف قال تعالى * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * الكهف(37). وتمسك الرجل الفقير بإيمانه الراسخ ،وقال للغني أن شكر الله تعالى وتقديم المشيئة عند قدوم الخير أمر واجب ،وإن كنت تظن أنك أغنى مني مالًا وولدًا فالله سبحانه وتعالى قادر على أن يعطيني خيرًا من جنتك هذه.
- قصة صاحب الجنتين
- قصة أصحاب الجنة - سطور
- قصة صاحب الجنتين | قصص
- قصة اصحاب الجنتين - ووردز
قصة صاحب الجنتين
المراجع [+] ↑ الشوكاني، فتح القدير ، صفحة 339. بتصرّف. ↑ جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي ، صفحة 290. بتصرّف. ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية ، صفحة 579. بتصرّف. ^ أ ب ت جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي ، صفحة 292. بتصرّف. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الألوكة. بتصرّف. ↑ سورة القلم، آية:19
↑ سورة القلم، آية:17
↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير ، صفحة 63. بتصرّف.
قصة أصحاب الجنة - سطور
قصة صاحب الجنتين
تدور أحداث هذه القصة بين رجلان ،الرجل الأول رجل مؤمن وفقير ،لم يعطه الله مالًا كثيرًا ،ولم يمن عليه بنعم كتلك التي أعطاها لصاحب الجنتين الرجل التاني ولكن الرجل المؤمن الفقير كان متوكلا على الله ،مؤمن بالله حقّ الإيمان ،لأنه يعلمُ يقينًا أنّ الحياةَ الدنيا إلى زوال ،وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ،وأن الدار الآخرة خير وأبقى. قصة صاحب الجنتين | قصص. أما الرجل الآخر فهو صاحب الجنتين الذي فُتن بأملاكه ،وظن أن هذا النعيم الدنيوي نعيم دائم لن يزول أبدا وكفر بنعمة الله عليه رغم سعة رزقه وعظيم سلطانه. فقد رزقه الله جنتين وبستانين رائعين ،وكانت هاتين الجنتين مزروعتين بالأعناب ،وتكثر بهما أشجار النخيل ،ولكنَ هذا الرجل بجهله وكبره فقد فُتن بنعمة الله سبحانه وتعالى ،وتكبر بما لديه من أشهى أنواع الثمار والفواكه ،حيث من اللهُ سبحانه وتعالى عليه بجنتين تُنتجا أجمل أنواع الثمار ،بأمرِ الله ،وأنتجتا ثمارًا يانعًة ناضجًة ،تتهافت عليها قلوب الناظرين. فبدلًا من أن يشكر الله تعالى على نعمه العظيمة طغى وتكبر وكفر بالنعمة ،بل وتجاوز الأمر بأن تكبر على الرجل الفقير الذي يجاوره ،وهو عبد مثله من عباد الله. قال تعالى في كتابه: *وَكانَ لهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحبهِ وَهو يُحَاورهُ أَنا أَكثر مِنكَ مالًا وَأَعز نفرًا * سورة الكهف الآية 34
وأخذ صاحب الجنتين يستعرض ما عنده من نعم متناسيًا أنها عطية الله تعالى ،وأن مردودها إليه متى شاء هو وحده ،وأخذ يتكبر بها على جاره الفقير الذي لا يملك ربع ما عنده ،فلم يشكر نعمة الله عليه.
قصة صاحب الجنتين | قصص
وعندما دخل (الحارث) البستان الذي يمتلكه وقال لنفسه في كبر وغرور هل يفنى هذا المال والملك؟، وأجاب بالنفي مؤكداً أنه لا وجود للقيامة التي يتحدث عنها (عبد الله)، وما يقوله هو محض افتراء وكذب ولكن (عبد الله) قاله له "لا تنسى يا حارث المولى الذي خلقك ولا تبهرك الدنيا بما فيها من زينة ومال، وأنا بالفعل لا أعبأ بالحياة ولا أهتم بها لأنها مهما طالت إلى زوال، ولكني أنظر إلى الجنة التي وعد الله بها المؤمنون والتي عرضها السماوات والأرض". ولكن (الحارث) أراد أن يترك (عبد الله) ويمضي في طريقه دون أن يستمع إلى ما يقول ولكن الثاني أوقفه، وقال له "لا يغرك البستان الذي تمتلكه ولا تنظر إليه بالتعالي والفخر ولكن عليك أن تشكر خالقك بقول ما شاء الله، لأن كل ما تمتلكه من نعم هو من فضل الله وعليك فقط الشكر وصيانة النعمة والحفاظ عليها، لأن الأولاد والمال الكثير لا يملكون لك الحماية من غضب الله لأنه وحده القادر على المنح والقادر على المنع، ويستطيع إزالة ما تمتلك بين غمضة العين وانتباهها ويقول للشيء كن فيكون". وبينما استمع (الحارث) لكلام (عبد الله) سار في طريقه نحو البستان وهو على نفس المعتقد وأصبح ممن ظلموا أنفسهم ونسوا الله، فوجد السماء مليئة السحاب الأسود ويتنزل منها المطر الغزير وبدأت الرياح تقتلع الأشجار والثمار وتدمر البستان بالكامل، وبينما هو يشاهد ما حوله ويبكي وأصبح كمن جن وفقد عقله لاعتقاده أن ما حدث ما كان سيحدث أبداً.
قصة اصحاب الجنتين - ووردز
[٧]
ولمّا رأوْا ما حدث لبستانهم علموا أنّهم قد جنوْا على أنفسهم عندما منعوا حق الله -تعالى- في شكر نعمه، فما حصل إلّا جزاءًا لهم، فقال أخ لهم بأنّه قد نبههم بتقوى الله -تعالى-، وأمرهم بالتوبة ققبل حصول هذا كلّه، واعترفوا بخطأهم ثم استغفروا الله، وسألوه أن يُبدلهم خيراً. [٨]
ما يستفاد من قصة أصحاب الجنة
فيما يأتي بعض من الأمور المستفادة من قصة أصحاب الجنة:
الامتناع عن أداء حق شكر الله -تعالى- على نعمه، يؤدي إلى ذهاب النعمة. [٩]
البطر والغرور يؤديان لنكران نعم الله -تعالى-، فيظنّ المرء بأنّ ما عنده هو نتاج عقله وجهده، فيعاقب بالحرمان. [٩]
اختبار الله -تعالى- للبشر يكون بالمنع والإعطاء. [١٠]
التوبة إلى الله -تعالى-، ممكن أن تكون سببًا لإبدال العقاب والجزاء، بالخير والثواب، فلا يجزع المسلم من حصول أي مكروه له، فيحرص على تكرار التوبة، والمداومة على الاستغفار. [١١]
قبول النصيحة والتذكرة بتقوى الله -تعالى-. ملخص المقال: يستفاد من قصة أصحاب الجنّة أنّ النعم تتضاعف وتكثر إذا ما أدى المسلم حق الله -تعالى- في شكرها، لكن إذا ما قصّر في شكر الله -تعالى- أو اغترّ بما لديه من مقوّمات الحياة؛ فستكون العاقبة وخيمة عليه، سواء كان الجزاء في الحياة الدنيا، أو أُمهل إلى الحياة الآخرة، فالابتلاء لا يكون فقط بالمنع والفقر والمرض، بل ويكون في الغنى وفي إغداق النعم، ليُنظر هل يشكر المرء أم يكفر.
المراجع ↑ جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي ، صفحة 290. بتصرّف. ^ أ ب ابن عاشور، التحرير ولتنوير ، صفحة 80. بتصرّف. ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور ، صفحة 98. بتصرّف. ↑ سورة القلم، آية:21-25
↑ سورة القلم، آية:16-18
↑ مصطفى عدوي، سلسلة التفسير ، صفحة 8. بتصرّف. ↑ سورة القلم، آية:21-33
↑ سعيد حوى، الاساس في التفسير ، صفحة 6057. بتصرّف. ^ أ ب جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية ، صفحة 98. بتصرّف. ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور ، صفحة 104. بتصرّف. ↑ مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل بن سليمان ، صفحة 407.