ثالثاً:
بادر إلى بيعة الإمام علي بن أبي طالب (
عليه السلام) في الأوائل ، وصار أحد عمَّاله في الأمصار ،
ووالياً على مصر. وقد أخذ البيعة من أهلها للإمام علي ( عليه
السلام) ، فإذا كانت معركة الجمل بادر إلى تأييد إمامه والسير
معه ، وقد ساهم في تحشيد أهل الكوفة لقتال الناكثين مع الإمام
الحسن ( عليه السلام) والصحابي عمَّار بن ياسر ( رضوان الله
عليه) ، ثم شارك في المعركة بأثرٍ مشهود. أما في صفين فكان قيس بن سعد على مقدمة جيش
الإمام علي ( عليه السلام) بعد أن كان في أوائل الخطباء
المناصرين له ( عليه السلام) ، بعد أن التحق به من ( آذربيجان). وقد شهدت له ساحة القتال وقعات ، وفيها
جعله الإمام علي ( عليه السلام) على رجَّالة أهل البصرة ،
وقاتل بُسرِ بن أرطاة ، فضربه حتى أثخنه بالجراح. وتقدم في الأنصار وربيعة بعد استشهاد عمار
( رضوان الله عليه) ، فخلط الجمع ، ودوَّى بخطبه. وصار على شرطة الخميس فورد تُخومَ الشام
حتى أقلق معاوية الذي جعل يلعنه فيمن يلعن من أهل بيت النبي (
صلى الله عليه وآله) وأصحابهم. ولما أراد أمير المؤمنين ( عليه السلام)
العودة إلى صفين عقد لقيس بن سعد في عشرة آلاف. وفي النهروان كان قيس مرسَلاً إلى أهلها
بأمر إمامه أمير المؤمنين ( عليه السلام) ، فحاججهم.
- قيس بن سعد
- قيس بن سعد بن عبادة
قيس بن سعد
وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن قيس بن سعد بن عبادة كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير"، أي: مما يلي من أموره، فلما كان فتح مكة سنة 8هجريًا كلم سعد النبي صلى الله عليه وسلم في قيس أن يصرفه عن الموضع الذي وضعه، مخافة أن يقدم على شيء، قال: فصرفه. قال ابن شهاب: "كان حامل راية الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قيس بن سعد بن عبادة"، كما أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم فتح مكة، إذ نزعها من أبيه سعد عندما قال: "اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل المحرمة، اليوم أذل الله قريشًا"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليوم يوم المرحمة، اليوم أعز الله قريشًا". ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة، فنزع اللواء من يده، وجعله بيد قيس ابنه، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اللواء لم يخرج عنه، إذ صار إلى ابنه، وأبى سعد أن يسلم اللواء إلا بأمارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمامته، فعرفها سعد، وقيل بل أعطى الراية الزبير بن العوام، وقيل علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. كرم وجود سعد بن قيس روي أن قيسًا كان في سرية فيها أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، فكان يستدين، ويطعم النَّاس، فتحدَّثا حول جود قيس وسخائه، وقالا: "لو تركنا هذا الفتى لسخائه، لأهلك مال أبيه"، وعلم سعد بن عبادة بمقالتهما عن ابنه قيس، فصاح قائلا: "من يعذرني من أبي قحافة، وابن الخطاب، يبخِّلان عليَّ ابني".
قيس بن سعد بن عبادة
وللعلم ان معاوية بن ابي سفيان كان يطلق على هذا العالم الجليل والصحابي بأنه يهودي وابن يهودي وسبحان الله لما يدور الكلام عن سب الصحابة ونحن نقول ان اول من سن هذه السنة هو معاوية الذي لعن الامام علي اربعين عاماً ولعن خيرة الصحابة امثال قيس بن سعد وامثال مالك الاشتر الذي قتله وامثال عمار بن ياسر فأذن المسؤول الاول عن من فتح باب سب الصحابة هو معاوية وهذه تهمة انه يهودي وابن يهودي نسمعها حين فلان كاتب وفلان كاتب يتهمون التشيع بأنه يأخذ افكاره من رجل يهودي وهو فلان ابن سبأ وامثال هؤلاء من شخصيات مختلقة لا وجود لها اطلاقاً، اذن واضع الاساس لهذه النغمة هو معاوية ولعلها عقدة من باب رمتني بداءها وانسلت. على كل قيس بن سعد بن عبادة هذا البطل القائد للحق هو من صحابة النبي الاجلاء وحامل رأية النبي يوم فتح مكة وكانت الراية بيد ابوه سعد بن عبادة لكن اخذها النبي بنفسه من الوالد ودفعها للولد ولعل في هذا سر والسر ربما يعرفه من يقرأ ترجمة سعد بن عبادة وترجمة ابنه قيس ويميز بين الموقفين.
وتحدث أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- عن كرم قيس وسخائه، فقالا: لو تركنا هذا الفتى لسخائه لأهلك (قضى على) مال أبيه، فلما سمع سعد ذلك قام عند النبي فقال: من يعذرني من ابن أبي قحافة (أبي بكر) وابن الخطاب، يُبَخِّلان عليَّ ابني. منزلته عند رسول الله [ عدل]
كان قيس ملازمًا للنبي، وروى البخاري والترمذي عن أنس بن مالك أنه قال: « إنَّ قَيْسَ بنَ سَعْدٍ كانَ يَكونُ بيْنَ يَدَيِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرَطِ مِنَ الأمِيرِ ». [2]
دوره في المعارك [ عدل]
عرف بشجاعته وبسالته وإقدامه، فكان حاملا للواء الأنصار مع رسول الله، وشهد مع الرسول الغزوات، وأخذ النبي الراية يوم فتح مكة من أبيه سعد وأعطاها لابنه قيس؛ حيث كان بطلاً قويًّا وفارسًا مقدامًا ومجاهدًا عظيمًا. موقفه مع علي بن أبي طالب في الفتنة [ عدل]
جاهد قيس مع الخلفاء الراشدين، وقد ولاه الخليفة علي حكم مصر، ثم عزله منها وأجلس عنده بعد خدع معاوية لعلي والناس وإعلان ولاء قيس لمعاوية وكانت تلك خديعه من معاوية لأنه كان يخاف من دهاء وحنكة قيس، وعين علي مكان قيس محمد بن أبي بكر فلم يزل معاوية عليه حتى ضم مصر إلى حكمه. ولقد كان مكان قيس يوم صفين مع علي ضدّ معاوية وكان يجلس مع نفسه فيرسم الخدعة التي يمكن أن يؤدي بمعاوية وبمن معه في يوم أو ببعض يوم، بيد أنه يتفحص خدعته هذه التي تفتق عنها ذكاؤه فيجدها من المكر السيئ الخطر، ثم يذكر قول الله سبحانه: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) فيهبّ من فوره مستغفرا.