((الإجماع)) (ص 54). ، وابنُ قُدامةَ [83] قال ابن قُدامةَ: (صَيْدُ البحرِ مُباحٌ في الإحرامِ بغيرِ خلافٍ، ولا يَحِلُّ صَيْدُه مِن آبارِ الحَرَمِ وعُيونِه). ((المغني)) (3/317). ، وابنُ القَطَّانِ [84] قال ابن القَطَّان: (وأَجمَعوا أنَّ صَيْدَ البحرِ مُباحٌ للمُحْرِمِ بَيْعُه وشِراؤُه وأكْلُه). ((الإقناع في مسائل الإجماع)) (1/260). انظر أيضا:
المطلب الأوَّل: معنَى صَيْدِ البحرِ.
واحل لكم صيد البحر المحيط
(5175) – حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا سفيان، عن عمرو قال: سمعت جابراً يقول:
بعثنا النبي ﷺ ثلاثمائة راكب، وأميرنا أبو عبيدة، نرصد عيراً لقريش، فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخَبَطَ فسُمِّيَ جيش الخَبَط، وألقى البحر حوتاً يقال له العنبر، فأكلنا نصف شهر وادَّهنَّا بوَدَكِهِ، حتى صلحت أجسامنا. قال: فأخذ أبو عبيدة ضلعاً من أضلاعه فنصبه فمر الراكب تحته، وكان فينا رجل، فلما اشتد الجوع نحر ثلاث جزائر، ثم ثلاث جزائر، ثم نهاه أبو عبيدة. [ش (الطافي) ما يموت ويطفو على سطح الماء. (قذرت) استقذرت، لتفسخه ونتنه. (الجري) ما لا قشرة له من السمك، أي لا حراشف له، وقيل: هو مثل الحيات. (شُرَيح) بن هانئ الحارثي رضي الله عنه. (مذبوح) أي هو في حكم المذبوح فيحل أكله مطلقاً. واحل لكم صيد البحر. (الطير) أي طير البحر. (قلات) جمع قلة، وهي النقرة تكون في الصخرة أو الجبل، فيستنقع فيها الماء. والمراد: أن ما ساقه السيل من الماء وبقي في الأنهار والقلات وكان فيه حيتان، فهل هي صيد بحر؟. (هذا.. وهذا) إشارة إلى البحرين المذكورين أول الآية، بقوله تعالى: {وما يستوي البحران}. (عذب فرات) حلو، والفرات أشد الماء عذوبة، والمراد به النهر ونحوه. (ملح أجاج) ملح شديد الملوحة، وهو البحر المعروف.
واحل لكم صيد البحر الأحمر للتطوير
أحل سبحانه الصيد للعباد وهم في حال الإقامة والارتحال للحاجة الشديدة والمصالح المترتبة عليه. وحرم سبحانه نفس ما أحل ولكن في حال الإحرام حيث ينشغل الحاج والمعتمر بإخلاص العمل لله وحتى يتفرغ لذكره وشكره وأداء مناسكه فالعبد في حال الإحرام أقرب إلى الحالة الملائكية وفي بقاع آمنة رزقها وفير وخيرها كثير. قال تعالى: {أحل لكم صيدُ البحر وطعامه} فما المقصود بالصيد و ما المقصود بالطعام ؟. { أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[المائدة:96]. ولما كان الصيد يشمل الصيد البري والبحري، استثنى تعالى الصيد البحري فقال: { أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} أي: أحل لكم -في حال إحرامكم- صيد البحر، وهو الحي من حيواناته، وطعامه، وهو الميت منها، فدل ذلك على حل ميتة البحر. { مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} أي: الفائدة في إباحته لكم أنه لأجل انتفاعكم وانتفاع رفقتكم الذين يسيرون معكم. { وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} ويؤخذ من لفظ "الصيد" أنه لا بد أن يكون وحشيا، لأن الإنسي ليس بصيد. ومأكولا، فإن غير المأكول لا يصاد ولا يطلق عليه اسم الصيد.
وبذلك لا يكون قوله: ﴿وَطَعَامُهُ﴾ تكرارًا كما لا تكون دليلًا على جواز أكل الطافي والمقذوف من السمك الميِّت، إذ الآية ليست في مقام بيان ما يحلُّ من طعام البحر وإنَّما هي بصدد بيان أنَّ الإحرام للحج ليس موجبًا لحرمة ما كان مباحًا من صيد وطعام البحر قبل الإحرام كما هو موجب لذلك من جهة صيد البر، وعليه فما كان مباحًا من طعام البحر قبل الإحرام هو ذاته مباح بعد الإحرام، وأمَّا ما هو المباح من ذلك فالآيةُ ليست بصدد البيان له. والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- سورة المائدة / 96. واحل لكم صيد البحر الأحمر للتطوير. 2- وسائل الشيعة -الحر العاملي- ج12 / ص426. 3- تفسير العياشي -محمد بن مسعود العياشي- ج1 / ص347.