تعس عبد الدينار فهو وإن لم يصل للدينار ويسجد، لكنه في الواقع قد عبّد قلبه ونفسه و جوارحه لهذا الدينار، فحياته مسخرة من أجل كسبه، والحلال عنده ما حل باليد بغير نظر في طرق هذا الاكتساب، أهله لا يعرفونه، جيرانه لا يعرفونه، قراباته لا يعرفونه، المسجد لا يعرفه، وإن صلى فقلبه مشغول، يصلي وهو يحسب الحسابات ويخطط للصفقات، فمثل هذا يكون عبداً للدينار بهذا الاعتبار، فالعبودية هي عبودية القلب، والحرية هي حرية القلب، فمن كان قلبه مسترَقاً للدينار والدرهم فإنه في حال كما وصف النبي ﷺ، تعس عبد الدينار أي: هلك عبد الدينار والدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم.
تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم
نسأل الله أن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وألا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه. أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله، (4/ 34)، برقم: (2886). دلائل النبوة للبيهقي (5/ 183).
الدعاء