فكما نعلم تزداد كثافة طبقات الأرض كلما اتجهنا لداخلها تماماً كأننا نطفو داخل سفينة على سطح البحر، هذه السفينة لها كتلة ذات وزن كبير لتثبيت حركتها، فإذا ما أفلتت هذه الكتلة مالت السفينة مباشرة وفقدت استقرارها. وهنا يتجلى قول الحق سبحانه وتعالى: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) [الأنبياء:31]. ايات عن الجبال. ونتساءل: قبل 1400 سنة من كان يتخيل أن للجبال جذوراً منغرسة في عمق الأرض، ومن كان يعلم أن هذه الجبال تحفظ توازن الأرض وتمنعها من الميلان؟ عندما نقف أمام سلسلة من الجبال الشاهقة وننظر إليها ونتأمل عظمة الخالق وبديع صنعه، نحسّ بأن هذه الجبال شديدة الثبات والجمود. ولم يكن أحد على وجه الأرض قبل (1400) سنة يتخيل حركة الجبال المعقدة. لقد اكتشف العلماء حديثاً أن الجبال تتحرك حركة خفيفة جداً بحدود بضع ميليمترات كل سنة، وهذه الحركة لا يمكن ملاحظتها أبدأً ولكن لغة الأرقام والقياسات لعمر الأرض وشكلها قبل ملايين السنين، كل هذه معطيات تؤكد وجود الحركة للجبال مع الألواح التي تقوم عليها. فالألواح الأرضية كما قلنا تتحرك وبما أن الجبال تقوم على هذه الألواح فهي تتحرك معها.
ايات في الجبال
يقال ملست بالإِبل أملس ( من باب قتل) ملسا: إذا سقتها سوقا في خفية، قال الراجز: * ملســا يـذود الحلسـي ملسـا * وقال ابن الأعرابي الملس: ضرب من السير الرقيق. والملس: اللين من كل شيء. وأنشده الفراء في معاني القرآن البيتين كرواية المؤلف. وقال ( الورقة 322): " وبست الجبال بسا ": صارت كالدقيق،وذلك قوله " وسيرت الجبال ". ايات قرانية عن الجبال. وسمعت العرب تنشد: "لا تخبزا خبزا... البيتين ". والبسيسة عندهم: الدقيق أو السويق، يليت ويتخذ زادا. وفي النوادر لأبي زيد ( بيروت 11): مَلْســا بِــذَوْدِ الحُمَسِــيَّ مَلْســا مِــنْ غَنْـوَةٍ حـتى كَـانَّ الشَّمْسـا *بالأُفُقِ الغَــرْبِيّ تُطْـلَى وَرْسَـا * قال أبو زيد: الملس: السير الشديد. قال أبو حاتم: وأقول أنا لا عن أبي زيد: الملس السير السريع السهل. وقوله " تطلى ورسا قد اصفرت للغروب ". ا هـ.
د. إبراهيم طرابية
[email protected]
من أعظم آيات الله فى الكون الجبال تلك الجبال التى نراها من حولنا وفى الصحراء، نمر عليها مر الكرام، بل تعجبنا ارتفاعاتها الشاهقة وأحجامها الضخمة وامتدادتها الشاسعة وكائننا ننظر الى حجر ضخم أصم، لا يتحرك بل تؤثر فيه عوامل التجوية المختلفة من رياح وأمطار وارتفاع الحرارة بالنهار وانخفاضها بالليل وغير ذلك من عوامل التعرية. بل فى الحقيقة وعلاوة على ما سبق، فإن للجبال أوتاداً تغوص فى طبقة الضعف الأرضى asthenosphere وهى طبقة أسفل القشرة الأرضية، طبقة صخرية منصهرة عالية درجة الحرارة، فتلك الجبال تستقر بأوتادها فى تلك الطبقة المنصهرة لتحمينا من حرارتها المتلهبة التى اذا خرجت الى سطح القشرة الأرضية لأهلكت الأخضر واليابس.
وفي ذلك السُّرور التي تفيضُ به قلوبُهم، وتمتلِئُ به جوارِحُهم، وتسمُو وتُحلِّقُ به أرواحُهم محبَّةً وشوقًا، تعبُّدًا ورِقًّا، خضوعًا وتذلُّلاً وإخباتًا وزُلفَى إلى الربِّ الخالق العظيم، لا لأجل جميل موعوده على الصيام فحسب؛ بل أيضًا لوافِر إحسانه وعظيم امتِنانه، وعُموم آلائِه، وتتابُع نعمائِه على عباده. إذ منَّ عليهم بهذا الشهر العظيم المُبارَك، لتكون أيامُه وليالِيه مشغولةً بأسباب محبَّته، عامرةً بسُبُل مودَّته. ذلك أن هذا الشهرَ يستوفِي جُملة الأسباب الجالِبة لمحبَّة الله تعالى، والمُوجِبة لها، ويستوعِبُ جمهرَتها، ويأتي على خُلاصتها ولُبابِها، وهي عشرةٌ ذكرها الإمام ابن القيم - رحمه الله -:
منها: قراءةُ القرآن بالتدبُّر والتفهُّم لمعانيه، وما أُريدَ به، كتدبُّر الكتاب الذي يحفظُه العبدُ ويشرَحُه، ليتفهَّم مُرادَ صاحبه منه. الأسباب الجالبة لمحبة الله - موضوع. ومنها: التقرُّبُ إلى الله بالنوافل بعد الفرائض؛ فإنها تُوصِلُه إلى درجة المحبُوبِيَّة بعد المحبَّة. ومنها: دوامُ ذكره على كل حالٍ، باللسانٍ والقلبِ والعملِ والحالِ، فنصيبُه من المحبَّةِ على قدرِ نصيبِه من هذا الذكر. ومنها: إيثارُ محابِّه على محابِّك عند غلَبَات الهوَى، والتسنُّمُ إلى محابِّه وإن صعُبَ المُرتَقَى.
الأسباب الجالبة لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم - إسلام ويب - مركز الفتوى
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الذي جعلَ حبَّه أشرفَ المكاسِب، وأعظمَ المواهِب، أحمده -سبحانه- وأشكرُه على نعمة المطاعِم والمشارِب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المُنزَّه عن النقائِص والمعايِب، خلقَ الإنسانَ من ماءٍ دافِقٍ يخرجُ من بين الصُّلب والترائِب، وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه الداعِي إلى الهُدى والنور وطهارة النفسِ من المثالِب، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. الاسباب الجالبة لمحبة ه. أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي سبيلُ النجاة والفلاح، قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]. محبَّةُ الله من لوازِم الإيمان، ولا يتمُّ التوحيدُ حتى تكتملَ محبَّةُ العبد لربِّه، والمحبَّةُ لا تُحدُّ بحدٍّ أوضحَ منها، ولا تُوصَفُ بوصفٍ أظهرَ منها، وليس هناك شيءٌ يُحبُّ لذاتِه من كل وجهٍ إلا اللهُ -سبحانه- الذي لا تصلحُ الألوهيةُ والعبوديَّةُ والذلُّ والخُضوعُ والمحبَّةُ التامَّةُ إلا له -سبحانه-. محبَّةُ الربِّ -سبحانه- شأنُها غيرُ الشأن؛ فإنه لا شيءَ أحبُّ إلى القلوبِ من خالقِها وفاطِرها، فهو إلهُها ومعبُودُها ووليُّها ومولاها وربُّها ومُدبِّرُها ورازِقُها ومُميتُها ومُحيِيها؛ فمحبَّتُه نعيمُ النفوس، وحياةُ الأرواح، وسُرورُ النفس، وقُوتُ القلوب، ونورُ العقول، وقُرَّةُ العيون، وعمارةُ الباطن.
المحبة.. أقسامها.. والأسباب الجالبة والموجبة لمحبة الله - إسلام ويب - مركز الفتوى
الأسباب الجالبة لمحبة الله: 1_ قراءة القرآن بالتدبر، والتفهم لمعانيه، وما أريد به. 2_ التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض. 3_ دوامُ ذكرِ الله على كل حال باللسان، والقلب، والعمل، والحال. 4_ إيثارُ محابِّ الله على محابِّ النفس عند غلبات الهوى. 5_ مطالعة القلب لأسماء الله وصفاته، ومشاهدتها، ومعرفتها. 6_ مشاهدة برِّه، وإحسانه، وآلائه، ونعمه الظاهرة، والباطنة. 7_ إنكسار القلب بكلِّيته بين يدي الله تعالى. 8_ الخلوة بالله وقتَ النزولِ الإلهي؛ لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب، والتأدب بآداب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة. 9_ مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايبُ الثمر، وألا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعَلِمْتَ أن فيه مزيداً لحالك، ومنفعة لغيرك. 10_ مباعدةُ كلِّ سببٍ يحول بين القلب، وبين الله عز وجل([1]). اللهم إنا نسألك حبك، وحبَّ من يحبك، وحبَّ العمل الذي يقربنا إلى حبِّك. المحبة.. أقسامها.. والأسباب الجالبة والموجبة لمحبة الله - إسلام ويب - مركز الفتوى. وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. -------------------------------------------------------------------------------- ([1]) انظر: مدارج السالكين 3/18_19.
الأسباب العشره الجالبه لمحبة الله - هوامير البورصة السعودية
والله أعلم.
الأسباب الجالبة لمحبة الله - موضوع
قال: «فأنت مع من أحببت». وهذا يبين أن الصدق في محبة الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- يدرك به العبد منزلةً قلما توصِل إليها الأعمال، فعمل العبد كثيرًا ما تلحقه الآفات والفترات والنقائص، أما إذا استجمع الإنسان في قلبه محبة صادقة خالصة دائمة لله ورسوله، فإن ذلك يعوّض نقصان عمله، ويبلغه المنازل العالية التي ربما قصرت عن بلوغها همته، وتقاصرت عن استشرافها قامته. ولهذا السبب قام الدكتور عبد العزيز كامل بدراسة وشرح الأسباب العشرة التي عدّها الإمام شمس الدين ابن قيم الجوزية في كتابه "مدراج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين"، وذكر أنها تستوجب محبة الله للعبد، وهاك بيانها: السبب الأول: "قراءة القرآن بالتدبّر والتفهم لمعانيه وما أُريد به، كتدبّر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه". الأسباب الجالبة لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم - إسلام ويب - مركز الفتوى. من الأسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل، قراءة القرآن بخشوع وتدبر وتفهم، ولا عجب أن يكون القرب من كتاب الله من أعظم القرَب الموجبة لمحبة الله، فإذا كان الله تعالى قد شاء بحكمته أن يكون إيماننا به من الإيمان بالغيب، فإنه سبحانه قد شاء أيضًا أن يكون خطابه لنا وحديثه إلينا من أمر الشهادة، فنرى كلامه مسطورًا ونسمعه مقروءًا ويتكرر وقعه بلفظه ومعناه على القلوب والأفئدة، فالقرآن هو الدال على الله وعلى محابّ الله، فمن القرآن نعرف صفات الله، وأسماءه، وما يليق به، وما يتنزه عنه، وما أمر به، وما نهى عنه، من الشرائع المفصلة الموصلة إلى محبته ورضاه.
وختم شرح هذا السبب بوسائل الحفاظ على سلامة القلب، والوسائل التي تُعرَف بها سلامته. هذا ملخص لجملة ما ذكره الشيخ عبر صفحات الكتاب التي بلغت 167 صفحة، وهو بلا شك ملخص لا يغني عن قراءة الكتاب ولكن يعطي صورة مجملة لأهم ما احتوته تلك الصفحات من العبارات والمعاني. والأهم من الكتاب كله ومن تلك الأسباب وشرحها، هو تمثلها في حياتنا اليومية وفي أفعالنا وأقوالنا ومجالسنا ومعاملاتنا وعلاقاتنا.. حتى ننال محبة الله ويحق علينا قول ربنا عز وجل: (يحبهم ويحبونه)، فإذا أحبنا الله كان سمعنا الذي نسمع به، وبصرنا الذي نبصر به، ويدنا التي نبطش بها، ورجلنا التي نمشي بها، وإن سألناه أعطانا وأجابنا، ولئن استعذناه أعاذنا وحمانا..
ذ. عبد الرفيع حجاري
—————
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن قيم الجوزية 3/18،19. رواه البخاري ومسلم واللفظ له، في كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، ح:163-2639. قال: «هجر القرآن أنواع أحدها هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه. والثاني هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به. والثالث هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه. والرابع هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.