الماء لا ينجس في ذاته، ولا يستحيل نجساً، وإنما تتغير صفاته بما يحمله من نجس فيكون نجساً لحمله النجاسة، ويكون طاهراً كالملح والطين والسكر والروائح الطاهرة وعصارات الأعشاب.. الخ. إذا عولج الماء النجس وفصلت منه النجاسة فصلاً كاملاً عاد طاهراً مطهراً كأصل خلقته. وإذا بقيت فيه نجاسة بعد المعالجة فالحكم عليه بحسب غلبة النجاسة، فإن كانت بقايا النجاسة مغيرة لإحدى صفاته الثلاث: اللون، الطعم الرائحة، فإنه يبقى نجساً، وإن تمت المعالجة حتى يعود الماء كما هو في أصل الخلقة فهو طهور، وإن بقي به نجاسة يسيرة لا تغير أوصافه فهو من العفو إن شاء الله تعالى. والماء المعالج الطاهر الذي فصلت منه النجاسة، وعاد طاهراً يجوز استعماله في كل ما يستعمل فيه الماء الطاهر المطهر كالغسل، والوضوء، وتطهير الثياب والأماكن. إذا كان الماء المعالج قد عولج معالجة جزئية، وبقي متغيرةً أوصافه كلها أو بعضها فإن هذا يجوز استخدامه في الري والزراعة في محاصيل يأكلها الإنسان والحيوان، ولكن لا يجوز استعماله في الطهارة. إذا حقن الماء المعالج أو مياه الصرف والمجاري قبل المعالجة في الأرض مرة ثانية، وتم تسريبه خلال طبقات الأرض، ودخل إلى الآبار، فإن حكمه هو حكم المعالج، فإذا وصل إلى الآبار أو المضخات، وتم رفعه، وقد فصلت عنه النجاسة فصلاً كاملاً، وعاد إلى أصل خلقته دون رائحة ودون لون أو طعم إلا طعم الماء، فهو ماء طاهر مطهر وأما إذا كان فاقداً لخواص الماء الطاهر فحكمه حكم الماء النجس.
تستعمل مياه الصرف الصحي المعالجة في :
مياه الصرف الصحي الصناعية:
هي المياه العادمة القادمة من المصانع المختلفة. المياه المتسللة والمتدفقة:
هي المياه المتسللة إلى شبكات الصرف الصحي من آبار المياه الجوفية عن طريق الارتشاح والتسرب من خلال الأنابيب التالفة أو عن طريق وصلات الأنابيب، بالإضافة إلى مياه الأمطار التي تدخل عن طريق المناهل والمصارف. مياه الأمطار:
هي عبارة عن مياه الأمطار أو المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج التي تدخل شبكات مياه الصرف الصحي. مكونات مياه الصرف الصحي:
مكونات كيميائية حيث تتكون بشكل تقريبي من 99% من المياه، و1% من المواد العضوية وغير العضوية على شكل مواد ذائبة وعالقة؛ حيث يتواجد كل من البروتين، والسليليلوز، والدهون، والمواد غير العضوية على شكل مواد عالقة، بينما تكون المواد الكحولية، والدهون الحمضية، والأحماض الأمينية على شكل مواد ذائبة، وتتراوح قيمة الرقم الهيدروجيني في مياه الصرف الصحي المنزلية ما بين 6. 7-8، أما الرقم الهيدروجيني لمياه الصرف الصحي الصناعية فيختلف حسب المكونات الكيميائية لها. المكونات البيولوجية تتنوع الكائنات الحية الدقيقة الموجودة ما بين الفطريات، والبكتيريا، والأوليات، والفيروسات، والطحالب الدقيقة.
مبادرات تطوير الأعمال عقود بيع المياه المعالجة
تتمثل هذه المبادرة في دراسة مسألة تطوير وبيع وتخصيص مياه الصرف الصحي المعالجة ( TSE). وتدرس إدارة تطوير الأعمال حالياً عدة خيارات للاستفادة تجارياً من إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة وذلك بإتباع منهجية سوف تساعد في تقليل الطلب الحالي على المياه الصالحة للشرب من خلال توفير كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي المعالجة تلائم الاستخدامات في المجالات الزراعية والصناعية والتجارية واستخدامها لأغراض التبريد وذلك من بين العديد من الاستخدامات الأخرى للاستهلاك غير البشري. ويتم تحقيق هذه الإجراءات التجارية مباشرة من خلال طرح عقود طويلة الأجل لتوريد مياه الصرف الصحي المعالجة لمدد تصل إلى 25 عاماً. نجحت شركة المياه الوطنية حتى الآن في توقيع اتفاقات لتوريد مياه الصرف الصحي المعالجة بكميات يومية تتجاوز 195. 000 متر مكعب /اليوم لمدة لا تقل عن 20 عاماً. وهذا يؤكد بشكل كبير وجود طلب على هذه النوعية من المياه والمتوقع أن تزيد في القادم من أيام. من المعلوم أن إجمالي كمية المياه المتوقع أن يتم انتهاجها في المدن الخمس الكبرى يتجاوز 4. 3 مليون متر مكعب/اليوم.
– ولا يخفى أن استخدام الماء في الشرب والطعام له أحكامه الخاصة ، وهذا يخضع إلى العوامل الصحية فإن الماء قد ينصح باجتنابه في الشرب والطعام ، إذا كانت فيه أنواع من البكتريا الضارة ، أو العوالق والمذابات الضارة ، ومعلوم أن مثل هذه الأشياء لا يحكم بها على عدم طهورية الماء ، ولكن يحكم بها على عدم صلاحيته للشرب ، وفرق بين هذا وهذا. انتهى كلام الشيخ
وقد جاء في مجلة البحوث الإسلامية ـ بتصرف ـ:
1-قال الجمهور: تطهير المياه إما بصب ماءٍ طهور عليها، أو نزح بعضها، أو زوال التغير بنفسه. إلاّ أن الشافعية والحنابلة يشترطون فيما نزح بعضها بان يبقى بعد النزح قلتان فأكثر، وللمالكية في النزح قولان. 2-وقال الحنفية: يطهر الماء النجس بنزح مقدار منه ، لكن يختلف مقدار ما ينزح لتحصل به الطهارة للباقي باختلاف نوع النجاسة واختلاف أحوالها. فالجمهور يرون تغير الماء بنفسه إما بالشمس أو غيرها سبباً في طهارته ، لأنه استحال إلى شيءٍ طاهر. وقد اختلف العلماء في الاستحالة. 1- فقال الحنفية والشافعية وهي رواية عن أحمد اختارها ابن تيمية: يطهر الشيء باستحالته عن النجاسة ، واستدلوا بما يلي:
أ – أن عين النجاسة قد زالت واستحالت فلم يبق لها أثر فينبغي أن ينتفي حكمها ، لأنها صارت من الطيبات ، والله تعالى.