انتهى.
ويقول الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه يستحب للرجال والنساء تأخير صلاة العشاء؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لما أخّرها ذات ليلة إلى نحو ثلث الليل قال: ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي). فإذا تيسر تأخيرها بدون مشقة فهو أفضل ،.. أما إذا كان تأخيرها يشق على بعض الناس فإن المشروع تعجيلها؛ ولهذا قال جابر رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم في العشاء إذا رآهم اجتمعوا عجل ، وإذا رآهم أبطئوا أخر)وقال أبو برزة رضي الله عنه: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر العشاء) انتهى. ويقول أ. د. محمود عكام:
وقت العشاء يبدأ من دخول وقت العشاء، وهو –حسب آراء الفقهاء- من غياب الشفق الأحمر، ويمتد إلى دخول وقت الفجر؛ وبالتالي يجوز فيها – من دون أي خلاف – في هذا الأمر أن تصلي العشاء قبل الفجر بنصف ساعة أو ربع، المهم قبل دخول وقت الفجر، ولكن يبقى الأفضل والمستحب أن تُصلّى العشاء في أول وقتها حتى ثلث الليل ، أو نصفه. حكم تأخير صلاة العشاء. انتهى.
- هل يجوز تأخير صلاة العشاء
هل يجوز تأخير صلاة العشاء
استحباب النبي صلى الله عليه وسلم لتأخير العشاء وتأخيره لها أحيانا إن تيسر لا ينافي كون الصلاة على وقتها أحب الأعمال إلى الله تعالى، لأن الراجح أن المقصود من ذلك أن تؤدي الصلاة في وقتها ولا تؤخر حتى يخرج الوقت. كما أنه لو كان المقصود بكون الصلاة على وقتها أن تكون في أول الوقت، فإن العشاء تختلف عن غيرها في استحباب تأخيرها، لأن الذي يؤخرها يدع النوم وينتظر الصلاة، فيكون في صلاة حتى يصليها، كما روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال: أخر النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء إلى نصف الليل ثم صلى ثم قال: " قد صلى الناس وناموا، أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها" قال ابن حجر في الفتح: فأثبت للمنتظر حكم المصلي، وكما صح عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام". ووقت العشاء يبدأ بعد غروب الشفق الأحمر وينتهي بطلوع الفجر الصادق ، ولكن يستحب تأخير العشاء إلى ثلث الليل إن طمع في إدراك الجماعة، ويجوز تأخيرها إلى نصف الليل، فإن كان التأخير يفوت الجماعة على الرجال فالجماعة للرجال أولى، وينتهي وقت العشاء الاختياري بحلول نصف الليل، ولكن وقتها النهائي لا ينتهي إلا بطلوع الفجر.
فمن الزوال إلى نصف الليل كله أوقات صلوات متوإلىة: فيدخل وقت الظهر بالزوال، ثم ينتهي إذا صار ظل كل شيء مثله، ثم يدخل وقت العصر مباشرة، ثم ينتهي بغروب الشمس، ثم يدخل وقت المغرب مباشرة ثم ينتهي بمغيب الشفق الأحمر، ثم يدخل وقت العشاء وينتهي بنصف الليل، ولهذا فصل الله صلاة الفجر وحدها فقال: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} لأنها لا يتصل بها وقت قبلها، ولا يتصل بها وقت بعدها. وقولنا إن صلاة العصر إلى غروب الشمس ذلك أن وقتها يمتد إلى الغروب لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر"، وليس المعنى أنه يجوز تأخيرها إلى الغروب، فإنه لا يجوز تأخيرها إلى ما بعد اصفرار الشمس، والله الموفق.