قال الله عز وجل: ( ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) [1]
وقال تعالى: ( استشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونوا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء) [2]
والمقصود بالمرضي من الشهداء من ترضون دينه وأمانته, وليس نقل الحديث وروايته بأقل من الشهادة, لهذا لا يقبل الحديث إلا من الثقات. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيينة بن حصن رضي الله عنه, حين استأذن للدخول عليه: " بئس أخو العشيرة " [3] فهذا دليل على مشروعية الجرح. علم الجرح والتعديل علم يبحث في. وقال خالد بن الوليد رضي الله عنه: " نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد, سيف من سيوف الله, سله الله عز وجل على الكفار والمنافقين " [4] فهذا دليل على مشروعية التعديل. نشأ علم الجرح والتعديل مع نشأة الرواية في الإسلام, إذ كان لا بد لمعرفة الأخبار الصحيحة من معرفة رواتها, معرفة تمكن أهل العلم من الحكم بصدقهم أو كذبهمحتى بتمكنوا من تمييز المقبول من المردود. لذلك سألوا عن الرواة, وتتبعوهم في مختلف أحوال حياتهم العلمية وعرفوا جميع أحوالهم, وبحثوا أشد البحث حتى عرفوا الأحفظ فالأخفظ, والأضبط فالأضبط مجالسة لما فوقه ممن كان أقل مجالسة.
- نشأة علم الجرح والتعديل، وحكمة مشروعيته، ومؤلفاته – – منصة قلم
نشأة علم الجرح والتعديل، وحكمة مشروعيته، ومؤلفاته – – منصة قلم
راجع مقدمة صحيح الإمام مسلم ". ومن هذين ـ الحث على السماع ، والإسماع ، والرواية عن العدول فقط ، كان علم الإسناد ، واهتمت به الأمة اهتماما منقطع النظير ؛ لإدراكها أنه أساس حفظ هذا الدين. قال عبد الله بن المبارك: ( الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء) ، وقال: ( بيننا وبين القوم القوائم) يعني: الإسناد. " مقدمة مسلم". وقال محمد بن سيرين: ( إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذونه). نشأة علم الجرح والتعديل، وحكمة مشروعيته، ومؤلفاته – – منصة قلم. "مسلم والكفاية ص 196". وقال الضحاك بن مزاحم: ( إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذونه). " كفاية ص 196". وقال طاووس: ( إن كان صاحبك مليا ـ أي يعتمد عليه بأن يكون عدلا ضابطا ـ فخذ عنه). وقال مالك: ( اتق الله ، وانظر ممن تأخذ هذا الشأن). وقال القاضي أبو بكر بن العربي المعافري: ( والله أكرم هذه الأمة بالإسناد ، لم يعطه أحدا غيرها ، فاحذروا أن تسلكوا مسلك اليهود والنصارى ، فتحدثوا بغير إسناد ، فتكونوا سالبين نعمة الله عن أنفسكم ، مطرقين للتهمة إليكم ، وخافضين لمنزلتكم ، ومشتركين مع قوم لعنهم الله وغضب عليهم ، وراكبين لسنتهم".................................. المراجع والحواشي السفلية 1ـ أخرجه ابن حبان وأبو داود وأحمد عن ابن عباس.
القول الثاني
يقدم التعديل على الجرح إذا كان المعدلون أكثر من الجارحين, لأن كثرة المعدلين تقوي حالهم, رد هذا القول لان المعدلين وإن كثروا لا يخبرون بما يرد قول الجارحين. القول الثالث
لا يترحج أحدهما على الاخر إلا بمرجح, أي يتوقف عن العمل بالقولين حتى نطلع على مرجح لأحدهما.........................................................................................................................................................................
احتاط العلماء لورعهم وتقواهم في تقديم الجرح على التعديل فيما دار بين الأقران من قدح أو خلاف مذهبي. وأحمع العلماء على عدم قبول قول الأقران في بعضهم البعض. أقل ما ترتفع الجهالة عند المحدثين أن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً من أهل العلم, وبهذا يرتفع اسم الجهالة, إلا أنه تثبت عدالته إلا بالتزكية عند جمهور المحدثين. علم الجرح والتعديل قواعده وأئمته. قال الدارقطني:( من روى عنه ثقتان فقد ارتفعت جهالته وثبتت عدالته). [بحاجة لمصدر]
وعند ابن عبد البر: كل من اشتهر في غير العلم بزهد أو نجدة و نحو هذا فليس بمجهول. [بحاجة لمصدر]
أو مستور الحال, وهو من روى عنه اثنان فصاعداً فارتفعت عنه الجهالة, وهو عدل الظاهر إلا أنه لم يصدر عن أحد من الأئمة توثيقه أو تجريحه.