قال تعالى: ﴿ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا ﴾. قال تعالى: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾. تفسير قوله تعالى: أصطفى البنات على البنين. جمعنا لكم ايات قرانية عن البنات ، فقد وردت العديد من الآيات في القرآن الكريم عن تربية البنات التي تأخذ بيد رب الأسرة إلى الجنة، وقد تكون الزوجة سبب هداية البيت بالكامل. يمكنك أيضا قراءة: آيات قرآنية للتوفيق في الدراسة
تفسير قوله تعالى: أصطفى البنات على البنين
وقوله تعالى: "وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً" قال مجاهد: قال المشركون الملائكة بنات الله تعالى فقال أبو بكر رضي الله عنه فمن أمهاتهن, قالوا بنات سروات الجن وكذا قال قتادة وابن زيد ولهذا قال تبارك وتعالى: "ولقد علمت الجنة" أي الذين نسبوا إليهم ذلك "إنهم لمحضرون" أي إن الذين قالوا ذلك لمحضرون في العذاب يوم الحساب لكذبهم في ذلك وافترائهم وقولهم الباطل بلا علم, وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: "وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً" قال زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى هو وإبليس أخوان تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً, حكاه ابن جرير. وقوله جلت عظمته: "سبحان الله عما يصفون" أي تعالى وتقدس وتنزه عن أن يكون له ولد وعما يصفه به الظالمون الملحدون علواً كبيراً. قوله تعالى: "إلا عباد الله المخلصين" استثناء منقطع وهو من مثبت إلا أن يكون الضمير قوله تعالى: "عما يصفون" عائد إلى الناس جميعهم ثم استثنى منهم المخلصين وهم المتبعون للحق المنزل على كل نبي مرسل, وجعل ابن جرير هذا الاستثناء من قوله تعالى: " إنهم لمحضرون * إلا عباد الله المخلصين " وفي هذا الذي قاله نظر والله سبحانه وتعالى أعلم. ثم كرر سبحانه تقريعهم وتوبيخهم فقال: 153- "أصطفى البنات على البنين" قرأ الجمهور بفتح الهمزة على أنها للاستفهام الإنكاري، وقد حذف معها همزة الوصل استغناء به عنها.
الطبرى: القول في تأويل قوله تعالى: مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) وقوله ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) يقول: بئس الحكم تحكمون أيها القوم أن يكون لله البنات ولكم البنون، وأنتم لا ترضون البنات لأنفسكم، فتجعلون له ما لا ترضونه لأنفسكم؟ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) يقول: كيف يجعل لكم البنين ولنفسه البنات، ما لكم كيف تحكمون؟. ابن عاشور: مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) وجملة { ما لكم كيف تحكمون} بَدَل اشتمال من جملة { أصْطفى البنات على البنين} فإن إنكار اصطفاء البنات يقتضي عدم الدليل في حكمهم ذلك ، فأبدل { ما لكم كيف تحكمون} من إنكار ادعائهم اصطفاء الله البنات لنفسه. وقوله: { مَا لَكُم}: { ما} استفهام عن ذات وهي مبتدأ و { لكم} خبر. والمعنى: أي شيء حصل لكم؟ وهذا إبهام فلذلك كانت كلمة «ما لك» ونحوها في الاستفهام يجب أن يُتلى بجملةِ حاللٍ تُبيّن الفعل المستفهم عنه نحو: { ما لكم لا تنطقون} [ الصافات: 92] ونحو { ما لك لا تأمننا على يوسف} [ يوسف: 11] وقد بُينتْ هنا بما تضمنته جملة استفهام { كيف تحكمون} فإن { كيف} اسم استفهام عن الحال وهي في موضع الحال من ضمير { تحكمون} قدمت لأجل صدارة الاستفهام.