يعني أنه يبطل أعمال المرائين، وأنه يحيلهم على الذين راءَوهم في الدنيا، فيقال: انظروا: هل يثيبونكم؛ أي: أولئك الذين تزينتم عندهم ورائَيتموهم في الدنيا؟
هل تجدون عندهم ثوابًا؟
هل تجدون عنهم جزاءً على أعمالكم؟! [9]. ولله در القائل:
وكل امرئ يومًا سيعرف سعيه
إذا حصلت عند الإله الحصائل
وقد يتهاون بعض الناس بهذا النوع لتسميته شركًا أصغر، وهو إنما سمي أصغر بالنسبة للشرك الأكبر، وإلا فهو أكبر من جميع الكبائر، ولذلك قال العلماء:
1- إن الشرك الأصغر إذا دخل عملًا فسد ذلك العمل وحبط. 2- إن الشرك الأصغر لا يغفر لصاحبه، وليس فاعله تحت المشيئة كصاحب الكبيرة، بل يعذب بقدره، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ﴾ [النساء: 48]. مقدمة في التفسير لابن تيمية 005 - سعد بن ناصر الشثري. فالواجب على المؤمن أن يحذر من الشرك بجميع أنواعه، وأن يخشى على نفسه منه، فقد خاف إبراهيم - عليه السلام - على نفسه من الشرك وهو إمام الموحدين، فقال لربه: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]. قال إبراهيم التيمي: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن - رحمه الله -: فلا يأمن من الوقوع في الشرك، إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، مع العلم بالله وبما بعث به رسوله من توحيده والنهي عن الشرك به [10].
رسالة إلى أهل مصر - سعد بن ناصر الشثري - طريق الإسلام
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن مما لا شك فيه أن الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة في اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن سار على نهجه اهتدى، ومن خالف سنته ضل وغوى؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 54]، فطريقه هو الصراط المستقيم، وسبيله هو النهج القويم؛ قال سبحانه: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]. واتباعه صلى الله عليه وسلم هو الشرط الثاني من شرطي قبول العمل الصالح؛ فيجب على كل مسلم طاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألَّا يعبد الله إلا بما شرع، وهذا من معنى الإيمان بأنه رسول الله؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]. وكما أُمرنا باتباعه صلى الله عليه وسلم، أُمرنا بعدم التعبد بما ليس من هَدْيه، ولا من سنته؛ فكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... رسالة إلى أهل مصر - سعد بن ناصر الشثري - طريق الإسلام. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))، وفي رواية عند مسلم: ((وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار))؛ رواه أبو داود وأحمد وغيرهما، وصححه الألباني.
مقدمة في التفسير لابن تيمية 005 - سعد بن ناصر الشثري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله..
وبعد:
فإن أعظم الذنوب عند الله تعالى: الشرك به سبحانه. قال تعالى: ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ ﴾ [الرعد: 33]. والشرك ينقسم إلى قسمين: شرك أكبر، وشرك أصغر، فأما الشرك الأكبر، فهو الذي يخرج صاحبه من دائرة الإسلام، ويوجب له الخلود في النار، ويحرم عليه الجنة إذا لم يتب منه ومات عليه، ومن الشرك الأكبر صرف عبادة من العبادات لغير الله تعالى مثل الدعاء، أو النذر، أو الخوف، أو الذبح، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 116]. وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 17].
وحذر الدكتور سعد الراشد من الالتفات لمثل هذه الخرائط المزعومة خاصة وأن كل ما تحمله من معلومات غير صحيح، موضحاً أن وكالة الآثار والمتاحف سبق وأن قامت بتشكيل فرق ولجان لدراسة هذه الخرائط والقيام بمعاينات ميدانية للتأكد من المعلومات الواردة فيها مثبتين بذلك عدم صحة تلك الخرائط، وأن كل ما تحمله من معلومات هو مجرد طلاسم وخزعبلات وهمية. وشدد الراشد على أهمية التصدي لمثل هذه الخرائط وللمروجين لها من قبل الجهات المسئولة في وزارة الداخلية وحرس الحدود وشرطة الاتصال الدولي «الانتربول» ومصلحة الجمارك وغيرها وذلك لمنع دخولها أو تداولها حفاظاً على الآثار والمواقع الأثرية والتاريخية من النبش والتخريب والحفر غير المشروع من قبل المتطفلين والعابثين بإرث البلاد منوهاً بما تبذله هذه الجهات من جهود مشكورة حيال ممتلكاتنا الثقافية والحضارية. وأشار إلى أن كافة الدول المجاورة تحارب وبشدة كل من يروج لمثل هذه الخرائط المزعومة، بل وتوقع في حقهم أشد العقوبات، موضحاً أن هناك خرائط عثمانية جغرافية وتاريخية عن الجزيرة العربية والعالم العربي وهي محفوظة لدى الأرشيف العثماني ودور المحفوظات والكتب والمؤسسات البحثية والعلمية.. مؤكداً أنه لا يوجد بين تلك الخرائط أية وثيقة أو خارطة تدل على وجود كنوز مدفونة في المواقع التاريخية والأثرية بالمملكة، مما يؤكد أن هذه الخرائط مزورة.
من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر، والتي ينبغي على المفسر أن يأخذها بعين الاعتبار وأن يخضع لها عند البدء بعملية التفسير، ولأن طبيعة عمله تتعلق بكتاب الله وسنة نبيه فكان لا بد أن يخضع لضوابط حتى يكون أهلا لثقة الجمهور، وتكون تفسيراته في موضوعها بدون مجال لتشكيك في مصداقيتها وفي مقالنا هذا عبر موقع المرجع سنخوض في بحر من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر تابع معنا. تعريف المفسر لغة واصطلاحا
للمفُسر دور عظيم في ترجمة كلام الله عز وجل وتبسيطه للمسلمين لِيتسنى لهم فهم الآيات والتدبر فيها، حيث يمكن تعريف المفسر، كالآتي:
المفسر لغةً: هو من يقوم بالكشف، والبيان، والإبانة، والتوضيح، والشرح، لآيات ا لقرآن الكريم. المفسر اصطلاحاً: هو الشخص الذي يسعى إلى استنباط معاني الآيات؛ وليتوصل إلى درك المراد الإلهي من النصوص القرآنية، معتمداً في ذلك على المصادر والشواهد المعتبرة والأسلوب الصحيح في التعامل معها. أو هو من يقوم مؤهلاً بتفسير القرآن الكريم وفق الشروط والضوابط التي وضعها العلماء.
من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر حمل كلام الله على غير الحقيقة - سطور العلم
[2] هناك مجموعة من الضوابط التي اجتمع عليها العلماء وقاموا بوضعها للمفسر، ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند الشروع بعملية التفسير. [3]
سلامة العقيدة
يشترط لقبول التفسير أن تكون عقيدة المفسر موافقة لعقيدة سلف الأمة من الصحابة والتابعين، فإذا انحرفت عقيدة المفسر فإنه يأوّل الآيات ويحرفها حتى توافق معتقده الفاسد، ويحمل ألفاظ القرآن على مذهبه الباطل. حمل كلام الله على الحقيقة
الأصل في الكلام حمله على حقيقته، فيجب على المفسر عدم تغيير الحقائق الواردة في الآيات الكريمة، وأن لا يعدل عنها إلا ببرهان. الاعتماد على أصح طرق التفسير
ويأتي في أولها؛ تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسير القرآن بالسنة، يليه تفسير القرآن بأقوال الصحابة، ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين ، ثمّ أقوال أئمة التفسير، ومن ثمّ ماكان بحسب قواعد اللغة العربية، ومعاني الكلمات، ومعاني الأفعال. مراعاة سياق الآية
يجب على المفسر مراعاة سياق الآية، وأن يربطها بالآيات التي قبلها وبعدها؛ لأن مراد المتكلم لا يظهر إلا من خلال سياق كلامه. مراعاة دلالات الألفاظ ولوازمها
في القرآن معاني تضمنتها الآيات نصًا، وهناك معان دلّت عليها عن طريق التضمين، لذا فإن الواجب على المفسر أن يراعي دلالات الألفاظ وما تتضمنه من المعاني؛ لأن ذلك يؤدي إلى الدقة في فهم كتاب الله وما دل عليه من معان وأحكام.
من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر - موقع المرجع
من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر، كانت الدولة الإسلامية التي أقامها النبي محمد واستمرت تحت اسم الخلافة في العصر الأموي والعباسي معنية بالعلم والكياسة فضلاً عن الجوانب الدينية، وكانت الحضارة الإسلامية حضارة مزجت بين العقل والروح وتميزت عن العديد من الحضارات السابقة التي كانت مجرد إمبراطوريات لا أساس لها في العلم والدين. من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر التفسير في اللغة هو البيان والكشف عن المعاني المقبولة والمقصودة، والتفسير تم وضعه لتفسير وتفصيل وشرح مثلا القرآن والسنة وأحكام الشريعة بشكل عام وتم وضع المفسر لقطع طريق الجدل والفتي في أمور جادة يمنع التشويه والتحليل بطرق تتماشى مع عقلية البشر. حل السؤال: من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر صحة الاعتقاد التجرد عن الهوى أن يبدأ اولا بتفسير القرآن بالقرآن أن يطلب التفسير من السنة النبوية إذا لم يجد في السنة يرجع الى قول الصحابة العلم باللغة العربية وفروعها. العلم بأثلول العلم المتعلقة بالقرآن دقة الفهم التي تمكن المفسر من ترجيح معنى آخر
رواه البخاري. ولا يجوز للعامي أن يتكلم في كتاب الله تعالى برأيه المجرد دون استناد إلى مرجع أو أصل، قال الترمذي: باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه، وذكر فيه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ـ قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وأخرج من حديث جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ـ قال أبو عيسى: هكذا روي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أنهم شددوا في هذا في أن يفسر القرآن بغير علم. قال في تحفة الأحوذي: من قال في القرآن برأيه أي بغير دليل يقيني أو ظني نقلي أو عقلي مطابق للشرعي، قاله القاري ومن قال ـ أي من تكلم ـ في القرآن أي في معناه أو قراءته برأيه أي من تلقاء نفسه من غير تتبع أقوال الأئمة من أهل اللغة والعربية المطابقة للقواعد الشرعية، بل بحسب ما يقتضيه عقله وهو مما يتوقف على النقل، وقوله: من قال في القرآن ـ أي في لفظه أو معناه برأيه أي بعقله المجرد فأصاب أي ولو صار مصيباً بحسب الاتفاق فقد أخطأ أي فهو مخطئ بحسب الحكم الشرعي. قال ابن حجر: أي أخطأ طريقة الاستقامة بخوضه في كتاب الله تعالى بالتخمين والحدس لتعديه بهذا الخوض مع عدم استجماعه لشروطه فكان آثماً به مطلقا ولم يعتد بموافقته للصواب، لأنها ليست عن قصد ولا تحر، بخلاف من كملت فيه آلات للتفسير فإنه مأجور بخوضه فيه وإن أخطأ، لأنه لا تعدي منه فكان مأجورا أجرين كما في رواية، أو عشرة أجور كما في أخرى إن أصاب، وأجر إن أخطأ كالمجتهد، لأنه بذل وسعه في طلب الحق واضطره الدليل إلى ما رآه فلم يكن منه تقصير بوجه.