أما الأم، فتحمل وحدها عبء الطفل، وعبء شرفها الضائع، وعبء مجتمع، وعب الأهل، وعبء زوج جديد يبحث في زوجته عن العذرية بمفهومها المجتمعي للشرف، لكن حينما يعلم الحقيقة لا يختار العفو ولا المسامحة لزوجته مريم، والتي ربما اختار المؤلف الاسم تذكيرا لنا بمقولة سيدنا عيسى، عليه السلام، في واقعة الزنا، حينما قال للناس: "من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر". أما الزوج، فقذفها في القبر، وأسدل عليها التراب، انتصارا لكرامته، لكنه حين دفنها، وبعد أن فات الأوان، أيقن أنه دفن معها ما بقي من حياته، فعاش معذبا تائها ضائعا، حتى سكن معها ذات القبر بيد ابنها الذي انتقم لصرخة أمه من مدفنها. أما "صالحة"، فهي صوت الضمير التي تصدت لقتل مريم، لكنها لم تنجح، وتكفلت بتربية الطفل الذي وجدته في مهده على باب الضريح، وحاولت بقدر طاقتها منع انتقام الولد لأمه، حتى لا تلوثه الدماء، وإن كانت حقا، لكنها أيضا فشلت أمام إصرار الولد على ثأر أمه، وكأن الكاتب يريد أن يقول إن الضمير لا ينجح دائما، بل تغلبه الشدائد أحيانا، وإن الضمير ربما يكون في ثوب أهوج أو ضعيف أو امرأة يظنها الجميع مجذوبة، لكنها تصدت لما هرب منه العقلاء والرجال، وربما المجتمع بأكمله.
- مجلس رجال مساند الافراد
- مجلس رجال مساند الرسمي
- عمرة والعرس الثاني
مجلس رجال مساند الافراد
مؤسسة موقع حراج للتسويق الإلكتروني [AIV]{version}, {date}[/AIV]
مجلس رجال مساند الرسمي
قدمتها فرقة المسرح الكويتي ضمن منافسات «أيام المسرح للشباب»
عندما يضع مفهوم الشرف الجهلاء، ويتولى اللصوص حراسة الأرواح والأعراض، لن يبقى للمرأة سوى أن تصرخ، ليس لطلب النجاة، وقد تكالب عليها اللصوص من كل حدب وصوب، لكنها صرخة بوجه مجتمع يسير على قدم واحدة، ويرى بعين واحدة، ويسمع بأذن واحدة، فهو مجتمع أعرج وأعمى وأصم... مساند مجلس رجال. كما جسدته مسرحية «صالحة». على خشبة مسرح الدسمة، انطلقت ثاني العروض المنافسة على جوائز مهرجان أيام المسرح للشباب، وهي مسرحية "صالحة"، التي قدمتها فرقة "المسرح الكويتي"، وحظيت بحضور جماهيري كبير، كما نالت إشادة الجمهور والنقاد. وقد أبدع صُناع العمل المسرحي، أمس الأول، على خشبة مسرح الدسمة بتقديم مسرحية "صالحة"، التي جسَّدت معاناة المرأة التي تفقد شرفها بعيون المجتمع، وإن كانت تلك العيون لا ترى الحقيقة كاملة، فهي المرأة الشريفة، والأم الحنونة، والضحية التي فقدت سُمعتها وحياتها على يد اللصوص، بمزاعم العفة وحق الزوج ونظرة المجتمع. تناولت المسرحية قصة فتاة تزوجت سراً من شاب بعد قصة حب جارفة، لتحمل منه وتجنب ولدا يتنكر له سارق الشرف، ويغيب عن المشهد دون رجعة، وكأن المؤلف والمخرج يقدمان رسالة صامتة دون عبء، كما هرب الزوج دون عبء، فليس على الجمهور مجرد تحمل عبء التفكير أين ذهب هذا الزوج، وما مصيره، فقد انتهى دوره في العرض بمجرد الهروب من زوجته وابنه، ويكفي في ذلك رسالة مجتمعية صامتة تحمل كل معاني الإنكار والموت في عيون المشاهد.
أما الشيطان، فقد كان له دور بطولي مساند مع كل شخصية، إذ تجسد في ثوب قبيح دفع "مريم" للزواج خلسة، ولإلقاء ابنها على باب الضريح، للتخلص من عارها، ولم تعلم أن العار نفسه هو تخليها عنه من أجل زوج يسترها بالمفهوم الضحل، ففقدت حياتها على يد من ظنت أنه سيدعم استمرار حياتها، فهي لعبة الشيطان الذي دفع الأب للهروب، والزوج للقتل، والابن للثأر. وكأن المؤلف يريد القول إنه حتى الضحايا مخطئون في حق أنفسهم قبل الآخرين، وإن من يفرط في نفسه لا يبحث عمن يحميه أو يرد عليه حقه. تصدى لبطولة المسرحية مجموعة من الشباب جميعهم تألقوا، لذلك لا يمكن أن نرجح كفة أحدهم على الآخر، فكل أبدع في مساحته، سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج أو التأليف أو عناصر السينوغرافيا، وإن كان يؤخذ على الملابس أنها لم تكن محلية أو تحمل الهوية الكويتية إلى حد أكبر. انطلاق بطولة الفورمولا 3 لأول مرة على مضمار حلبة البحرين الدولية - صحيفة الوطن. ولربما أراد صُناع المسرحية أن تكون عابرة للمجتمعات، وهي القصة التي ربما يعانيها الكثيرون في مختلف أقطار العالم بصورة أو بأخرى. المسرحية بطولة: هيا السعيد وغدير حسن وعبدالله البلوشي ومحمد الكليبي ومهدي كرم وحمود العميري، وإضاءة أحمد أبل، وأزياء حصة العباد، وديكور محمد الشطي، وموسيقى حمد العروج، وماكياج عبدالعزيز الجريب، وتأليف أحمد العوضي، وإخراج بدر الشعيبي.
الفيلم السعودي "عمرة والعرس الثاني"
يُذكر بأن المخرج السعودي محمود صباغ عاد بفيلمه الروائي الثاني "عمرة والعرس الثاني" لانتقاد السلبيات الاجتماعية في إطار يمزج بين الواقع والفانتازيا، لكنه هذه المرة يسلط الضوء على المرأة السعودية وشؤونها، علما بأن الفيلم الروائي السابق لمحمود صباغ "بركة يقابل بركة" قد حقق نجاحا كبيرا وعرض في أكثر من مهرجان عربي وأجنبي. ويتناول فيلم "عمرة والعرس الثاني" قصة ربة المنزل "عمرة" ذات الـ44 عاما التي تعيش راضية بحالها ولا يشغلها سوى راحة زوجها وبناتها الثلاث، لكنها تجد نفسها في مأزق عندما تكتشف عزم زوجها الزواج من شابة سورية انتقلت مع أسرتها للعيش في منزل مجاور، فيما تطرق عمرة كل الأبواب محاولة منع الزيجة المرتقبة، لكن مواقف كل من يتدخل في الأمر تكشف أنهم جميعا يحاولون استغلال معاناتها دون تقديم حل، فتصبح في النهاية هي الملامة على رفض أن تشاركها امرأة أخرى في زوجها. وعلى المستوى السينمائي يعد فيلم "عمرة والعرس الثاني" إضافة جديدة بتقديم وجوه سعودية جديدة تشارك في صناعة السينما لأول مرة من بينها بطلة العمل الشيماء طيب، ويشاركها البطولة خيرية نظمي ومحمد الحمدان، ولقد وضع موسيقاه التصويرية تامر كروان بينما قام بالتصوير فيكتور كريدي.
عمرة والعرس الثاني
افتتح الفيلم السعودي "عمرة والعرس الثاني"، بالأمس، مسابقة "آفاق السينما العربية"، ضمن فعاليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وذلك بحضور أبطال الفيلم وحضور مكثف من الجمهور. مخرج الفيلم يكشف كواليس تصويره
وعقب عرض الفيلم تحدث أبطال العمل عن كواليس تصويره، حيث وصف مخرج الفيلم محمود صباغ التجربة بأنها مضنية ولكنها ممتعة، لافتًا إلى أن الفيلم كان تنفيذه صعبًا وقد تم تصويره في السعودية. وأوضح مخرج "عمرة والعُرس الثاني" أنه اعتمد في الفيلم على اختيار أبطال سعوديين ويمثلون لأول مرة، ومن أبرزهم الفنانة شيماء الطيب ، التي جسدت الشخصية الرئيسية بالفيلم، مُضيفًا أنها تدربت على التمثيل لمدة 4 أشهر، فهي لم تكن ممثلة محترفة من قبل. عمرة والعرس الثاني. شيماء الطيب.. ممثلة لأول مرة
وكشف محمود صباغ أن قصة الفيلم تدور حول الذكورية المجتمعية وسوء التعامل مع المرأة وحقوقها، موضحًا أنه اعتمد على الأسلوب الكارتوني في تناول الأحداث، كما أنه قصد وجود بعض المبالغات في عدد من المشاهد بدلًا من إظهارها بشكل سوداوي. وأشار المخرج إلى أنه كان يبحث من البداية عن فنانة لم يسبق لها التمثيل، ووقع اختياره على شيماء الطيب ، موضحًا أن شيماء في الواقع أصغر سنًا من الشخصية التي تؤديها، مُتابعًا: "أكاد أجزم أنها الاختيار الصحيح".
الزوج الذي نراه في اللقطات الأولى يختفي عن الشاشة بشخصه ولكنه موجود دائما، الحديث يدور حول نيته الزواج من امرأة شابة جميلة سكنت مع عائلتها في المجمع حديثا، سيتزوج لأنه يريد أن ينجب ولدا. نيابة عنه تتحدث الحماة القاسية في كلامها وطباعها وأيضا الزاعقة دون سبب منطقي سوى ربما لتنميط شخصيتها المتسلطة على زوجة ابنها الضعيفة لصالح تعزيز مكانة ابنها في عالم الذكور. معاناة عمرة الصامتة حتى الآن تزيد ونراها وهي تحاول مقاومة الوضع الجدي الذي يفرض عليها، لم يواجهها الزوج ولكنه يعرف أنه سيحصل على ما يريد، فهو الرجل الآمر والناهي حتى في غيابه. ومع مغامرات عمرة للوقوف بوجه مشروع الزواج الجديد يتطرق الفيلم لنماذج مختلفة في المجتمع، هناك المجتمع النسائي الذي يختصره المخرج في مجتمع ساكنات الحي السكني، واستعدادهن لقهر روح عمرة المقاومة. هناك الأجيال الجديدة ممثلة في بناتها، الكبرى التي تحمل سخطا كبيرا على مؤسسة الزواج، والابنة الوسطى التي تستسلم لإغراءات الإدمان وهناك الابنة الصغرى التي تنشغل بالموسيقى وبلعب البيانو. عائلة تبدو مفككة لأبعد درجة وأم تحاول المقاومة للمحافظة على منزل مفكك وزوج غائب وعلاقة عاطفية محتملة مع ساكن جديد في الحي مصيرها الفشل.