قال الدكتور علي جمعة ، إن الجزء السابع من القرآن الكريم الذي يشمل محور التكليف والبرنامج اليومي الذي حدده الله سبحانه وتعالى للإنسان المسلم، يحتوى أيضا على مقاصد الشريعة. الجزء التاسع من القران الشريم. وأضاف علي جمعة، خلال تقديم برنامجه « القرآن العظيم » المذاع على قناة صدى البلد، أن مقاصد الشريعة هي حفظ النفس والعقل والدين وكرامة الإنسان وحفظ المال، وكل ذلك ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى في الجزء السابع من القرآن الكريم. مقدم برنامج القرآن العظيم وأردف علي جمعة، أن الله أمرنا بالحفاظ على أنفسنا لأن التكليف الذي ذكرناه لا يكون إلا لحي مكلف، فلا بد من الحفاظ على تلك الحياة حتى يتم التكلف، ثم لا بد أن يكون ذلك الحي عاقلا، فلا بد من الحفاظ على العقل من كل ما يغيب العقل سواء المفترات مثل المخدرات أو المسكرات مثل الخمر، مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى حرم علينا تناول ذلك بأنفسنا لا من أجل طبيعة خلقها فينا مثل النوم والإغماء وذهاب العقل، لكن فعل ذلك حتى نكون واعيين وقابلين للتكليف الذي يحبه الله سبحانه وتعالى. واختتم علي جمعة، بأن الله سبحانه وتعالى أمرنا، بحفظ النفس والعقل ثم الدين لأنه به قوام الدنيا، والتكليف من الله لـ افعل ولا تفعل، ثم كرامة الإنسان والعرض والمال لأنه عصب الحياة.
الجزء التاسع من القران الشريم
التصنيف:
المصدر:
سنة النشر: مكتبة الصحوة بالكويت
العنصر الثالث الذي تم مراعاته في كتاب التفسير الموضوعي للقرآن الكريم هو الفوائد والإرشادات المستفادة من كل مقطع, وهذه الفوائد والتوجيهات تشمل قضايا العقيدة والأحكام الشرعية والأخلاق والآداب الإسلامية والجوانب التربوية. العنصر الرابع والأخير الذي روعي في الكتاب أثناء تفسير مقاطع القرآن الكريم هو مبادئ وقواعد عامة يتم مراعاتها لإخلااج هذا اتفسير الضخم, فهو يهتم بالشكل الجمالي والمظهر العام للكتاب.
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 3/10/2013 ميلادي - 29/11/1434 هجري
الزيارات: 25766
ويسألونك عن ذي القرنين (2)
وذو القرنين الذي كان السؤال عن خبره وما كان من أمره، قد اختلف العلماء في تحديده، وتباينت أقوالهم فيما يتصل بحقيقته؛ فمنهم من قال إنه الإسكندر الأكبر؛ لأنه ورد أنه - أيضًا - كان طوافًا في البلاد، ومنهم من قال إنه أبو كرب شمر بن عبير الحميري، ومنهم من قال إنه رجل مؤمن مكنه الله في الأرض. تلاوه من قوله تعالى (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكر ) من سورة الكهف |القارئ سعد محمد - YouTube. يقول الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب: "اختلف الناس في أن ذا القرنين من هو؟ وذكروا فيه أقوالاً:
الأول: أنه هو الإسكندر بن فيلبوس اليوناني، قالوا: والدليل عليه أن القرآن دلّ على أن الرجل المسمّى بذي القرنين بلغ ملكه إلى أقصى المغرب، بدليل قوله: ﴿ حتى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشمس وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ [الكهف: 86]. وأيضًا، بلغ ملكه أقصى المشرق بدليل قوله: ﴿ حتى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشمس ﴾ [الكهف: 90]. وأيضًا، بلغ ملكه أقصى الشمال، بدليل أن يأجوج ومأجوج قوم من الترك يسكنون في أقصى الشمال، وبدليل أن السد المذكور في القرآن يقال في كتب التواريخ إنه مبني في أقصى الشمال.
تلاوه من قوله تعالى (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكر ) من سورة الكهف |القارئ سعد محمد - Youtube
والربط بين القصتين أن المُلك إذا كان يقوم على أساس راسخ من الإيمان والصلاح فإنه يؤتي ثماره المتمثلة في التمكين في الأرض وبسط القدرة والسلطان. أما إذا لم يبن على شيء من ذلك فلا تنتظر منه غير الجور والطغيان، والإفساد في الأرض، وما أهل الكهف إلا ضحية هذا الجور. تفسير : ويسألونك عن ذي القرنين قل ساتلوا عليكم منه ذكرا - YouTube. كما أن مجيء هذه القصة في سياقها من السورة لا يخلو من مغزى وإشارة، فهي قد جاءت بعد قصة موسى والخضر، والقصتين تفيضان بالحركة والنشاط، ففي قصة موسى والخضر نجد قوله تعالى: ( فانطلقا) متكررًا ثلاث مرات، على إيقاع متسق، وفي المقابل نجد في قصة ذي القرنين قوله تعالى: ( حتى إذا بلغ) متكررة ثلاث مرات بالإيقاع نفسه، وما ذلك إلا لأن كلاهما سياحة في الأرض المحرك فيها واحد، وهو الإيمان والإصلاح، إلا أن الفارق بينهما أن سياحة موسى مع الخضر غرضها طلب العلم، وسياحة ذي القرنين تبغي الجهاد والفتح، وبين العلم والجهاد رابط جلي يجعل الأول أساس للآخر. قال البقاعي:
كانت قصة موسى مع الخضر مشتملة على الرحلات من أجل العلم، وكانت قصة ذي القرنين مشتملة على الرحلات من أجل الجهاد في سبيل الله، ولما كان العلم أساس الجهاد تقدمت قصة موسى والخضر على قصة ذي القرنين.
تفسير : ويسألونك عن ذي القرنين قل ساتلوا عليكم منه ذكرا - Youtube
ويتضح لنا من كلام " أبو الكلام آزاد " أنه بنى رأيه على أساسين الأول من مصادر أهل الكتاب والآخر: التمثال الذي شاهده للملك " قورش " في إيران وبه أوصاف " ذو القرنين ". وكلا المصدرين لا يعتد بهما، فإنه يتضحلنا أن اليهود جاملوا الملك قورش؛ لأنه الذي أعادهم إلى بيت المقدس وأرض فلسطين كرعايا لدولته، بعد أن أخذهم الملك البابلي بختنصر أسرى لديه. تفسير ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا [ الكهف: 83]. وبعد انتصار الفرس على مملكة بابل في عهد قورش وبمساعدة اليهود، تم لهم ذلك فجعلوه المسيح المخلص مرحليًّا وليس المسيح المنتظر الدجال..
والأمر الآخر أن التمثال الذي رآه ووصفه ليس دليلاً - أيضًا؛ لأن هناك من الملوك من أطلق عليهم لقب ذو القرنين، وقد يكون هذا التمثال من صنع اليهود أنفسهم أو خلفاء الملك قورش؛ كي يضيفوا عليه صفات الملك " ذو القرنين ". يأجوج ومأجوج من الوجود حتى الفناء، منصور عبد الحكيم، ص47- 49
ونقول بعد هذا العرض المسهب لأقوال العلماء في تحديد من هو ذو القرنين، لا يستطيع أحد مهما أوتي من أدوات البحث والدرس أن يجزم بقول من الأقوال السابقة؛ لأن معظمها ظنون لا تقوم على دليل راجح. يقول الأستاذ محمد خير رمضان: "ذو القرنين القرآني الذي ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز، وأثنى عليه بالإيمان والإصلاح والعدل، في سورة قرآنية عظيمة، وآيات إعجازية جليلة، وقصة تاريخية نادرة، مليئة بالدروس والعبر، طافحة بالعظات والمبادئ والحكم.
تفسير ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا [ الكهف: 83]
يقال: انقضت الدار إذا انهدمت وسقطت ، وقرأ قوم " أن ينقاض " ، ومجازه: أن ينقلع من أصله ويتصدع ؛ بمنزلة قولهم: قد انقاضت السن: أي إن صدعت ، وتقلعت من أصلها. (5) سبق الكلام على البيت في الشاهد السابق عليه وهو من شواهد الفراء في معاني القرآن. (6) سبق الكلام على البيت في الشاهد السابق على الذي قبله. ولبانه: صدره: والقنا: جمع قناة ، وهي الرمح. وهو من شواهد الفراء. (7) هذا بيت من الرجز. لذي الرمة. والبيود: مصدر باد يبيد: إذا هلك. والشاهد فيه مثل الشواهد السابقة عليه. (8) هذا البيت للراعي ، وقد سبق الكلام عليه قبل في أكثر من موضع. (9) هال التراب والرمل هيلا وأهاله فانهال ، وهيله فتهيل أي دفعه فانهال. والنقا: الكثيب من الرمل النقي. والبيت كالشواهد السابقة عليه في أن قوله ينهاه الثرى: أي يمسكه الثرى على التهيل ، جعل ذلك بمنزلة نهيه عن السقوط ، مع أن الثرى لا ينهى ولا يأمر ، ولكنه جاء كذلك على لسان العرب ، كما جاء قوله تعالى في القرآن: ( يريد أن ينقض). وقد اتضح معناه بما لا يزيد عليه في الشواهد السابقة قريبا. (10) البيت للممزق العبدي ، واسمه شأس بن نهار، شاعر جاهلي قديم. وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( 1: 411) قال: " لو شئت لتخذت عليه أجرا ": الخاء مكسورة ، ومعناها معنى أخذت ، فكان مخرجها مخرج فعلت تفعل ( من باب فرح يفرح) قال الممزق العبدي ( من عبد القيس): " وقد تخذت رجلي... وفي اللسان: والغرز للجمل مثل الركاب للبغل ، وهو ما يضع الراكب فيه قدمه عند الركوب.
يصعب السير فيها، وظل يمشي حتى وصل إلى فتحة واسعة عريضة بين جبلين عاليين، ووجد وراء الجبلين أمة وقبيلة صالحة من الناس، لها دين وإيمان ويعبدون الله ولكنهم معزولون عن الناس، وكانت هذه الفتحة الواسعة بين الجبلين هي سبب تعبهم ومشقتهم، وخوفهم على أولادهم وأنفسهم، لأن من هذه الفتحة الواسعة تأتي منها قبيلتان متوحشتان، كانوا يأكلون كل شيء ويعتدون على الأمة الصالحة التي تعبد الله، فيهلكون زرعها وثمرها، ويقتلون النساء والرجال والأطفال بوحشية لا رحمة ولا دين عندهم، هم "يأجوج ومأجوج". ولما رأت القبيلة المُؤمنة جيش ذي القرنين يأتي بلادها، وسمعت عن عدله وصلاحه فرحت به، وذهب وفد من شيوخها، وأعلنوا عنده إيمانهم بالله، واشتكوا له من يأجوج ومأجوج، وذكروا لذي القرنين أمراً خطيراً حيث قيل له إن يأجوج ومأجوج لديهم الكثير من الأولاد ويتكاثرون بِسُرعة هائلة، وأنهم سيملؤون الأرض بأولادهم عن قريب، وينشرون الفَساد والكُفر بين الناس، فطلبوا منه أن يقيم سداً منيعاً بين الجبلين، يسد الفتحة التي يدخلون منها، وعرضوا على ذي القرنين أن يعطوه أجراً لهذا العمل. فأجابهم بأنه لا يبحث عن المال وإنما ينشر الإيمان وعبادة الله وحده، وأن ما يريده هو أن يعينوه على بناء هذا السد، وقد أمر ذي القرنين القوم أن يجمعوا قطع الحديد، وأمر المهندسين فقاسوا المسافة بين الجبلين وارتفاعها، وأمر العمال فحفروا أساساً في الارض، ووضع قطعاً من الحديد بين الجبلين، وجعل بين كل طبقة من الحديد وأخرى كمية من الفحم، ومازال يرفع الحديد العريض حتى سد بين الجبلين، وظل العمال ينفخون في الفحم حتى تحولت قطع الحديد إلى نارٍ سائلة، وصب النُحاس على الحديد المنصهر مملياً الشقوق، وتحول السد إلى سدٍ ضخم عال لا يستطيع يأجوج ومأجوج النفاذ منه.