والأمر الآخر أنه إذا كان الوقت صيفاً، وجاءت صلاة العشاء كان ذلك بداية برودة الجو بعد عناء في نهار الصيف؛ فيكون أدعى إلى الراحة والخلود، وفي الفجر يقصر وقت الليل، ثم مع قصر الليل يكون ليل الصيف في آخره أبرد، فهو أدعى إلى الخلود والراحة في الفجر. وإذا كان الشتاء فإن وقت العشاء مع قصر النهار وظلمة الليل وشدة البرد يخلّد إلى السكون، ومع طول الليل يشتد البرد، وهذه دواعي الجلوس والترك، ومن هنا كان الوعيد على الفجر والعشاء أشد؛ لأنهما يكتنفان بعوامل القعود والترك، ولذا جاء التحريض على هاتين الصلاتين بقوله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)([13]).
- من صلى الفجر في جماعة فكأنما : ٥٠ ٪ من
- من صلى الفجر في جماعة فكأنما : جمع مذكر
من صلى الفجر في جماعة فكأنما : ٥٠ ٪ من
قال الرملي في نهاية المحتاج: "وقد نقل في زوائد الروضة عن نصه في القديم يعني نص الشافعي رحمه الله أن من شهد العشاء والصبح في جماعة فقد أخذ بحظه منها أي من ليلة القدر وعن أبي هريرة مرفوعاً: « من صلى العشاء الآخرة في جماعة من رمضان فقد أدرك ليلة القدر »". انتهى. وزاد العراقي هذا المعنى هذا المعنى إيضاحاً في طرح التثريب فقال ما ملخصه: ليس المراد بقيام رمضان قيام جميع ليله بل يحصل ذلك بقيام يسير من الليل كما في مطلق التهجد وبصلاة التراويح وراء الإمام كالمعتاد في ذلك، وبصلاة العشاء والصبح في جماعة لحديث عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله » [رواه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ]. فمعنى قوله « ومن صلى الصبح في جماعة » أي مع كونه كان صلى العشاء في جماعة وكذلك جميع ما ذكرناه يأتي في تحصيل قيام ليلة القدر، وقد روى الطبراني في معجمه الكبير عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من صلى العشاء في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر ». لكن في إسناده مسلمة بن علي وهو ضعيف، وذكره مالك في الموطأ بلاغاً عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول: « من شهد العشاء من ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها »، وقال ابن عبد البر: "مثل هذا لا يكون رأياً ولا يؤخذ إلا توقيفاً".
من صلى الفجر في جماعة فكأنما : جمع مذكر
[2]
شاهد أيضًا: متى يبدأ وقت صلاة العشاء وما هي الأحكام المتعلقة بأداء الصلاة في وقتها
ما صحة حديث من صلى العشاء في جماعة
عن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث من روى الحديث هو مسلم لذا فهو حيث صحيح، حيث يحثنا الحديث على فضل صلاة العشاء وصلاة الفجر في جماعة لما فيهما من أجر عظيم. بذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال بعد أن تعرفنا على حديث من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام ، كما تناولنا شرح وتفسير الحديث وتعرفنا على فضل صلاة العشاء في جماعة وفضل صلاة الفجر في جماعة، فيجب على جميع المسلمين أن يعلموا أهمية الصلاة في حياة كل مسلم وأهميتها. المراجع
^, شرح حديث (ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله), 25-4-2021
^, معنى الفضل في صلاة العشاء والفجر جماعة, 25-4-2021
الحمد لله. أولاً:
روى مسلم (657) عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ( مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلا يَطلُبَنَّكُمُ
اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ). قال النووي في "شرح مسلم" (5/158):" الذِّمَّة هنا: الضمان ، وقيل الأمان " انتهى. قال الطيبي رحمه الله: " وإنما خص صلاة الصبح بالذكر ؛ لما فيها من الكلفة والمشقة
، وأداؤها مظنة خلوص الرجل ، ومنه إيمانه ؛ ومن كان مؤمنا خالصا فهو في ذمة الله
تعالى وعهده. " شرح مشكاة المصابيح ،
للطيبي (2/184). وفي المراد بالحديث قولان للعلماء:
الأول: أن يكون في الحديث نهي عن التعرض بالأذى لكل مسلم صلى صلاة الصبح ، فإن من
صلى صلاة الصبح فهو في أمان الله وضمانه ، ولا يجوز لأحد أن يتعرض لِمَن أمَّنَه
الله ، ومن تعرض له ، فقد أخفر ذمة الله وأمانه ، أي أبطلها وأزالها ، فيستحق عقاب
الله له على إخفار ذمته ، والعدوان على من في جواره. انظر:
فيض القدير للمناوي (6/164). قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "شرح رياض الصالحين" (1/591):
" في هذا دليل على أنه يجب احترام المسلمين الذي صدَّقوا إسلامهم بصلاة الفجر ؛ لأن
صلاة الفجر لا يصليها إلا مؤمن ، وأنه لا يجوز لأحد أن يعتدي عليهم " انتهى.