خلاصة الفتوى
عدم عدل الرجل بين زوجتيه معصية عظيمة،لكن ليس من ذلك المساواة في مرات الجماع وللمرأة المطالبة برفع الضرر عنها بطلب الطلاق إن شاءت أو الخلع، فإن أبى فالقاضي يلزمه بذلك. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالزوج الذي لا يعدل بين زوجاته آثم ومتعد بذلك، وهو عرضة لما ورد من الوعيد في قوله صلى الله عليه وسلم: من كان له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط. العدل بين الزوجتين وهل يكون في مرات الجماع - إسلام ويب - مركز الفتوى. رواه أحمد ، وانظري الفتوى رقم: 25425 ، وما أحيل عليه من فتاوى خلالها. هذا واعلمي أنه ليس من العدل الواجب عليه أن يساوي بينكما في مرات الجماع فإن ذلك قد لا يطيقه ويكون من تكليفه بما ليس في وسعه. وللعلماء في تحديد المدة التي يجب على الزوج جماع زوجته فيها بحيث لا يتجاوزها بدون جماع خلاف. وقال أكثرهم:
يجب أن لا يبلغ به مدة الايلاء إلا برضاها وطيب نفسها به
وَاخْتَارَ ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ: وُجُوبَ الْوَطْءِ بِقَدْرِ كِفَايَتِهَا. مَا لَمْ يُنْهِكْ بَدَنَهُ ، أَوْ يَشْغَلْهُ عَنْ مَعِيشَتِهِ مِنْ غَيْرِ تَقْدِيرٍ بِمُدَّةٍ 0اهـ.
- العدل بين الزوجتين وهل يكون في مرات الجماع - إسلام ويب - مركز الفتوى
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشورى - الآية 24
- إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة الحاقة - تفسير قوله تعالى ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين- الجزء رقم6
- ولو تقول علينا بعض الأقاويل… – تجمع دعاة الشام
- ولو تقول علينا بعض الأقاويل - الآية 44 سورة الحاقة
العدل بين الزوجتين وهل يكون في مرات الجماع - إسلام ويب - مركز الفتوى
5. وعن عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه قال: (أسلمت وتحتي عشر نسوة، أربع منهن من قريش، إحداهن بنت أبي سفيان، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اختر منهن أربعاً وخل سائرهن، فاخترت منهن أربعاً منهن ابنة أبي سفيان")14. 6. (أسلم غيلان بن سلمة الثقفي رضي الله عنه وتحته عشر نسوة في الجاهلية وأسلمن معه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يختار أربعاً منهن)15. 7. وعن سعيد بن جبير رحمه الله أن ابن العباس رضي الله عنهما قال: (تزوجوا فإن خيرنا كان أكثرنا نساء)16. وفي رواية عنه: (خير هذه الأمة أكثرها نساء) يعني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أن ابن عباس لا يقول ذلك برأيه، ولهذا فإن هذا الموقوف له حكم الرفع. لقد أفاد قول ابن عباس هذا بجانب خبرية الرسول صلى الله عليه وسلم التي لا يدانيه فيها أحد من الخلق الثناء والخيرية للمعددين. الإجماع
للأدلة السابقة من الكتاب وصحيح السنة أجمع علماء الإسلام، أهل الحل والعقد، في جميع العصور على مشروعية التعدد وحله وعلى أنه لا يحل للرجل أن يجمع تحته أكثر من أربع نسوة حرائر، اللهم إلا ما خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله: "مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ... " الآية: (أعلم أن هذا العدد مثنى وثلاث ورباع لا يدل على إباحة تسع، كما قال من بَعُدَ فهمه للكتاب والسنة، وأعرض عما كان عليه سلف هذه الأمة، وزعم أن الواو جامعة، وعضد ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم نكح تسعاً، وجمع بينهن في عصمته، والذي صار إلى هذه الجهالة، وقال هذه المقالة الرافضة17 وبعض أهل الظاهر.
فالعدل المطلوب من المعدد يكون في المبيت، والسكن، والإطعام، والملبس، أما الحب والجماع وميل القلب لإحداهن من غير إضرار بالأخريات فلا دخل له. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ويعدل، ويقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك")22 يعني القلب. هذا إن لم تتنازل إحداهن عن حقوقها في المبيت والنفقة، أما إن تنازلت عن هذه الحقوق فلا حرج على الزوج في ذلك. جاء في سبب نزول قوله تعالى: "وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ"23. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (أنزلت هذه الآية في المرأة تكون عند الرجل فتطول صحبتهما فيريد طلاقها، فتقول: لا تطلقني، وأمسكني، وأنت في حل من يومي). المبيت تستوي فيه الحائض والنفساء، والمريضة والصحيحة، والصغيرة والكبيرة، ويمكن أن يكون ليلة ليلة، أو ليلتين ليلتين، أو أكثر من ذلك، وقوام القسم الليل والنهار تبع له، إلا لمن كان عمله ليلاً كالذين يعملون بالورديات والحراس ونحوهم.
فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) " فراغ عليهم ضربا باليمين " خص الضرب باليمين لأنها أقوى ، والضرب بها أشد ، قال الضحاك والربيع بن أنس. وقيل: المراد باليمين اليمين التي حلفها حين قال: وتالله لأكيدن أصنامكم وقال الفراء وثعلب: ضربا بالقوة ، واليمين: القوة. وقيل: بالعدل ، واليمين هاهنا العدل. ومنه قوله تعالى: ولو تقول علينا بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين أي: بالعدل ، فالعدل لليمين والجور للشمال. ألا ترى أن العدو عن الشمال ، والمعاصي عن الشمال ، والطاعة عن اليمين ، ولذلك قال: إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين أي: من قبل الطاعة. ولو تقول علينا بعض الأقاويل… – تجمع دعاة الشام. فاليمين هو موضع العدل من المسلم ، والشمال موضع الجور. ألا ترى أنه بايع الله بيمينه يوم الميثاق ، فالبيعة باليمين ، فلذلك يعطى كتابه غدا بيمينه; لأنه وفى بالبيعة ، ويعطى الناكث للبيعة الهارب برقبته من الله بشماله; لأن الجور هناك. فقوله: فراغ عليهم ضربا باليمين أي: بذلك العدل الذي كان بايع الله عليه يوم الميثاق ثم وفى له هاهنا. فجعل تلك الأوثان جذاذا ، أي: فتاتا كالجذيذة وهي السويق ، وليس من قبيل القوة ، قاله الترمذي الحكيم
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشورى - الآية 24
يقول تعالى: ( ولو تقول علينا) أي: محمد صلى الله عليه وسلم لو كان كما يزعمون مفتريا علينا ، فزاد في الرسالة أو نقص منها ، أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا ، وليس كذلك ، لعاجلناه بالعقوبة. ولهذا قال
إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة الحاقة - تفسير قوله تعالى ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين- الجزء رقم6
و { بعضَ} اسم يدل على مقدار من نوع ما يضاف هو إليه ، وهو هنا منصوب على المفعول به ل { تقوَّل. والأقاويل}: جمع أقوال الذي هو جمع قول ، أي بعضاً من جنس الأقوال التي هي كثيرة فلكثرتها جيء لها بجمع الجمع الدال على الكثرة ، أي ولو نسب إلينا قليلاً من أقواللٍ كثيرة صادقةٍ يعني لو نسب إلينا شيئاً قليلاً من القرآن لم ننزله لأخذنا منه باليمين ، إلى آخره.
ولو تقول علينا بعض الأقاويل… – تجمع دعاة الشام
قال الكلبي: إنه عرق بين العلباء والحلقوم. والعلباء: عصب العنق. وهما علباوان بينهما ينبت العرق. وقال عكرمة: إن الوتين إذا قطع لا إن جاع عرف، ولا إن شبع عرف.
ولو تقول علينا بعض الأقاويل - الآية 44 سورة الحاقة
صدق المدعي وآية للمتقين وحسرة على الكافرين
القول بأن الله تعالى يتوعَّد أحدا على فعلةٍ ثم لا ينفِّذ ما توعَّد به بكل قوة وجلال، بعد إصرار الشخص على فعلته وعدم تراجعه وتوبته، فهذا ليس سوى الإلحاد بعينه. فهذا الفعل لا يقوم به شخص نبيل ناهيك عن الذات العليا سبحانه وتعالى مجمع المحاسن والفضائل خالق السماوات والأرض العزيز الحكيم. علما أن الهدف من الوعيد هو تخويف من تسوِّل له نفسُه القيام بفعل ما، وليس أن يقع هذا الوعيد حتما، ولكن إذا لم يقع رغم تحقق الشروط فهو العبث والإلحاد، والعياذ بالله.
فحصل من هذا الكلام غرضان مهمان: أحدهما: يعود إلى ما تقدم أي زيادة إبطال لمزاعم المشركين أن القرآن شعر أو كهانة إبطالاً جامعاً لإِبطال النوعين ، أي ويوضح مخالفة القرآن لهذين النوعين من الكلام أن الآتي به ينسبه إلى وحي الله وما عَلِمْتُم شاعراً ولا كاهناً يزعم أن كلامَه من عند الله. وثانيهما: إبطال زعم لهم لم يسبق التصريح بإبطاله وهو قول فريق منهم { افتراه} [ يونس: 38] ، أي نسبه إلى الله افتراء وتقوّله على الله قال تعالى { أم يقولون تقوَّله بَلْ لا يؤمنون} [ الطور: 33] فبين لهم أنه لو افترَى على الله لما أقرّه على ذلك. ثم إن هذا الغرض يستتبع غرضاً آخر وهو تأييسهم من أن يأتي بقرآن لا يخالف دينَهم ولا يسفه أحلامهم وأصنامهم ، قال تعالى: { قال الذين لا يرجون لقاءَنا إيْتتِ بقرآننٍ غيرِ هذا أو بَدِّلْه} [ يونس: 15]. وهذه الجملة معطوفة عطف اعتراض فلك أن تجعل الواو اعتراضية فإنه لا معنى للواو الاعتراضية إلاّ ذلك. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشورى - الآية 24. والتقول: نسبة قول لمن لم يقله ، وهو تفعُّل من القول صيغت هذه الصيغةَ الدالة على التكلف لأن الذي ينسب إلى غيره قولاً لم يقله يتكلف ويختلق ذلك الكلام ، ولكونه في معنى كذب عُدي ب ( على). والمعنى: لو كذب علينا فأخبر أنا قلنا قولاً لم نقله إلخ.