كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) ( كل نفس ذائقة الموت) خوفهم بالموت ليهون عليهم الهجرة ، أي: كل واحد ميت أينما كان فلا تقيموا بدار الشرك خوفا من الموت ( ثم إلينا ترجعون) فنجزيكم بأعمالكم ، وقرأ أبو بكر: " يرجعون بالياء ".
كم تخيفك هذه الاية كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) ثم قال: ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) أي: أينما كنتم يدرككم الموت ، فكونوا في طاعة الله وحيث أمركم الله ، فهو خير لكم ، فإن الموت لا بد منه ، ولا محيد عنه ، ثم إلى الله المرجع [ والمآب] ، فمن كان مطيعا له جازاه أفضل الجزاء ، ووافاه أتم الثواب
كل نفس ذائقة الموت ثُم إلينا ترجعون | عبدالرحمن مسعد - Youtube
قوله تعالى:{كل نفس ذائقة الموت هذي الاية تعتبر من كنوز القران الكريم
ففي قوله تعالى: كل نفس ذائقة الموت و انما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار و ادخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور [ال عمران: 185]. فى هذي الاية اخبار من الله عز و جل بحصول الموت لكل نفس، وانة بعد الموت يجازي جميع بما عمل، ان خيرا فخير، وان شرا فشر، والموت هو الفاصل بين الدنيا و الاخره وكل من ما ت جاءت ساعتة و قامت قيامته، وانتقل من دار العمل الى دار الجزاء، ومن كان موجودا فاخر الزمان يموت عند النفخ فالصور النفخة الاولي و بذلك يصبح الموت ربما حصل للاولين و الاخرين. ومثل هذي الاية قول الله عز و جل: كل نفس ذائقة الموت بعدها الينا ترجعون [العنكبوت: 57]، وقوله:
{كل نفس ذائقة الموت و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و الينا ترجعون [الانبياء: 35]
وقد اورد البخارى فكتاب الرقاق من صحيحة باب فالامل و طوله اثرا عن على رضى الله عنه فقال:
( و قال على بن ابي طالب: ارتحلت الدنيا مدبره، وارتحلت الاخرة مقبله، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من ابناء الاخرة و لا تكونوا من ابناء الدنيا،
فان اليوم عمل و لا حساب، وغدا حساب و لا عمل)).
وطرق بعضُهم بابَ أخٍ له، فسأل عنه، فقيل له: ليس هو في البيت، فقال: متى يرجع؟ فقالت له جارية من البيت: من كانت نفسُه في يد غيره، من يعلم متى يرجِعُ. (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) أي: تعطون أجوركم جزاء أعمالكم وافياً يوم القيامة. (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) أي: من جنب النار ونجا منها، وأدخل الجنة فقد فاز كل الفوز، بنجاته من العذاب الأليم، ووصوله إلى جنات النعيم، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. • ومفهوم الآية أن من لم بزحزح عن النار ويدخل الجنة فقد شقي شقاء لا سعادة بعده.