[٩]
معاني المفردات في آية: ولا تقف ما ليس لك به علم
بعد الوقوف مع تفسير الآية الكريمة من سورة الإسراء التي يقول فيها الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}، [١٣] فإنّ هذه الفقرة تقف مع بيان معاني المفردات لزيادة الإيضاح والبيان، وذلك فيما يأتي:
تقف: لهذا الفعل معانٍ عدّة في اللغة، منها تتبّع الأثر، والقذف والرمي بالباطل والفجور. [١٤]
علم: العلم هو ما كان نقيض الجهل، وقالوا فيه هو إدراك حقيقة الأمور والأشياء. [١٥]
الفؤاد: الفؤاد القلب، ومنه قوله تعالى في التنزيل العزيز في سورة النجم: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ}، [١٦] وقيل غشاء القلب، وقيل وسط القلب. [١٧] إعراب آية: ولا تقف ما ليس لك به علم
بعد الوقوف مع معاني بعض مفردات الآية الكريمة التي يقول فيها تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}، [١٨] فإنّ هذه الفقرة تقف مع إعراب مفرداتها وجملها من أجل كشف اللثام عن المعنى الذي لم يتّضح بعد لقارئ هذه الآية الكريمة، وذلك فيما يأتي:
ولا: الواو حرف عطف ، ولا ناهية جازمة.
ولا تقف ما ليس لك به علم مفردات الراغب
-------------------------- الهوامش: (3) البيت للنابغة الجعدي: وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (1: 379) شاهد على أن معنى التقافي: التقاذف. وفي (اللسان: قفو) قال أبو عبيد الأصل في القفو واتقافي: البهتان يرمى به الرجل صاحبه. أ هـ. قال أبو بكر: قولهم قد قفا فلان فلانا قال أبو عبيد: معناه أتبعه أمرا كلاما قبيحا. وقال الليث: القفو: مصدر قولك قفا يقفو وقفوا ( الثاني بتشديد الواو) ، وهو أن يتبع الشيء: قال تعالى: " ولا تقف ما ليس لك به علم " قال الفراء: أكثر القراء يجعلونها من قفوت ، كما تقول: لا تدع من دعوت. قال: وقرأ بعضهم: ولا تقف مثل ولا تقل. وقال الأخفش في قوله تعالى: "ولا تقف ما ليس لك به علم": أي لا تتبع ما لا تعلم. وقيل: ولا تقل سمعت ولم تسمع ، ولا رأيت ولم تر ، ولا علمت ولم تعلم ؛ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا. أ. هـ. والدمى جمع دمية ، وهي التمثال من المرمر أو العاج أو نحوهما. وشم العرانين: جمع شماء العرنين ، أي مرتفعات قصبات الأنوف ، وهو من أمارات جمالهن. (4) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن ( الورقة 179) على أن العرب تقول قفا الشيء: إذا تتبعه كما تقول قافه.
ولا تقف ما ليس لك به على الانترنت
[١٩]
تقفُ: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. [١٩]
ما: اسم موصول بمعنى الذي مبني في محل نصب مفعول به. [١٩]
ليس: فعل ماضٍ ناقص. [١٩]
لك: اللام حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر ليس المُقدّم المحذوف، والتقدير: ليس علمٌ كائنًا لك. [١٩]
به: الباء حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلّقان بحال محذوفة من اسم ليس المؤخّر "علم". [١٩]
علمٌ: اسم ليس مؤخّر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. [١٩]
إنّ: حرف مشبّه بالفعل. [١٩]
السمعَ: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. [١٩]
والبصرَ: الواو حرف عطف، والبصر معطوف على "السمع" فهو منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. [١٩]
والفؤاد: الواو حرف عطف، والبصر معطوف على "السمع" كذلك فهو منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. [١٩]
كلُّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أولئك: اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب. [٢٠]
كان: فعل ماضٍ ناقص، واسمه محذوف. [١٩]
عنه: عن حرف جر ، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر كان "مسؤولًا".
ولا تقف ما ليس لك به قع
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا (٣٦) ﴾
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ فقال بعضهم: معناه: ولا تقل ما ليس لك به علم. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثني عليّ بن داود، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ يقول: لا تقل. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا﴾ لا تقل رأيت ولم تر وسمعت ولم تسمع، فإن الله تبارك وتعالى سائلك عن ذلك كله. ⁕ حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ قال: لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم. ⁕ حُدثت عن محمد بن ربيعة، عن إسماعيل الأزرق، عن أبى عمر البزار، عن ابن الحنفية قال: شهادة الزور. وقال آخرون: بل معناه: ولا ترم. ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ يقول: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم.
ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر
و هكذا أيها القارئ الكريم باب القول على الله بلا علم باب واسع كبير خطير تحته أبواب كثيرة من المحظورات و المنهيات.
ولا تقف ما ليس لك به علمی
فإن الله سائلك عن هذه الأدوات {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} هذا معنى الآية الأولى بإجمال (1). أما الآية الثانية، وهي {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} فمعناها: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي مشية الاختيال والتبختر، مشية العجب والاستكبار.. فإن هذا لا ينبغي للمؤمن وهو ليس مشي عباد الرحمن، فالله قد وصف عباد الرحمن بأنهم {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} (الفرقان:63). لماذا تمشي متبخترًا؟ هل تستطيع أن تخرق الأرض؟ مهما دببت برجلك فلن تستطيع ذلك.. ومهما تطاولت وتمطيت بعنقك فلن تبلغ الجبال طولاً؛ فأولى بك أن تمشي مشية التواضع والهون، والسكينة واللين. ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعًا ** فكم تحتها قوم هُمُو منك أرفع! وإن كنت في عز وجاه ومنعة ** فكم مات من قوم همو منك أمنع! فالمطلوب من الإنسان أن يمشي على الأرض متواضعًا، سواء كان يمشي على قدميه، أم في سيارة. هناك أناس يودون أن ينهبوا الأرض نهبًا بسياراتهم مختالين؛ لأن أحدهم يركب سيارة ضخمة فخمة، فلا يحترم آداب المرور، ولا قواعد السير، وكأنه يريد أن يحطم ما يواجهه في الطريق، أو يطير عن الأرض بلا جناحين.. من فعل ذلك فهو ممن يمشون في الأرض مرحًا، ولا يمشون هونًا، ومعظم الحوادث التي تحدث في الطرقات - للأسف؛ من أولئك، الذين يمشون في الأرض مرحًا.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَلا تَقْفُ) ولا ترمِ. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. وهذان التأويلان متقاربا المعنى، لأن القول بما لا يعلمه القائل يدخل فيه شهادة الزور، ورمي الناس بالباطل، وادّعاء سماع ما لم يسمعه، ورؤية ما لم يره. وأصل القفو: العضه والبهت، ومنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: " نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بن كِنانَة لا نَقْفُو أمِّنا ولا نَنْتَفِي مِنْ أبِينا " ، وكان بعض البصريين ينشد في ذلك بيتا: وَمِثْـلُ الـدُّمَى شُـمُّ العَـرَانِينِ ساكِنٌ بِهِــنَّ الحَيــاءُ لا يُشِـعْنَ التَّقافِيـا (3) يعني بالتقافي: التقاذف. ويزعم أن معنى قوله (لا تَقْفُ) لا تتبع ما لا تعلم، ولا يعنيك. وكان بعض أهل العربية من أهل الكوفة، يزعم أن أصله القيافة، وهي اتباع الأثر، وإذ كان كما ذكروا وجب أن تكون القراءة (وَلا تَقُفْ) بضم القاف وسكون الفاء، مثل: ولا تقل. قال: والعرب تقول: قفوت أثره، وقُفت أثره، فتقدِّم أحيانا الواو على الفاء وتؤخرها أحيانا بعدها، كما قيل: قاع الجمل الناقة: إذا ركبها وقَعَا وعاثَ وَعَثَى؛ وأنشد سماعا من العرب: ولَــوْ أنّــي رَمَيْتُـكَ مِـنْ قَـرِيبٍ لَعــاقَكَ مِـنْ دُعـاءٍ الـذّئْبِ عـاقِ (4) يعني عائق، ونظائر هذا كثيرة في كلام العرب.
ويبدأ الحساب بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن الخلق يطول بهم المقام في الموقف ، وينالهم منه تعب وشدة ، فيذهبون إلى الأنبياء ليشفعوا لهم عند ربهم ليقضي بين العباد ، ويبدأ الحساب ، فيأتون آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى وكلهم يأبى عليهم ، ويذكر لنفسه ذنباً – إلا عيسى عليه السلام - ويحيل على غيره من الأنبياء ، حتى يحيل عيسى عليه السلام على نبينا صلى الله عليه وسلم ، فيأتي الناس النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أنا لها ، أنا لها ، فيشفع صلى الله عليه وسلم إلى ربه ليبدأ الحساب ، وهذا هو المقام المحمود الذي وعده الله إياه. يوم تشهد عليهم سمعهم وابصارهم. وتختلف محاسبة الله لعباده تبعاً لأعمالهم في الدنيا ، فقسم لا يحاسبهم الله محاسبة من توزن حسناته وسيئاته وإنما تعد أعمالهم وتحصى عليهم ، ثم يُدْخلون النار، وهؤلاء هم الكفار ، قال تعالى:{ إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا، إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا}( النساء:168- 169). وقال أيضا:{ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام} (الرحمن:41). وقسم يدخلهم الله الجنة بغير حساب ، وهم المؤمنون الموحدون الذين تميزوا عن سائر الأمة بحسن التوكل على الله جل وعلا ، قال صلى الله عليه وسلم: ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب.
يوم تشهد عليهم ارج
لقد طلب هؤلاء الشفاعة أولا ولم تقبل. فدخلوا في حد آخر وهو العدل فلم يؤخذ مصداقا لقوله تعالى: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}.. وهكذا نرى الاختلاف في الآيتين. فليس هناك تكرار في القرآن الكريم. ولكن الآية التي نحن بصددها تتعلق بالنفس الجازية. أو التي تريد آن تشفع لمن أسرف على نفسه: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}. والآية الثانية: {لاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ}. أي أن الضمير هنا عائد على النفس المجزي عنها. فهي تقدم العدل أولا: {ارجعنا نَعْمَلْ صَالِحاً} فلا يقبل منها، فتبحث عن شفعاء فلا تجد ولا تنفعها شفاعة. وهذه الآيات التي أوردناها من القرآن الكريم كلها تتعلق بيوم القيامة. على أن هناك مثلا آخر في قوله تعالى: {وَلاَ تقتلوا أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}.. [الأنعام: 151]. يوم تشهد عليهم ارج. والآية الثانية في قوله سبحانه: {وَلاَ تقتلوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم}.. [الإسراء: 31]. يقول بعض الناس إن (نرزقكم) في الآية الأولى (ونرزقهم) في الآية الثانية من جمال الأسلوب.
يوم تشهد عليهم السنتهم
حينما تتصل الروح بالمادة وتعطيها الحياة توجد النفس. المادة وحدها قبل أن تتصل بها الروح تكون مقهورة ومنقادة مسبحة لله. فلا تقل الحياة الروحية والحياة المادية. لأن الروح مسبحة والمادة مسبحة. ولكن عندما تلتقي الروح بالمادة وتبدأ الحياة وتتحرك الشهوات يبدأ الخلل. والموت يترتب عليه خروج الروح من الجسد. الروح تذهب إلى عالمها التسخيري. والمادة تذهب إلى عالمها التسخيري. وذلك يجعلنا نفهم قول الحق سبحانه وتعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.. [النور: 24]. لماذا تشهد؟ لأنها لم تعد مسخرة للإنسان تتبع أوامره في الطاعة والمعصية. فحواسك مسخرة لك بأمر الله في الحياة الدنيا وهي مسبحة وعابدة. فإذا أطاعتك في معصية فإنها تلعنك لأنك أجبرتها على المعصية فتأتي يوم القيامة وتشهد عليك. والله سبحانه وتعالى يقول: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}.. [الشمس: 7-8]. ولقد شاع عند الناس لفظ الحياة المادية والحياة الروحية. لأن الحياة الروحية تختلف عن الروح التي في جسدك. يوم تشهد عليهم ايديهم وارجلهم. وهي تنطبق على الملائكة مصداقا لقوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الروح الأمين}.. [الشعراء: 193].
يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم
أي أن الإنسان لا يمكن أن يجزى عن إنسان مهما بلغت قرابته.. لا يجزى الولد عن أمه أو أبيه. أو يجزى الوالد عن أولاده. واقرأ قوله تبارك وتعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ المرء مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وصاحبته وَبَنِيهِ لِكُلِّ امرىء مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}.. [عبس: 34-37]. وقول الحق سبحانه وتعالى: {لاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}: {لاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}. العدل هو المقابل. كأن يقول المسرف على نفسه يا رب فعلت كذا وأسرفت على نفسي فأعدني إلى الدنيا أعمل صالحا. وكلمة العدل مرة تأتي بكسر العين وهي مقابل الشيء من جنسه. أي أن يعدل القماش قماش مثله ويعدل الذهب ذهب مثله. وعدل بفتح العين مقابل الشيء ولكن من غير جنسه. والعدل معناه الحق والعدل لا يكون إلا بين خصمين. ومعناه الإنصاف ومعناه الحق. والحق هو الشيء الثابت الذي لا يتغير. وأنك لا تتحيز لجهة على حساب جهة أخرى. ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يجلس مع أصحابه يوزع نظره إلى كل الجالسين.. حتى لا يقال أنه مهتم بواحد منهم عن الآخر. ولابد أن نعرف ما هي النفس. كلمة النفس إذا وردت في القرآن الكريم. التضامن تشهد احتفالات الدولة بأبناء مصر "يوم اليتيم" اليوم | الأخبار المسائى. فافهم أن لها علاقة بالروح.
يوم تشهد عليهم ايديهم وارجلهم
هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون) متفق عليه. ومعنى لا يسترقون أي: أنه لا يطلبون الرقية من أحد توكلا على الله سبحانه ، وإن كانوا يرقون أنفسهم أو يرقون غيرهم ، ومعنى لا يتطيرون أي: لا يتشاءمون ، ومعنى لا يكتوون: لا يتداوون بالكي لتوكلهم على الله. الخرطوم تشهد تجمعات غاضبة على العسكر في “اعتصام اليوم الواحد”. وقسمٌ يعرض الله عليهم ذنوبهم عرضاً ويقررهم بها ثم يدخلهم الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم: ( يدنوا المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه – ستره - فيقرره بذنوبه ، تعرف ذنب كذا ؟ يقول: أعرف ، رب أعرف مرتين ، فيقول: سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ، ثم تطوى صحيفة حسناته) رواه البخاري و مسلم. وقسم لم يتحدد مصيرهم بعد وهم أصحاب الأعراف ، وهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم ، فهؤلاء يوقفون على مرتفع بين الجنة والنار ، ثم يدخلهم الله الجنة برحمة منه سبحانه ، قال تعالى: { وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون}( الأعراف:46). وقسم غلبت سيئاتهم حسناتهم فاستحقوا العقاب وهم عصاة المؤمنين ، وهؤلاء تحت مشيئة الله سبحانه ، إن شاء عفا عنهم ، وإن شاء عذبهم ، ثم يخرج من عُذِّب منهم بالنار بشفاعة الشافعين أو بكرم أرحم الراحمين جلا وعلا ، قال تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما}( النساء:48).
ومن كمال عدله سبحانه أيضاً أنه يقيم للحساب ميزاناً يزن به أعمال الخلق ، حتى يعلم العبد نتيجة حسابه معاينة ، فإن الله لا يظلم الناس شيئا ، قال تعالى: { والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون} ( الأعراف:8 – 9). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النور - الآية 24. فإذا علم المسلم ما يكون في ذلك اليوم من الحساب والعقاب ، وكيفية القصاص في المظالم والسيئات ، كان حريَّاً به أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ، كما قال عمر رضي الله عنه: " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر ". هذا المحتوى من
إعلان