[٧] [٦] أيّها المسلمون؛ عليكم بترسيخ المقومات التي تعزز من الصبر، لاستكمال الطريق الذي أمر الله تعالى به والرّضا في الدّنيا والفوز العظيم في الآخرة، فيجب علينا أن نصبر على الدّعوة إلى الله تعالى، وإياكم بالتعرّض إلى الاستخفاف الصادر من الناس، وكان الرّسول الكريم أكبر قدوة في ذلك، حيث جاء أمر الله تعالى لنبيه الكريم في قوله: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ). [٨] [٩] عباد الله: اعلموا أنّ الصّبر من الأمور التي أوجبه الله تعالى في كتابه، وألزم به الرّسول الكريم في سنته النبوية، فهنالك العديد من الأقسام التي أوردها بعض العلماء، فالصبر على الطاعات والبعد عن المحرمات من الواجبات الشرعية، ولتعلموا أنّ الصبر يكون مندوبًا إذا كان على الأمور المكروهة والمستحبة، ويكون محرمًا إذا كان الصّبر على الحرام المؤدي إلى هلاك النّفس أو الموت. [١٠] ولتعلموا أيضًا يا كرام أنّ الصبر يكون مكروهًا إذا كان الإنسان يمتنع عن الأكل والشرب ممّا يؤدّي إلى إلحاق الضرر، كما يكون الصبر مباحًا إذا كان الإنسان مخيرًا بين أمرين مباحين، ويكون الصّبر محمودًا إذا تحققت شروط الإخلاص مع عدم الشكوى للنّاس؛ كالصّبر عند تلقي البلاء، وأحيطكم علمًا بأنّ هذا ما يؤجر عليه الإنسان الأجر الكبير.
خطبه عن الصبر على البلاء
الخطيب: الدكتور محمد توفيق رمضان
التاريخ: 25/09/2015
فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ
د.
خطبة عن الصبر على المرض
الحمد لله الذي حثنا على الصبر ، الحمد لله الذي أكد لنا أن الصبر هو مفتاح الفرج وهو أسمى المطالب والمعاني التي تؤكد على قدرة الإنسان الكبيرة على التحمل، وبالتالي فإن الصابرين هم الأفضل عند الله ولهم جميع رغباتهم كما أن الله قد بشرهم برحمته وأنهم هم المهتدون، وأشهد أن لا إله إلا الله جعل عاقبة الصبر الظفر وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله أقوى من الصبر، فاللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى أله وأصحابه ومن بهداهم مقتدون.
خطبة عن الصبر على أقدار الله
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله: فالمؤمن دائماً في نعمة من ربه تقتضي شكراً وفي ذنب يحتاج إلى استغفاراً. قال الفضيل: "ترك العمل من أجل الناس رياء ، والعمل من أجل الناس شرك ، والإخلاص أن يعافيك الله منهما". قال بعض السلف: كُنا إذا أردنا أن يُستجاب لنا ، دعونا لإخواننا في ظهر الغيب.. فإذا أردت شيئاً فإدعوا لأحد فيه حتى يكون لك مثله بدعوة ملك. كل من خاف شيئاً غير الله سُلط عليه ، كما أن من أحب مع الله غيره عُذب به ، ومن رجا مع الله غيره خُذل من جهته. خطبة عن الصبر على أقدار الله. قال عبد الله بن وهب: "كل ملذوذ إنما له لذة واحدة، إلا العبادة، فإن لها ثلاث لذات: إذا كنت فيها.. وإذا تذكرتها.. وإذا أعطيت ثوابها". عن الحسن رحمه الله قال: يومان وليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهنّ قطّ: ليلة تبيت مع أهل القبور ولم تبت ليلة قبلها ، وليلة صبيحتها يوم القيامة ، ويوم يأتيك البشير من اللّه تعالى، إمّا بالجنّة أو النّار، ويوم تعطى كتابك بيمينك وإمّا بشمالك. قال سفيان الثوري: " إياكم والبطنة فإنها تقسّي القلب ، وإكظموا الغيظ ، ولا تكثروا الضحك فإنه يميت القلوب ". قال إبن القيم: القول المعروف وهو الذي تعرفه القلوب ولا تنكره ، والمغفرة وهي العفو عمن أساء إليك.
فإن العبد إذا استحضر ذلك ترك المعصية حياء من الله كما قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات 40: 41] ثم لو تأمل العبد أحوال العصاة في الدنيا وما هم فيه من ذلة وانحطاط نفسي وفكري ونظر الناس إليهم بعين الاحتقار لكفاه ذلك زاجراً عن الوقوع في المعاصي. وأما الثالث: من أنواع الصبر –فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة بما يجري على العبد من المصائب، وهو حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي والندب والنياحة، وحبس الجوارح عن الأفعال المحرمة كلطم الخدود وشق الجيوب ودعوى الجاهلية. والصبر على ذلك يكون فور نزول المصيبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصبر عند الصدمة الأولى"- وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصابرين * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة 155: 156] فواجب المؤمن أن يصبر على ما يصيبه.
المصدر: