ويجوز أن يكون قوله: وإذ قال ابراهيم... معطوفا على قوله الله الذي خلق السموات والأرض بأن انتقل من ذكر النعم العامة للناس التي يدخل تحت منتها أهل مكة بحكم العموم إلى ذكر النعم التي خص الله بها أهل مكة، وغيّر الأسلوب في الامتنان بها إلى أسلوب الحكاية عن إبراهيم لإدماج التنويه بإبراهيم - عليه السلام - والتعريض بذريته من المشركين. وإذ ظرف زمان منصوب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره: اذكر، أي: واذكر وقت قول ابراهيم، وتوجيه الأمر بالذكر إلى الوقت أي الزمن من دون ما وقع فيه من الحوادث مع أنها المقصودة بالذات للمبالغة، في إيجاب ذكرها، لما أن ذكر الوقت ايجاب لذكر ما وقع فيه بالطريق البرهاني، ولأن الوقت مشتمل عليها فإذا استحضر كانت حاضرة بتفاصيلها كأنها مشاهدة عيانا. دعاء في الحرم | صحيفة الخليج. والتعبير ب قال دون دعا، لأن القول عموما يشمل الدعاء وغيره، كما أن ما قاله ابراهيم - عليه الصلاة والسلام - منه ما هو دعاء، ومنه ما ليس بدعاء. وأصل (رب) ربي، وحذفت ياء المتكلم تخفيفا وهو منادى بحرف نداء محذوف، وفي حذف حرف النداء إيحاء بقرب ابراهيم - عليه السلام - من ربه، وفي إيثار لفظ (رب) وإضافته إلى ضميره تأكيد لقرب ابراهيم من ربه، وعنايته بإبراهيم وتربيته له، كما ينبئ به مدلول اللفظ.
- دعاء في الحرم | صحيفة الخليج
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة إبراهيم - القول في تأويل قوله تعالى "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا "- الجزء رقم17
- وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ-آيات قرآنية
دعاء في الحرم | صحيفة الخليج
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذْ قالَ إبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ﴾ الآيَتَيْنِ. (p-٥٥٦)
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿وإذْ قالَ إبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذا البَلَدَ آمِنًا واجْنُبْنِي وبَنِيَّ أنْ نَعْبُدَ الأصْنامَ﴾) قالَ: فاسْتَجابَ اللَّهُ لِإبْراهِيمَ دَعَوْتَهُ في ولَدِهِ فَلَمْ يَعْبُدْ أحَدٌ مِن ولَدِهِ صَنَمًا بَعْدَ دَعْوَتِهِ واسْتَجابَ اللَّهُ لَهُ وجَعَلَ هَذا البَلَدَ آمِنًا ورَزَقَ أهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ وجَعَلَهُ إمامًا وجَعَلَ مِن ذُرِّيَّتِهِ مَن يُقِيمُ الصَّلاةَ وتَقَبَّلَ دُعاءَهُ وأراهُ مَناسِكَهُ وتابَ عَلَيْهِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ( ﴿رَبِّ إنَّهُنَّ أضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النّاسِ﴾) قالَ: الأصْنامُ ( ﴿فَمَن تَبِعَنِي فَإنَّهُ مِنِّي ومَن عَصانِي فَإنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾) قالَ: اسْمَعُوا إلى قَوْلِ خَلِيلِ اللَّهِ إبْراهِيمَ لا واللَّهِ ما كانُوا لَعّانِينَ ولا طَعّانِينَ، قالَ: وكانَ يُقالُ: إنَّ مِن شِرارِ عِبادِ اللَّهِ كُلَّ لَعّانٍ، قالَ: وقالَ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ مَرْيَمَ: ( ﴿إنْ تُعَذِّبْهم فَإنَّهم عِبادُكَ وإنْ تَغْفِرْ لَهم فَإنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [المائدة: ١١٨]).
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة إبراهيم - القول في تأويل قوله تعالى "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا "- الجزء رقم17
إنها لنعمة يدعو إبراهيم ربه ليحفظها عليه فيجنبه هو وبنيه أن يعبد الأصنام. وقد علل إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - دعاءه بأن الأصنام تسببت بضلال كثير من الناس، وذلك لما شهده وعلمه من كثرة من فتنوا بها وضلوا في جيله وفي الأجيال التي قبله فقال: رب إنهن اضللن كثيراً من الناس وتسمع في هذا التعليل نبرة الحزن والألم والشكوى إلى الله مما فعلته الأصنام بالناس وتحسره بسبب ذلك، وهذا ما أومأ به إعادة النداء، وفي تصدير النداء بلفظ الربوبية اهتمام ببث شكواه إلى من أحاطه برعايته وقربه. و(إن) في قوله إنهن أضللن كثيراً من الناس أفادت الربط والتعليل.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ-آيات قرآنية
صحيفة تواصل الالكترونية
والزون: الصنم. وملثمة: مقبلة. وقد شبه أروى بالصنم المجلو في البهاء والحسن. والوهنانة كما في اللسان: الكسل عن العمل تنعما. قال أبو عبيدة: الوهنانة التي فيها فترة.
وقرأ الجحدري وعيسى بن عمر " واجنبني " بقطع الهمزة على أن أصله أجنب. قوله عز وجل: "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد"، يعني: الحرم، "آمناً" ذا أمن يؤمن فيه، "واجنبني"، أبعدني، "وبني أن نعبد الأصنام"، يقال: جنبته الشيء، وأجنبته جنبا، وجنبته تجنيبا واجتنبته اجتنابا بمعنى واحد. فإن قيل: قد كان إبراهيم عليه السلام معصوما من عبادة الأصنام، فكيف يستقيم السؤال؟ وقد عبد كثير من بنيه الأصنام فأين الإجابة؟
قيل: الدعاء في حق إبراهيم عليه السلام لزيادة العصمة والتثبيت، وأما دعاؤه لبنيه: فأراد بنيه من صلبه، ولم يعبد منهم أحد الصنم. وقيل: إن دعاءه لمن كان مؤمنا من بنيه. 35. "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد"بلدة مكة "آمناً"ذا أمن لمن فيها ،والفرق بينه وبين قوله:"اجعل هذا بلداً آمناً"أن المسؤول في الأول إزالة الخوف عنه وتصييره آمناً، وفي الثاني جعله من البلاد الآمنة. "واجنبني وبني " بعدين و إياهم ، "أن نعبد الأصنام "واجعلنا منها في جانب وقرئ" واجنبني"وهما على لغة نجد وأما أهل الحجاز فيقولون جنبني شره ، وفيه دليل على أن عصمة الأنبياء بتوفيق الله وحفظه إياهم وهو بظاهره ، لا يتناول أحفاده وجميع ذريته ،وزعم ابن عيينة أن أولاد إسماعيل عليه الصلاة والسلام لم يعبدوا الصنم محتجاً به وإنما كانت لهم حجارة يدورون بها ويسمونها الدوار ويقولون البيت حجر فحيثما نصبنا حجراً فهو بمنزلته.