وهو قول الحسن البصري وجابر بن زيد وعطاء والشعبي والزهري، وإليه ذهب الثوري وأحمد وإسحاق. ولعلمائنا في ذلك ثلاثة أقوال: الأول - أنه مخصوص بالآباء والأجداد. الثاني - الجناحان يعني الإخوة. الثالث - كقول أبي حنيفة. وقال الشافعي: لا يعتق عليه إلا أولاده وآباؤه وأمهاته، ولا يعتق عليه إخوته ولا أحد من ذوي قرابته ولحمته. والصحيح الأول للحديث الذي ذكرناه وأخرجه الترمذي والنسائي. وأحسن طرقه رواية النسائي له؛ رواه من حديث ضمرة عن سفيان عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ملك ذا رحم محرم فقد عتق عليه). وهو حديث ثابت بنقل العدل عن العدل ولم يقدح فيه أحد من الأئمة بعلة توجب تركه؛ غير أن النسائي قال في آخره: هذا حديث منكر. وقال غيره: تفرد به ضمرة. وهذا هو معنى المنكر والشاذ في اصطلاح المحدثين. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النساء - قوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة - الجزء رقم4. وضمرة عدل ثقة، وانفراد الثقة بالحديث لا يضره. الرابعة: واختلفوا من هذا الباب في ذوي المحارم من الرضاعة. فقال أكثر أهل العلم لا يدخلون في مقتضى الحديث. وقال شريك القاضي بعتقهم. وذهب أهل الظاهر وبعض المتكلمين إلى أن الأب لا يعتق على الابن إذا ملكه؛ واحتجوا بقوله عليه السلام: (لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه).
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) || صلاح باعثمان - Youtube
والله أعلم.
وخلق منها زوجها - موضوع
↑ سورة الروم، آية:21
↑ أبو المظفر السمعاني، تفسير السمعاني ، صفحة 204. بتصرّف. ↑ محمد زريوح، المعارضات الفكريّة المعاصرة ، صفحة 1587. بتصرّف. ↑ سورة الزمر، آية:6
↑ صديق حسن خان، فتح البيان في مقاصد القرآن ، صفحة 82. بتصرّف. ↑ الواحدي، التفسير البسيط ، صفحة 509. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية:187
↑ حنفي مدبولي (26/12/2016)، "خلق حواء عليها السلام" ، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2022. بتصرّف.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النساء - قوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة - الجزء رقم4
نادى الله سبحانه وتعالى الإنسانية، ذلك النداء الخالد ونبههم سبحانه وتعالى إلى الوحدة في أمرين:
أولهما: وحدة الربوبية، فإن ربكم واحد، إذ قال سبحانه وتعالى: " اتقوا ربكم " الذي هو رب الجميع، رب الأبيض والأسود والعربي والأعجمي، والعالم والجاهل، فصلة الجميع به واحدة، وهي صلة الربوبية، وإن هذه الصلة توجب أن يشعر الجميع بأنه لا فضل لجنس على جنس، ولا للون على لون إلا بمقدار الاتصال الروحي بخالق الخلق، وذلك بالتقوى، فهذه الصلة مقوية للأمر بالتقوى، وأنها مناط التفضيل، وهي سبيل قوة الصلة الرابطة. والثاني: وحدة التكوين والإنسان، فالكل ينتهي إلى نفس واحدة هي الجنس العام الجامع، مهما يعل ابن آدم أو ينخفض فإلى هذه النفس ينتمي، وبهذه الأخوة العامة يرتبط. والأمر بالتقوى في هذا المقام لبيان الصلة التي تربط الإنسان بالرب الذي أنعم بهذا الوجود على كل من في هذا الوجود، وكان ذلك الأمر ممهدا لأمر آخر، [ ص: 1575] وهو أن يلاحظ كل إنسان تلك الأخوة الرابطة في كل عمل يعمله، وكل غاية يتغياها ويريدها، وما أجود ما قاله الزمخشري في هذا المقام، فقد قال جار الله رضي الله عنه: " أراد بالتقوى تقوى خاصة، وهي أن يتقوه فيما يتصل بحفظ الحقوق بينهم، فلا يقطعوا ما يجب عليهم وصله، فقيل: اتقوا ربكم الذي وصل بينكم، حيث جعلكم صنوانا مفرغة من أرومة واحدة فيما يجب على بعضكم لبعض، فحافظوا عليه ولا تغفلوا عنه، وهذا المعنى مطابق لمعاني السورة ".
وقرأ الجمهور بنصب (الأرحام) التقدير: واتقوا الأرحام أن تقطعوها. وقرأ حمزة (والأرحامِ) عطفاً على الضمير المجرور في (به). والمعنى على قراءة الجمهور يكون الأرحام مأموراً باتقائها على المعنى المصدري، وهو على حذف مضاف، والتقدير: اتقاء حقوقها. وعلى هذه القراءة فالآية ابتداء تشريع، وهو مما أشار إليه قوله تعالى: "وخلق منها زوجها". وعلى قراءة حمزة يكون تعظيماً لشأن الأرحام أي التي يسأل بعضكم بعضاً بها، وذلك قول العرب (ناشدتك الله والرحم). والله أعلم السؤال: لم عبر ب (كان) الدالة على الانقطاع في قوله تعالى: "إن الله كان عليكم رقيباً". حيث أفاد معنى أنه - سبحانه - اتصف بالحفظ فيما مضى وانقطع، وهذا محال على الله تعالى؟ الجواب: (كان) في الآية الكريمة وفي نظيراتها تفيد الاستمرار أي أن الله تعالى متصف بأنه رقيب على عباده أزلاً وأبداً، أي كان ولايزال وسيظل. والله أعلم. وخلق منها زوجها - موضوع. حث على الأمانة
قال تعالى: "وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً"، (النساء: 2). إضاءة: في الآية الكريمة حث لأوصياء اليتامى على المحافظة على أموال اليتامى وصونها حتى يبلغوا الحلم فيردوها إليهم سالمة غير متعرضين لها بنهب أو طمع.