اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة مريم
تفسير (كلما دخل عليها زكريا المحراب)
حتى الآن لم نتعرف إلى معنى ذلك الجزء من الآية، إلا أنه كان حري بنا أن نتناول القصة من بدايتها، حتى لا نشعر أن هناك جزءً مفقودًا، فقد أتى تفسير كلمات الله عز وجل على ذلك النحو:
كلما دخل: كلمة كلما دليل على أن الأمر قد تكرر أكثر من مرة، أي أنه لم يكن مرة واحدة وانقضى الأمر. المحراب: هو المكان الذي كانت تتعبد فيه السيدة مريم، فقد كانت زاهدة للدنيا، ولا ترغب في أن يكون قلبها معلق بها، فهي عملت على اتباع آبائها وأجدادها من السلف الصالح، حتى منّ الله عليها فأصبحت من نساء أهل الجنة وأطهر خلقه على الأرض. فكلما كان يدخل عليها زكريا في المكان الذي تعتكف فيه كان يجد عندها الكثير من خيرات الله عز وجل، حيث أتى في التفسير أنه كان يجد العديد من أنواع الفواكه في غير أوانها، مما كان يثير دهشته، فشرع يطلب من الله عز وجل أن يرزقه الذرية الصالحة كونه لم ينجب إلى تلك اللحظة فقد جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة آل عمران الآية رقم 38:
" هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ".
تفسير الشعراوي للآية 37 من سورة آل عمران | مصراوى
فما كان من الله عز وجل إلا أن بشر أبويها أنه قد تقبلها بالقبول الحسن، وكان الله هو من يتولى أمرها بأكمله من أن يجعلها أمًا لأحد الأنبياء، على أن تكون لها الكثير من المعجزات، وهي لم تدري في تلك المرحلة، حيث قال الله تعالى في الآية رقم 37 من سورة آل عمران " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا ". كفالة زكريا لمريم
في سياق التعرف على تفسير ذلك الجزء من الآية "كلما دخل عليها زكريا المحراب" نجد أن الله عز وجل لك يرغب أن يكفلها مريم أحد من أبويها، حيث سخر كافة الأمور لتكون كفالتها من نصيب نبي الله زكريا، فقد أجريت القرعة من شأن أن يعرفوا من سيكون له الولاية عليها ويتولى أمر كفالتها.
حديث نفس - كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا | منتدى الرؤى المبشرة
وقولها: "وليس الذكر كالأنثى" تريد في امتناع نذره، إذ الأنثى تحيض ولا تصلح لصحبة الرهبان، قاله قتادة والربيع والسدي وعكرمة وغيرهم، وبدأت بذكر الأهم في نفسها، وإلا فسياق قصتها يقتضي أن تقول: وليست الأنثى كالذكر، فتضع حرف النفي مع الشيء الذي عندها وانتفت عنه صفات الكمال للغرض المراد. وفي قولها وإني سميتها مريم سنة تسمية الأطفال قرب الولادة ونحوه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولد لي الليلة مولود فسميته باسم أبي إبراهيم". وقد روي عنه عليه السلام "أن ذلك في يوم السابع يعق عن المولود ويسمى" قال مالك رحمه الله: "ومن مات ولده قبل السابع فلا عقيقة عليه ولا تسمية" قال ابن حبيب: "أحب إلي أن يسمى، وأن يسمى السقط لما روي من رجاء شفاعته". ومريم لا ينصرف لعجمته وتعريفه وتأنيثه. وباقي الآية إعادة، وورد في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام من رواية أبي هريرة قال: "كل مولود من بني آدم له طعنة من الشيطان وبها يستهل، إلا ما كان من مريم ابنة عمران وابنها، فإن أمها قالت حين وضعتها: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فضرب بينهما حجاب فطعن الشيطان في الحجاب وقد اختلفت ألفاظ الحديث من طرق، والمعنى واحد كما ذكرته.
&Quot;كلما دخل عليها زكريا المحراب&Quot;.. آية كُتبت في المساجد بغير موضعها
والقول الثاني أنّه أعجميّ لا اشتقاق له- وهذا هو الظاهر- فامتناعه للعلميّة والعجمة. (كلمة)، اسم لما ينطق به الإنسان مفردا أو مركّبا، وزنه فعلة بفتح فكسر، وقد يقرأ على وزن فعلة بكسر فسكون (انظر الآية 37 من سورة البقرة). (سيّدا)، صفة مشبّهة من ساد يسود على وزن فيعل، وأصله سيود، التقت الياء والواو في الكلمة وجاءت الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية. (حصورا) صفة مشتقّة فهي مبالغة اسم الفاعل وزنه فعول بمعنى الفاعل، والحصور هو الذي لا يأتي النساء وهو القادر على ذلك.. إعراب الآية رقم (40): {قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (40)}.
الرئيسية
إسلاميات
أية اليوم
05:13 م
الأحد 06 سبتمبر 2015
تفسير الشعراوي للآية 3 من سورة آل عمران
قال تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.. [آل عمران: 37]. وقد عرفنا القبول الحسن والإنبات الحسن، أما قوله الحق: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} فهذا يعني أن المسألة جاءت من أعلى، إنه الرب الذي تقبل بقبول حسن، وهو الذي أنبتها نباتا حسنا. إذن، فرعاية زكريا لها إنما جاءت بأمر من الله. والدليل على ما حدث عند كفالة مريم. لقد اجتمع كبار القوم رغبة في كفالتها وأجروا بينهم قرعة من أجل ذلك. وساعة تجد قرعة، أو إسهاما. فالناس تكون قد خرجت من مراداتها المختلفة إلى مراد الله. فعندما نختلف على شيء فإننا نجري قرعة، ويخصص سهم لكل مشترك فيها، ونرى بعد ذلك من الذي يخرج سهمه، ويلجأ الناس لهذا الأمر؛ ليمنعوا هوى البشر عن التدخل في الاختيار، ويصبح الأمر خارجا عن مراد البشر إلى مراد الله سبحانه وتعالى، وهذا ما حدث عند كفالة زكريا لمريم.
وساعة أن تسمع {أنى لَكِ هذا} فهذا يدل على أنه قام بعمل محابس على المكان الذي توجد به مريم، وإلا لظن أن هناك أحدا قد دخل على مريم، وكما يقولون: فإن زكريا كان يقفل على مريم الأبواب. وإلا لو كانت الأبواب غير مغلقة لظن أن هناك من دخل وأحضر لها تلك الألوان المتعددة من الرزق. والرزق هو ما ينتفع به- بالبناء للمجهول- وعندما يقول زكريا عليه السلام: {أنى لَكِ هذا}. فلنا أن نتذكر ما قلناه سابقا من أن أي إنسان وكله الله على جماعة ويرى عندهم ما هو أزيد من الطاقة أو حدود الداخل، فلابد أن يسأل كُلاًّ منهم: من أين لك هذا؟ ذلك أن فساد البيوت والمجتمعات إنما يأتي من عدم الإهتمام بالسؤال وضرورة الحصول على إجابة على السؤال المحدد: من أين لك هذا؟
إن الذي يدخل بيته ويجد ابنته ترتدي فستانا مرتفع الثمن ويفوق طاقة الأسرة، أو يجد ابنه قد اشترى شيئا ليس في طاقة الأسرة أن تشتريه، هنا يجب أن يتوقف الأب أو الولي ليسأل: من أين لك هذا؟ إن في ذلك حماية لأخلاق الأسرة من الإنهيار أو التحلل. فلو فطن كل واحد أن يسأل أهله ومن يدخلون في كفالته- (من أين لك هذا؟) لعرف كل تفاصيل حركتهم، لكن لو ترك الحبل على الغارب لفسد الأمر. وقول زكريا: (أنّى لك هذا؟) هو سؤال محدد عن مصدر هذا الرزق، ولننظر إلى إجابتها: {قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ الله} ثم لا تدع البديهة الإيمانية عند سيدنا زكريا دون أن تذكره أنها لا تنسى حقيقة واضحة في بؤرة شعور كل مؤمن: {إِنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} وأثارت هذه المسألة في نفس زكريا نوازع شتى؛ إنها مسألة غير عادية، لقد أخبرته مريم أن الرزق الذي عندها هو من عند الله الذي يرزق من يشاء بغير حساب، إنه الإله هو القادر على أن يقول: (كن) فيكون.
حكايات هذا الرجل العجيب مثيرة وغنية، وربما أودع فيها الرواة شيئاً من خيال الأجيال اللاحقة. يقول الخلاوي... والخلاوي راشد.
يقول الخلاوي والخلاوي راشد العريني
دلالة النص:
اشتملت الأبيات على عدة دلالات منها ما جاء في هذا البيت:
فقد ذكر الشاعر الثليماء في محافظة الخرج. كما أن الشاعر قد رمز لمحبوبته باسم (حقلا) وقد جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي "والحِقءلَةُ رمل بنواحي اليمامةِ.. وحقل قرية بالخرج" فهل كان الخلاوي يبكي الملك المضاع ويتذكر منازل منيع بن سالم العقيلي أو انه كان ملغزا بهذا الاسم (حقلا) ولم أجد ما يمكن أن يرمز إليه إلا في الأبجدي أو ما يسمى حساب الجمل ويدل على العام ( 831ه) وهل كان يرتبط بحدث معين والتاريخ المرموز له يتفق مع ما ذهبنا إليه في تحديد عصر الخلاوي بالقرن الثامن ومطلع القرن التاسع الهجري.
دراسة القصيدة:
جاءت في مخطوط (الربيعي) ومخطوط (العمري) وعند( ابن خميس) في خمسة وتسعين بيتاً ،كتبت كقصيدة واحدة،وبالتمعن فيها نجدها عبارة عن ثلاث قصائد مختلفة المواضيع،ولكنها متشابهة في الوزن والقافية، فالقصيدة الأولى يوصي فيها ولده بعد أن كبر سنه، والقصيدة الثانية يذكر منيع بن سالم وقد ذهب نحو شمال الجزيرة العربية ويرثي أقرباء منيع، والقصيدة الثالثة تختص بمعلومات فلكية ليس بينها وبين سابقاتها رابط سوى القافية والبحر. وجاءت الدالية في مخطوط (الصويغ) مختزلة في ثمانية وستين بيتاً وبلغت عند (الكرملي) أربعين بيتاً فقط،إلا أنها جاءت عند (ألبرت سوسن) كقصيدة واحدة فقط هي قصيدة يذكر فيها منيع ابن سالم ويرثي أقرباء منيع، دون الوصية ودون مواقيت الزراعة وتمتاز بالترابط وتسلسل الفكرة وتبلغ ثمانية وخمسين بيتاً.