وقد حرَّم الله الجنة على العاق: ف عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة حرَّم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاقُّ، والديوث الذي يقر الخبث في أهله" ؛ رواه أحمد، وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان عطاءه، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، والرجلة"؛ رواه النسائي. صور بر الوالدين. وجعل صاحبه ممن لا يقبل الله منهم عملًا: فع ن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يقبل الله عز وجل منهم صرفًا ولا عدلًا: عاق، ولا منان، ومكذب بقدر" ؛ رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بإسناد حسن. وجعله من الملعونين المطرودين من رحمة الله جل جلاله ، ف قال صلى الله عليه وسلم: "ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من عقَّ والديه"؛ رواه الطبراني. وبلغ من حرصه على ألا يؤذي ولد والديه أن جعل من العقوق، حتى أن ي تسبب لهما في الأذى والشتم وإن لم يصدر منه لهما ، ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه" ؛ رواه البخاري ومسلم.
- عدد اربعاً من صور البر بالوالدين - موسوعة نت
- إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين . [ الأحزاب: 35]
عدد اربعاً من صور البر بالوالدين - موسوعة نت
وقد جعل الله بر الوالدين من أحب الأعمال إليه بعد الصلاة على وقتها:
ففي الحديث الصحيح ع ن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله"؛ رواه البخاري ومسلم. وقد جعل الله جزاء البر بهما بركة في العمر والرزق:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه، فليبر والديه، وليصل رحمه" ؛ رواه أحمد، و عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر"؛ رواه الترمذي.
عمل المسلم في ليلة القدر: يُستحَبّ للمسلم في ليلة القدر أن يُسارع إلى أنواع الطاعات والعبادات المختلفة، وأن يجتهد فيها قدر ما يستطيع، ومن الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها في هذه الليلة المباركة ما يأتي: الاستعداد لإحيائها إذ يستعدّ المسلم لإحيائها منذ الفجر، ويحرص على الصدقة فيها، وعلى تفطير صائم في يومها، والإكثار من الدعاء وقت إفطاره، ويحرص فيها على السُّنَن الرواتب، والسُّنَن الأخرى؛ كترديد الأذان وراء المُؤذّن، والدعاء بعد الأذان، وكثرة ذِكر الله -تعالى- فيها، والتعجيل في الفِطر، والزيادة في بِرّ الوالدَين. القيام: بَشّر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مَن قامها؛ إيماناً بالله، واحتساباً للأجر، وطمعاً بالمغفرة، والأفضل أن يقتدي المسلم في القيام بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فيُصلّي إحدى عشرة ركعة؛ يُصلّيها ركعتَين ركعتَين، ثمّ يُوتِر بركعة، ولا حرج في الزيادة عن ذلك؛ لفِعل الصحابة -رضي الله عنهم-. الدعاء والذكر علّم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عائشةَ -رضي الله عنها- دعاءً تدعوه في ليلة القدر إذا عَرَفتها، وهو: (اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني). قراءة القرآن يستحَبّ الإكثار من قراءة القرآن، ومن كان قادراً على ختم القرآن كاملاً أن يختمه في ليلة القدر، وله بذلك أجر عظيم.
وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وحفظ الفرج: كناية عن التعفف والتطهر والتصون عن أن يضع الإنسان شهوته في غير الموضع الذي أحله الله- تعالى-. وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ وذكر الله- تعالى- يتمثل في النطق بما يرضيه كقراءة القرآن الكريم، والإكثار من تسبيحه- عز وجل- وتحميده وتكبيره.. وفي شعور النفس في كل لحظة بمراقبته- سبحانه-. هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات من الرجال والنساء أَعَدَّ اللَّهُ- تعالى- لَهُمْ مَغْفِرَةً واسعة لذنوبهم وَأَجْراً عَظِيماً لا يعلم مقداره إلا هو- عز وجل-. وهكذا نجد القرآن الكريم يسوق الصفات الكريمة، التي من شأن الرجل والمرأة إذا ما اتصفا بها، أن يسعدا في دنياهما وفي أخراهما، وأن يسعد بهما المجتمع الذي يعيشان فيه... إنها صفات نظمت علاقة الإنسان بربه، وبنفسه، وبغيره، تنظيما حكيما، يهدى الى الرشد، ويوصل إلى الظفر والنجاح. ثم انتقلت السورة الكريمة إلى الحديث عن الحقوق الواجبة على المسلم نحو خالقه- عز وجل- ونحو رسوله صلّى الله عليه وسلم، وعن تأكيد إبطال عادة التبني التي كانت منتشرة قبل نزول هذه السورة، وعن بيان الحكمة لهذا الإبطال، وعن علاقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم بغيره من أتباعه.. إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. فقال- تعالى-:
قوله تعالى: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما.
إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين . [ الأحزاب: 35]
لله في حكمه شؤون، وقد اختص الله من عباده المخلصين والمؤمنين والمتقين بأن يوفقهم في معرفة ليلة القدر، لتقربهم منه بالطاعات والإيمانيات والروحانيات، لذا فقد أخفى الله عز وجل ليلة القدر عن عباده المسلمين، ليختبر الله إيمانهم الصادق في التقرب له عز وجل بالطاعات وبالأقوال والأفعال، وليجتهد الصائم في العبادات وقراءة القرآن الكريم بتدبر، وأن يوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أملاً في أن يوفقه الله عز وجل في عبادته والتقرب من الله ليلة القدر. ان المسلمين والمسلمات والقانتين والقانتات. قال الله تعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم"لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ • تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ • سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ صدق الله العظيم [القدر: 3-5]. اختلف علماء الدين الإسلامي والفقهاء في تعين ومعرفة ليلة القدر، ونظرا للخلاف القائم بين جموع العلماء، فعلى المُسلم ألا يتوانى في التوصل إلى طلب ليلة الوتر من العشر من رمضان. فعن أبي هريرة رضي لله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، كما أن هناك دعاء مستحبا وهو قول "اللهم إنك عفواً تُحب العفو فاعفو عني".
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أمَر بأنواع البر كلِّها، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ عليه وعلى آله وصحبه. أما بعدُ، فيا أيها الناس: اتقوا الله -جل وعلا-، تنالوا الفلاح والسعادة الكبرى. إخوةَ الإسلامِ: من أصول الإسلام الأمر بتحقيق كل ما يجلب مصالح الدارين، ويدرأ كلَّ ما يحصل معه مفسدةٌ دينيةٌ أو دنيويةٌ، وبهذا يتحقق للناس السعادةُ والفلاحُ، والأمنُ والأمانُ، قال جل وعلا: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)[الْمَائِدَةِ: 2]. إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين . [ الأحزاب: 35]. ومن مضامين هذا المبدأ العظيم: الحرص على مقدرات البلاد، والمنافع العامة للمسلمين، من طرق وأفنية وحدائق ومنتزهات، تُنشئها الحكومة الإسلامية، للنفع العامّ، ولصالح المجتمع ككل. إن الإسلام يحث على العناية بالمرافق العامة، ودفع ما يؤدي إلى الإضرار بها، يقول جل وعلا: ( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الْحَجِّ: 77]، وقال صلى الله عليه وسلم: " لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّب في الجنة في شجرة قطَعَها من ظَهْر الطريق، كانت تؤذي المسلمين "(رواه مسلم)، وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وسلم: " بينما رجلٌ يمشي بطريق وجَد غصنَ شوك على الطريق، فأخَذَه فشكَر اللهُ له، فغَفَر له "(متفق عليه)، الله أكبر!