وأجمعت قراء الأمصار جميعا على كسر الألف من قوله: ( ذق إنك) على وجه الابتداء ، وحكاية قول هذا القائل: إني أنا العزيز الكريم. وقرأ ذلك بعض المتأخرين ( ذق أنك) بفتح الألف على إعمال قوله ( ذق) في قوله: ( أنك) كأن معنى الكلام عنده: ذق هذا القول الذي قلته في الدنيا. [ ص: 50]
والصواب من القراءة في ذلك عندنا كسر الألف من ( إنك) على المعنى الذي ذكرت لقارئه ، لإجماع الحجة من القراء عليه ، وشذوذ ما خالفه ، وكفى دليلا على خطأ قراءة خلافها ، ما مضت عليه الأئمة من المتقدمين والمتأخرين ، مع بعدها من الصحة في المعنى وفراقها تأويل أهل التأويل. وقوله ( إن هذا ما كنتم به تمترون) يقول - تعالى ذكره -: يقال له: إن هذا العذاب الذي تعذب به اليوم ، هو العذاب الذي كنتم في الدنيا تشكون ، فتختصمون فيه ، ولا توقنون به فقد لقيتموه ، فذوقوه.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الدخان - الآية 49
ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) وقوله: ( ذق إنك أنت العزيز الكريم) أي: قولوا له ذلك على وجه التهكم والتوبيخ. وقال الضحاك عن ابن عباس: أي لست بعزيز ولا كريم. وقد قال الأموي في مغازيه: حدثنا أسباط ، حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة قال: لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا جهل - لعنه الله - فقال: " إن الله تعالى أمرني أن أقول لك: ( أولى لك فأولى. ثم أولى لك فأولى) [ القيامة: 34 ، 35] قال: فنزع ثوبه من يده وقال: ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء. ولقد علمت أني أمنع أهل البطحاء ، وأنا العزيز الكريم. قال: فقتله الله تعالى يوم بدر وأذله وعيره بكلمته ، وأنزل: ( ذق إنك أنت العزيز الكريم).
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة غافر - الآية 72
فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) قال تعالى "يسحبون فى الحميم ثم في النار يسجرون" كما قال: ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن) [ الرحمن: 43 ، 44]. وقال بعد ذكره أكلهم الزقوم وشربهم الحميم: ( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم) [ الصافات: 68] وقال ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال. في سموم وحميم. وظل من يحموم. لا بارد ولا كريم) إلى أن قال: ( ثم إنكم أيها الضالون المكذبون. لآكلون من شجر من زقوم. فمالئون منها البطون. فشاربون عليه من الحميم. فشاربون شرب الهيم. هذا نزلهم يوم الدين) [ الواقعة: 41 - 56]. وقال ( إن شجرة الزقوم. طعام الأثيم. كالمهل يغلي في البطون. كغلي الحميم. خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم. ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم. ذق إنك أنت العزيز الكريم. إن هذا ما كنتم به تمترون) [ الدخان: 43 - 50] ، أي: يقال لهم ذلك على وجه التقريع والتوبيخ ، والتحقير والتصغير ، والتهكم والاستهزاء بهم. قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا منصور بن عمار ، حدثنا بشير بن طلحة الخزامي ، عن خالد بن دريك ، عن يعلى بن منية - رفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - قال: " ينشئ الله سحابة لأهل النار سوداء مظلمة ، ويقال: يا أهل النار ، أي شيء تطلبون ؟ فيذكرون بها سحاب الدنيا فيقولون: نسأل برد الشراب ، فتمطرهم أغلالا تزيد في أغلالهم ، وسلاسل تزيد في سلاسلهم ، وجمرا يلهب النار عليهم ".
xxx
عضوه موقوفة
#1
صور صدام المهينة: ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ
دامت لغيرك لما وصلت لك.
وقيل عن ميمون بن مهران: أنّ رجلا سأل أبا ذَرّ: أيّ الأعمال أفضل؟، وقال: الصلاة عمادُ الإسلام، والجهاد سَنامُ العمل، والصدقة شيء عَجبٌ، فقال: يا أبا ذر لقد تركتَ شيئًا هو أوَثقُ عملي في نفسي، لا أراك ذكرته، قال: ما هو؟، قال: الصّيام، فقال: قُرْبة، وليس هناك! وتلا هذه الآية: " لن تنالوا البر حتى تُنفقوا مما تحبُون ". قيل عن عمرو بن دينار: لما نـزلت هذه الآية " لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون "، جاء زيدٌ بفرس له يقال له: " سَبَل " إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: تصدَّق بهذه يا رسول الله، فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه أسامة بن زيد بن حارثة، فقال: يا رسول الله، إنما أردت أن أتصدّق به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد قُبلتْ صَدَقتك. قال معمر عن أيوب عندما نزلت الآية " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "، جاء زيد بن حارثة بفرس له كان يحبُّها، فقال: يا رسول الله هذه في سبيل الله، فحملَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليها أسامةَ بن زيد، فكأنَّ زيدًا وَجد في نفسه، فلما رأى ذلك منه النبي صلى الله عليه وسلم قال: أما إن الله قد قبلها.
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون معنى
الكتاب: صحيح البخاري المؤلف: أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ابن بردزبه البخاري الجعفي تحقيق: جماعة من العلماء الطبعة: السلطانية، بالمطبعة الكبرى الأميرية، ببولاق مصر، ١٣١١ هـ، بأمر السلطان عبد الحميد الثاني ثم صَوّرها بعنايته: د. محمد زهير الناصر، وطبعها الطبعة الأولى عام ١٤٢٢ هـ لدى دار طوق النجاة - بيروت، مع إثراء الهوامش بترقيم الأحاديث لمحمد فؤاد عبد الباقي، والإحالة لبعض المراجع المهمة عدد الأجزاء: ٩ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج]
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
وكذلك من به إصنان، والإصنان رائحة كريهة تفوح من إبْطَيْه، أو تفوح من أذنيه، أو تفوح من رأسه وتؤذي، فإنه لا يجوز أن يصلِّي ما دامت الرائحة المؤذية فيه، لا يجوز أن يدخل المسجد، بل يبتعد. والحمد لله، فإن هذه من المصائب والبلاوي، فإذا ابتُلي بمِثلِ هذا لا يقول: كيف أَحرِم نفسي المسجد؟ فهذا من الله عز وجل، فاحرِم نفسَك المسجدَ ولا تؤذي الناس والملائكة، وحاول بقدر ما تستطيع أن تتخلَّص من هذه الرائحة؛ إما بالتنظيف التام، أو بأن تضع رائحة طيبة تغطِّي الرائحة الكريهة، وبهذا يمكن أن تعالج هذه الروائح، فلا يُشَمُّ منك إلا الرائحةُ الطيبة. ومن إطلاق الخبيث على الكسب الرديء قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: ((كسبُ الحجَّام خبيثٌ))، الحجَّام الذي يُخرِج الدمَ بالحجامة، هذا كسبُه خبيث، يعني رديء، وليس المراد أنه حرام، قال ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه: لو كان كسبُ الحجام حرامًا ما أعطاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أُجْرتَه، فقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطى الحجَّامَ أجرَه، ولو كانت حرامًا ما أعطاه؛ لأن الرسول لا يُقِرُّ على الحرام، ولا يُعِين على الحرام، لكن هذا من باب أنه كسب رديء دنيء ينبغي للإنسان أن يتنزَّهَ عنه، وأن يحجم الناس إذا احتاجوا إلى حجامته تبرُّعًا وتطوعًا.
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون تفسير
الأفعال الخمسة تعرف بأنها كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة المؤنثة؛ حيث يتصل الفعل المضارع بألف الاثنين في حالتين؛ الأولى ألف الاثنين للمخاطب مثل: أنتما تدافعان عن الوطن ضد المتربصين به، والحالة الثانية ألف الاثنين للغائب مثل: هما يدافعان عن المبادئ في كل مواقفهما. وكما يتصل الفعل المضارع بواو الجماعة في حالتين؛ الأولى واوالجماعة للمخاطب مثل: أنتم أبناء مصر تذودون عن وطنكم ضد المغرضين، والحالة الثانية واو الجماعة للغائب مثل: هم يتمنون الخير لكل الناس. وكذلك يتصل الفعل المضارع بياء المخاطبة المؤنثة مثل: أنت تتصفين بأخلاق الصالحات. وهكذا نجد أن الأفعال الخمسة تأتي على خمس صور؛ صورتين لألف الاثنين وصورتين لواو الجماعة وصورة لياء المخاطبة المؤنثة، ولذلك سميت بالأفعال الخمسة. أما عن إعرابها، فترفع الأفعال الخمسة بثبوت النون، وتنصب وتجزم بحذف النون فنقول في الرفع:
إن الله يحب الذين يتمسكون بأوامره ويجتنبون نواهيه. أنتما طالبان تسعيان إلى المجد. أنت تسعين إلى العلا. ونقول في النصب والجزم:
لن تنالا المجد ما لم تتحملا الصعاب. لا تهملوا واجباتكم حتى لا تندموا. لا تتسرعي في الرد كي لاتضطري للاعتذار.
فالحاصل أن الصحابة وذوي الهمم العالية هم الذين يعرفون قدر الدنيا وقدر المال ، وأن ما قدموه هو الباقي ، وما أبقوه هو الفاني ، نسأل الله أن يعيذنا والمسلمين من الشح والبخل والجبن والكسل ، والحمد لله رب العالمين. ايفےـلےـين
#2
جزاكي الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك يوم القيامة
#3
مشكورة يا ايفلين على المرور
كل التحيات الك
رنون
#4
جزاكـِ الله خيراً
#5
مشكورة يا رنون
مرورك العذب اسعدني
مع الاحترام
المنسي
الاعضاء
#7
شكرا على المرور
الوسوم
الْبِرَّ
تَنَالُوا
تُحِبُّونَ
تُنْفِقُوا
حَتَّى
لَنْ
مِمَّا
والحمد لله ، فإن هذه من المصائب والبلاوي ، فهذا ابتلي بمثل هذا لا يقول كيف أحرم نفسي المسجد ، فهذا من الله عز وجل ، فاحرم نفسك المسجد ولا تؤذي الناس والملائكة ، وحاول بقدر ما تستطيع أن تتخلص من هذه الرائحة ؛ أما بالتنظيف التام ، أو بأن تضع رائحة طيبة تغطي الرائحة الكريهة ، وبهذا يمكن أن تعالج هذه الروائح فلا يشم منك إلا الرائحة الطيبة. ومن إطلاق الخبيث على الكسب الرديء قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( كسب الحجام خبيث)) (116) الحجام الذي يخرج الدم يخرج بالحجامة ، هذا كسبه خبيث ، يعني رديء وليس المراد أنه حرام ، قال ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه: لو كان كسب الحجام حراماً ما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم أجرته ، فقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأعطى الحجام أجره ، ولو كانت حراماً ما أعطاه ؛ لأن الرسول لا يقر على الحرام ولا يعين على الحرام ، لكن هذا من باب أنه كسب رديء دنيء ينبغي للإنسان أن يتنزه عنه ، وأن يحجم الناس إذا احتاجوا إلى حجامته تبرعاً وتطوعاً. ومن إطلاق الخبيث على المحرم قوله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) [الأعراف: 157] ، يعني يحرم عليهم الخبائث وهي ضد الطيبات ، مثل الميتة ، لحم الخنزير ، المنخنقة ، الخمر ، وما أشبه ذلك.