شرح حديث أبي هريرة: ليس الشديد بالصرعة وغيره
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ؛ إِنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ» [1] ؛ متفق عليه. شرح حديث أبي هريرة: ليس الشديد بالصرعة وغيره. «والصرعة»: بضم الصاد، وفتح الراء، وأصله عند العرب: مَن يصرع الناس كثيرًا. وعن سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جالِسًا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، وَأَحَدُهُمَا قدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، فَقَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ، ذَهَبَ مِنْهُ مَا يَجِدُ»، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ» [2] ؛ متفق عليه. قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
هذان الحديثان اللذان ذكرهما المؤلف في الغضب، والغضب جَمرة يُلقيها الشيطان في قلب ابن آدم، فيستشيط غضبًا، ويحتمي جسده، وتنتفح أوداجه، ويحمر وجهه، ويتكلم بكلام لا يعقله أحيانًا، ويتصرف تصرفًا لا يعقله أيضًا.
- ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب الالهي
- ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب في
- ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ppt
- ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب تسارع ضربات القلب
- ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب 9 فيلم
ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب الالهي
الغضب وإن كانت حقيقته جمرة تشعل النيران في القلب ، فتدفع صاحبها إلى قول أو فعل ما يندم عليه ، فهو عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قولٌ بالحق ، وغيرةٌ على محارم الله ، ودافعه دوماً إنكار لمنكر ، أو عتاب على ترك الأفضل. والغضب له وظيفة كبيرة في الدفاع عن حرمات الله ودين الله ، وحقوق المسلمين وديارهم ، لكنه إذا ابتعد عن هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحول إلى شر وعداوة ، وخلافات وفرقة. والغضب ينقسم إلى نوعين: غضب محمود وآخر مذموم ، ولكل منهما آثاره على النفس والمجتمع ، من سعادة أو شقاء ، وثواب أو عقاب. فالغضب المذموم هو ما كان لأمر من أمور الدنيا ، وكان دافعه الانتصار للنفس ، أو العصبية والحميّة للآخرين.. منتديات أنا شيعـي العالمية - المناضره بين الاخوان بدأت. وهذا الغضب تترتب عليه نتائج خطيرة على صاحبه وعلى مجتمعه ، ومن ثم حذرنا منه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأوصانا بعدم الغضب في أحاديث كثيرة ، ومناسبات عِدَّة ، من ذلك: قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) رواه البخاري. والصٌّرَعة: هو الذي يغلب الناس بقوته. وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( أن رجلاً قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أوصني ، قال: لا تغضب ، فردد مراراً ، قال: لا تغضب) رواه البخاري ، وفي رواية ( لا تغضب ولك الجنة) رواه الطبراني.
ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب في
مكتب رعاية العلماء / قسم الإرشاد
جمادي الأولى 1441 هجرية كانون أول 2019
ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب Ppt
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه). ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب تسارع ضربات القلب. ومن وصايا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للغاضب: أن يغير مكانه ، فإذا كان واقفًا فليجلس أو يضطجع ، فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) رواه أبو داود. وفي ذلك علاج لتهدئة النفس ، وإخماد نار غضبها ، لأن الإنسان في حالة الوقوف يكون مهيئًا للانتقام أكثر منها في حالة الجلوس ، وفي حالة الجلوس منها في حالة الاضطجاع ، لذا جاء الوصف النبوي بهذه الوصفة الدقيقة ، التي أكدتها الدراسات النفسية المعاصرة. السكوت وضبط اللسان هدي ودواء نبوي لعلاج الغضب ، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( علِّموا ، ويسِّروا ولا تعسّروا ، وإذا غضب أحدكم فليسكت ، قالها ثلاثًا) رواه أحمد. فإطلاق اللسان أثناء الغضب قد يجعل الإنسان يتلفظ بكلمات يندم عليها بعدها ، ومن ثم أوصى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الغاضب بالسكوت ، وأوصى المسلم بوجه عام بقول الخير أو الصمت ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت) رواه مسلم.
ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب تسارع ضربات القلب
الثانية: الإفراط، ويكون بغلبة الغضب، بحيث يخرج عن سياسة العقل والدين، ولا يبقى مع الشخص بصيرة ولا نظر ولا اختيار، وهي درجة مذمومة بكل حال. الثالثة: الاعتدال؛ وهو المحمود فينبعث حيث تجب الحمية والأنفة وينطفئ حيث يحسن الحلم. J علاج الغضب...
إذا اشتعلت نيران الغضب، وهاجت رياحه، فإنه يعالج بأمور نجملها في النقاط التالية:
J أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقد قال النبي صَلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد! لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ". وذلك لما استبَّ رجلان، فغضب أحدهما حتى احمر وجهه وانتفخت أوداجه. J أن يتحول عن الحال التي كان عليها، فإن كان قائمًا جلس، وإن كان جالسًا اضطجع. J الوضوء، فإن الغضب من الشيطان، والشيطان من النار وإنما تطفأ النار بالماء. ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب 9 فيلم. J أن يتذكر قدرة الله عليه، وحاجة العبد إلى عفو ربه، فلا يأمن إن أمضى عقوبته بمن قدر عليه أن يمضي الله غضبه عليه يوم القيامة. J أن يذكر ثواب العفو وكظم الغيظ، (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ), (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ). J أن يتفكر في آفات الغضب التي سبق الحديث عنها في بداية المقال.
ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب 9 فيلم
فهذا الغضب جمرة من الشيطان يلقيها في قلب
الإنسان، ومن ثمّ فإن الإنسان بحاجة إذا ألقى الشيطان في قلبه جمرته أن
يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن ذلك يدفع أثره، ثم هو بحاجة إن كان
قائماً أن يجلس؛ لأن ذلك أثبت للإنسان، فيلزم الأرض، فلا يكون منه تعدٍّ في
الخطى والمشي فيضر نفسه، أو يضر غيره، فإن لم ينفع معه ذلك فإنه يضطجع،
وبالتالي فإنه لا يكون له حراك وانتقال فيصدر منه قتل أو أذية أو نحو ذلك. شرح حديث ليس الشديد بالصُّرَعة, إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. فهذا أدعى لهدوئه إذا غضب، وأكثر لانضباط
جوارحه وتصرفاته وسلوكه، ثم هو أيضاً مأمور بأن يتوضأ؛ لأن الشيطان يلقي
هذه الجمرة في قلبه وهو المتسبب بالغضب والماء تطفئ النار، فإذا توضأ
الإنسان فإن ذلك يخفف أثر هذا الغضب في نفسه. فإذا فعل الإنسان هذه الخطوات خف عليه هذا
الغضب، ثم هو بحاجة أيضاً إلى سيطرة على لسانه فلا يتكلم ولا يشتم ولا
يصدر منه ما لا يليق من طلاق وتحريم وغير ذلك، حتى لا يتندم ويبحث عمن
يفتيه. وإذا كان الإنسان عند امرأته وقد غضب فإنه يترك البيت ويخرج إلى مكان آخر حتى تهدأ نفسه، وترتاض، ثم بعد ذلك يرجع، فلو بقي معها وهي تقول كلمة وهو يقول كلمة وقد حضر الشيطان بينهما فيغري كل واحد منهما بالقول والكلام البذيء، فإن ذلك من شأنه أن يجعل كل واحد مستشرفاً للانتقام لنفسه والغلبة في هذا الموقف الذي احتدم فيه الصراع -نسأل الله العافية، فيحصل ما لا تحمد عقباه، لكن العاقل يخرج ويقطع الطريق على الشيطان، ويتوضأ ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى تهدأ نفسه.
1
مرحباً بالضيف
مواضيع سابقة
ويقول الدكتور البار متحدثاً عن الأذى الذي في المحيض: ((يُقذف الغشاء المبطن للرحم بأكمله أثناء الحيض، وبفحص دم الحيض تحت المجهر نجد بالإضافة إلى كرات الدم الحمراء والبيضاء قطعاً من الغشاء المبطن للرحم، ويكون الرحم متقرحاً نتيجة لذلك، تماماً كما يكون الجلد مسلوخاً، فهو معرض بسهولة لعدوان البكتيريا الكاسح، ومن المعلوم طبياً أن الدم هو خير بيئة لتكاثر الميكروبات ونموها، وتقل مقاومة الرحم للميكروبات الغازية نتيجة لذلك، ويصبح دخول الميكروبات الموجودة على سطح القضيب يشكل خطراً داهماً على الرحم. ومما يزيد الطين بلة أن مقاومة المهبل لغزو البكتيريا تكون في أدنى مستواها أثناء الحيض، إذ يقل إفراز المهبل للحامض الذي يقتل الميكروبات، ويصبح الإفراز أقل حموضة إن لم يكن قلوي التفاعل، كما تقل المواد المطهرة الموجودة بالمهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها، وليس ذلك فحسب، ولكن جدار المهبل المكون من عدة طبقات من الخلايا يرق أثناء الحيض، ويصبح رقيقاً ومكوناً من طبقة من الخلايا بدلاً من الطبقات العديدة التي نراها في أوقات الطهر، وخاصة في وسط الدورة الشهرية حيث يستعد الجسم بأكمله للقاء الزوج. لهذا فإن إدخال القضيب إلى الفرج والمهبل في أثناء الحيض ليس إلا إدخالاً للميكروبات في وقت لا تستطيع فيه أجهزة الدفاع أن تقاوم، كما أن وجود الدم في المهبل والرحم يساعد على نمو تلك الميكروبات وتكاثرها.
قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ. :
وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ. يقول تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا(43). النساء. تعليق: قد يفهم من خلال الآية (43) المذكورة أن الصلاة تؤدى بشرطين اثنين: طهارة العقل ( حتى تعلموا ما تقولون) ، وطهارة الجسم ( ولا جنبا إلا عابري سبيل). والتساؤل الذي يقفز إلى السطح أو يطفو بعد قراءة هذه التعاليم وبعد تأمل فيها هو: هل يعقل أن يحرص الله في هذه التعليمة أو هذا البيان على التحذير من أداء الصلاة بعقل غير طاهر وجسم نجس ، ويغفل عن التحذير عن أداء الصلاة وأداء الصوم طيلة أيام الحيض ؟
ثم ما دام الله قد سئل سؤالا كبيرا صريحا عندما سئل الرسول عن المحيض ، نعم ما دام الله تولى هو نفسه كعادته الرد على كل استفتاء فقد جاء رده صريحا ومباشرا ودقيقا فقال:" قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ. "
والذي يهمنا الحديث عنه في هذا الموضوع، هو الإفصاح عن حقيقة هذا (الأذى) الذي أشارت إليه الآية الكريمة، واشتملت على التحذير منه علميًّا وطبيًّا، حتى يكون القارئ العزيز على وعي كامل، ودراية تامة بحكمة التشريع، وفقه مغزاه:
ولنبدأ بسرد الأسباب العلمية التي أمكن للطب والعلم أن يصل إليها، وأن يدرك عن طريقها حكمة النهي عن اتصال الزوجين في فترة الحيض، وتجنب الأذى الذي يتمخض عن هذا الاتصال.
وهكذا يتبين ان رده جاء تحريضا بل أمرا على اعتزال النساء في المحيض ليس إلا ، ولم ير غير ذلك ، ولم يكن الحيض عند الله من مبطلات الصلاة كمن هو سكران أو جنبا. فإن التأمل في كل هذا سينتج منه حتما من بين ما ينتج سؤال آخر وهو:
لعل النساء اللائي يتركن الصلاة ويتركن الصوم بضعة أيام على نية عدة من أيام أخر بالنسبة للصيام ، ويتجاهلن بكل بساطة الصلاة التي هي عند الله كتاب موقوت ومع ذلك فإنهن تنكرن لها أياما وأياما بدون أدنى حرج. نعم لعل هؤلاء النساء ومنذ عشرات القرون والله أعلم منذ متى فرض عليهن نبذ الصلاة وانتهاك الصيام بمجرد ظهور دم الحيض ، وعدم التحرج عندما يتعلق الأمر بدم الاستحاضة المختلق والذي تباح فيه كل الانتهاكات، والرجوع إلى الصلاة والصوم ، والطامة الكبرى هي انتهاك أمر الله وتجاهله وذلك بمباشرة النساء رغم وجود الأذى الذي حرص الله على وجوب اعتزالهن بسببه حتى يطهرن. والله وحده يعلم من فرض ذلك على النساء ؟ لأن الآية 222 من سورة البقرة المنزلة من عند الله بالحق هي بريئة كل البراءة من توجيه أي أمر تلميحا أو تصريحا إلى المرأة لترك الصلاة والصيام عندما يعبر جسمها تعبيرا صحيا وسليما من خلال دورته الشهرية.
(فَإِذَا تَطَهَّرْنَ) أي: اغتسلن بالماء. (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ) أي: فجامعوهن في المكان الذي أمركم الله بإتيانهن فيه وأحله لكم وهو الفرج كما قال تعالى (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) ، وقيل: طاهرات غير حيّض. • قال ابن عاشور: وقوله (فأتوهن) الأمر هنا للإباحة لا محالة لوقوعه عقب النهي مثل (وإذا حللتم فاصطادوا). (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) تعليل لما سبق من الأمر باعتزال النساء في المحيض وعدم جماعهن حتى يطهرن. والتوابين جمع تواب على وزن (فعال) صيغة مبالغة تفيد الكثرة. والتوبة هي الإنابة والرجوع إلى الله، من معصيته إلى طاعته. • وفي الآية فضل عظيم للتوبة. عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سمعْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول (والله إنِّي لأَسْتَغْفِرُ الله وأَتُوبُ إِلَيْه في اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّة). رواه البخاري وعن الأَغَرِّ بنِ يسار المزنِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلى اللهِ واسْتَغْفِرُوهُ، فإنِّي أتُوبُ في اليَومِ مئةَ مَرَّة).
المسألة الثالثة: اختلف الفقهاء في مدة الحيض، ومقدار أقله وأكثره على أقوال ثلاثة:
الأول: أن أقله ثلاثة أيام، وأكثره عشرة. وهذا قول الحنفية. واستدلوا لمذهبهم بحديث أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أقل الحيض ثلاثة أيام، وأكثره عشرة أيام) رواه الدار قطني ، و الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير". قال الجصاص: "إن صح هذا الحديث، فلا معدل عنه لأحد". الثاني: أن أقله يوم وليلة، وأكثره خمسة عشرة يوماً. وبهذا قال الشافعي و أحمد. واستدلوا بحديث: ( تمكث إحداهن شطر عمرها، لا تصلي)، قال البيهقي: "قد طلبته كثيراً، فلم أجده في شيء من كتب أصحاب الحديث, ولم أجد له إسناداً بحال". و(الشطر) في اللغة النصف، فهذا يدل على أن الحيض قد يكون خمسة عشر يوماً. الثالث: لا وقت لقليل الحيض ولا لكثيره، والعبرة بعادة النساء. وهو قول مالك. والذي عليه أكثر أهل العلم أن أقل الطهر خمسة عشر يوماً، وهو الصحيح في الباب. وعند مالك مدة الطهر كمدة الحيض متروك أمرها لغالب عادة النساء. المسألة الرابعة: { فاعتزلوا النساء}، المراد باعتزال النساء: اجتناب مجامعتهن، لا ترك المجالسة، أو الملامسة، أو الموآكلة، فإن ذلك جائز. واختلف أهل العلم فيما يجب اعتزاله من المرأة في حال الحيض على أقوال ثلاثة:
الأول: أن الذي يجب اعتزاله جميع بدن المرأة.