فالحمد لله أن بلغنا شهر رمضان بنعمة منه وفضل، ونحن في صحة وعافية وأمن وإيمان، فهو أهل الحمد وأهل الفضل ، وأهل التقوى والمغفرة. فلنجدد النية والعزم على استغلال أيامه ولياليه، لاغتنام فرصه وجني ثماره، وليرى الله فينا خيرا في شهرنا، وليكن التقوى هو هدفنا وشعارنا، ولنتسابق للخيرات من أول أيامه ، فالنفوس مهيأة لذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:((إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فتّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهنّم، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وينادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ)) رواه ابن ماجة. ومن بين أسمى الغايات التي يجب أن يسعى المسلم لتحقيقها في هذا الشهر الكريم إصلاح النفس وتغيرها نحو الأفضل، فرمضان فرصة عظيمة للتغيير، فكل ما في رمضان يتغير، سلوك وعبادة وخلق، فهو يمضي بنا وتتغير فيه بعض أحوالنا، ونسعى جاهدين إلى تغيير أنفسنا، وما أن نودع آخر لياليه إلا ونرجع إلى ما كنا عليه قبل رمضان " إلا من رحم الله "، ندخل رمضان بعزم وجد على تغيير أنفسنا وأحوالنا وعلاقاتنا، ولكننا نفشل في الاستمرار بعد رمضان.
المسلمون يجب ان يسعى لعمل الخير ومسيرة الإنسانية النبيلة
نسأل الله السلامة من الشرور والمنكرات، ونستعين به ونعتصِم، وندعوه - سبحانه - أن يوفّقنا إلى فَهْم دينه والعمل به..
المسلمون يجب ان يسعى لعمل الخير تويتر
وإن تحدّثنا عن الظّواهر الّتي نعتبرها شرّاً كالمرض والموت والفقر... فلكلّ منها أسبابه الّتي يجب على الإنسان أن يقبلها وبالتّالي يعترف بمحدوديّته وعدم كماله. إذا كان المرض شرّاً فهذا طبيعيّ نسبة للأسباب الّتي ينتج عنها المرض. فالجسد مادّة لا بدّ أن تصاب بخلل ما نتيجة ظروف معيّنة. كذلك الفقر في العالم ليس لأنّ مجموعة من النّاس كُتب لها أن تولد فقيرة، وإنّما لأنّ أصحاب المال والسّلطة حجبوا ثرواتهم لخيرهم الذّاتيّ. أمّا الموت فهو النّهاية الطّبيعيّة للإنسان على هذه الأرض، ولا يمكنه الاستمرار فيها نظراً لمحدوديّته البشريّة. والموت يعود للإنسان، ربّما لا يقرّر هو السّاعة وإنّما قد يسرع في مجيئها أم لا. المسلمون يجب ان يسعى لعمل الخير – صله نيوز. فإن مرض أحدهم وواظب على العلاج سيؤخّر السّاعة والعكس صحيح. وإن قاد أحدهم سيّارته بسرعة فائقة واصطدم بجسم أدّى إلى موته فهو من سعى لذلك. ولا ننسى الظّروف البيئيّة الّتي تساهم إلى حدّ بعيد في التّقليص من عمر الإنسان وذلك لما يواجهه من تلوّث وأمراض. القبول بالموت هو جزء من تدريب النّفس على التّخلّي عن الأنانيّة، وبالتّالي ينتفي الشّرّ عن الموت إذا اعتبرنا أنّه خطوة نحو "الحياة". فالقيمة الإنسانيّة لا يمكن أن تنتهي لأنّها تستحق البقاء.
المسلمون يجب ان يسعى لعمل الخير صور
هل من الضروري ان يسعى كل فرد في المجتمع لكي يكون مبتكرا، يتملك جميع الأفراد الذين خلقهم الله قدرات متفاوتة في التفكير، فكل شخص في المجتمع يمتلك قدرات معينة مخلتفة عن غيره، ولكل شخص موهبة خاصة فيه، ولا يوجد شخص لا يمتلك موهبة، ولكنها تحتاج الى وقت حتى يتم اكتشافها، فالكل ولد مبتكرا ومبدعا، والإبتكار موجود منذ وجودنا في الحياة. ما المقصود بالإبتكار و الإبداع يعد الإبداع من القدرات التي تساعد الفرد على استخدام المهارات العقلية حتى يقوم بإيجاد أفكار جديدة، تكون هذه الأفكار غير مكررة وتخرج عن المألوف، فهي تعتبر قدرة الفرد على الإتيان بأفكار جديدة، وهو ليس وراثي، نرثه من الأباء و الأجداد، ولكنه سلوك يمكن تعلمه، أما الابتكار فنقصد به على انه هو قدرة الشخص على الإتيان بأفكار ومفاهيم وتنفيذها من خلال اسلوب جديد. هل من الضروري ان يسعى كل فرد في المجتمع لكي يكون مبتكرا وهو على كل فرد في المجتمع أن يحاول أن يكون مبدعا ومبتكرا في مجتمعه، فكل شخص له مواهبه الخاصة، ويمكن للفرد ان يكون مبتكرا من خلال قيامه بالتعرف على الأشخاص المبدعين وإحاطة نفسه بهم، وعليه ان يقوم بتجربة امور جديدة والعمل على البحث عن طرق بديلة، وان لا يتم التركيز على حل واحد فقط، وعليه ان يفكر بطرق ابداعية، وان يتخلص من ضغوطاته النفسية التي تعيق عملية تفكيره.
فالخير الذّاتيّ دون الآخر قد يسقط في فعل ما نسمّيه شرّاً. ونضرب مثالاً على ذلك: عندما يسلب إنسان ما مالاً أو مقتنى، فإنّه يفعل ما هو لخيره ولكنّه يؤذي الآخر. أمّا إذا اعتبر أنّ الآخر قيمة بحدّ ذاته ولا بدّ من احترامها واحترام كلّ ما هو مرتبط بها، بالتّالي لن يقدم على الفعل. أو إذا ما قتل بهدف الانتقام فهو يحقّق ما هو لخيره الذّاتيّ بغض النّظر عن خير الآخر. إذن، فعل الشّرّ مرتبط بالخير الذّاتيّ، ولا يوجد شرّ بحدّ ذاته، وأكاد أقول أنّه لا يوجد شرّ في هذا العالم. وإن عدنا إلى دراسة الحالات النّفسيّة لأشخاص مارسوا شرّاً عظيماً فلسوف نرى بوضوح أسباباً عديدة أدّت إلى هذا السّلوك. موضوع تعبير عن عمل الخير - مجلة رجيم. فمثلاً الشّخص الّذي يغتصب هو شخص مورس عليه هذا الفعل في مرحلة معيّنة من حياته، وبالتّالي ينفّذ الفعل في آخر. ولو بحثنا في شخصيّة طاغٍ لوجدنا أنّه نشأ في محيط قاسٍ ومؤلم وبالتّالي متى شعر بشيء من الحرّيّة سوف يمارس الفعل ذاته بآخر. ومثال آخر على بائعات الهوى فأغلبهنّ تعرّضن لحالات اغتصاب متكرّرة في طفولتهنّ أو مراهقتهنّ وبالتّالي خوفاً من أن يتعرّضن لذلك ثانية يهبن أنفسهنّ بلا شروط. وكلّ ذلك طبعاً لا يدركه الإنسان بشكل واعٍ كامل، ولكن لا ننسى أنّ الظروف القاسية الّتي يمرّ بها الإنسان تغذّي في داخله الخوف.