وهذا الحديث ضعيف عند أكثر الحديث مثل الذهبي وأبو داود والنسائي. وفوق ذلك، فإن حديث "الكاسيات العاريات" هو حديث في أفضل رواياته "موقوف" – وهو الذي تقف روايته عند الصحابي فقط، فلم يرفعه إلى الرسول عليه السلام أي أنه لم يقل: "سمعت رسول الله" أو "قال رسول الله" فيرفعه بذلك إليه (وذلك على خلاف ما يسمى بالحديث "المرفوع" وهو الذي يقول الصحابي فيه: "سمعت رسول الله" أو "قال رسول الله" فيرفعه إليه). وهذه (أي أن الحديث موقوف! شرح حديث ..نساء كاسيات عاريات.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. ) هي من أحد نقاط الضعف في أي حديث.
شرح حديث ..نساء كاسيات عاريات.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
ونص الحديث المشهور الذي أرعب كثيرات هو: حديث: ((صِنْفَان مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ. وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ. لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا)). وهناك عدة نقاط تقدح في مصداقية هذا الحديث: أولا: هذا الموقف أي رؤية الجنة والنار كان رواية من الرسول عليه السلام عما حدث له أثناء حادث "الإسراء والمعراج"، فكيف لا يذكره البخاري ولو مرة واحدة؟ وهو الكتاب الذي يطلق معظمهم عليه بأنه أصح الكتب بعد كتاب الله – بالرغم من أهمية هذا الحدث أي "الإسراء والمعراج" في التاريخ الإسلامي؟ فهل نسيه البخاري أم نسيه الرواة الذين تم أخذ حادث المعراج من روايتهم؟ فالحديث أساسا تم ذكره في ما يسمى بـ"صحيح مسلم" ولم يرد ذكر هذا الموقف أثناء حادث المعراج ولو مرة واحدة في "صحيح البخاري". ثانيا: تم رواية هذا الحديث في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة وهو الذي شكك كثيرون في الأحاديث المروية عنه. فأبو هريرة روى آلاف الأحاديث ( 5374 حديثًا) بالرغم من أنه لم يصاحب الرسول عليه السلام إلا ثلاثة أعوام كما جاء على لسانه في صحيح البخاري: "صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين" في حين أن أبو بكر الصديق – والذي عاصر الرسول طوال مدة الرسالة (أي أكثر من عشرين عاما)- لم يرو إلا 142 حديثا.
[1] رواه مسلم في كتاب اللباس والزينة، باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات 3/ 1680 (2128). [2] شرح النووي على صحيح مسلم 14/ 110. [3] ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم 14/ 110، ومجموع فتاوى ومقالات ابن باز 6/ 379 - 380. [4] فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/ 153. [5] ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم 14/ 110، ومجموع فتاوى ومقالات ابن باز 6/ 380 - 381.