تكرر هذا التوجيه الربانى القرآنى مرتين فى كتاب الله تعالى، وفى الموضعين يوجه المعاندين والمكذبين إلى سؤال من سبقهم من أهل الكتاب؛ لما لهم من علم قد يكشف عن وجه الحق فى المسائل الملتبسة. وتحمل الآية جملة من المضامين الراقية، أهمها: فضل أهل العلم، وتعديلهم وتزكيتهم، ائتمنهم الله على وحيه وتنزيله، وأن السائل والجاهل يخرج من التبعة بمجرد السؤال. فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون - موقع 12 إمام الولائي. ومنها: أن فى تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم نهى عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم، ونهى له أن يتصدى لذلك. وفيها دليل واضح على أن الاجتهاد لا يجب على جميع الناس؛ لأن الأمر بسؤال العلماء دليل على أن هناك أقوامًا فرضهم السؤال لا الاجتهاد، وهذا كما هو دلالة الشرع، فهو منطق العقل أيضًا، إذ لا يتصور أحد أن يكون جميع الناس مجتهدين. وإذا سقنا القاعدة المشهورة بين يدى الآية وهى قول أهل العلم: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فإن الآية تعم أشياء كثيرة فى حياتنا، ومنها:
أن الإنسان إذا نزلت به نازلة أو حلت به مشكلة، واحتاج إلى السؤال عنها فإنه يسأل عنها أقرب شخص له، دون أن ينظر لحاله من العلم؟ وبعض الناس يعتمد على المظاهر، فإذا رأى من سيماه الخير ظنّ أنه من أهل العلم الذين يستفتى مثلهم!
فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون - موقع 12 إمام الولائي
وكل ذلك غلط بيّن، ومخالف لما دلت عليه هذه القاعدة المحكمة: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ). ولا أدرى لماذا لا يلجأ أحد هؤلاء حين يمرض إلى أى إنسان فى الشارع فيسأله؟ ولا فرق بين الصورتين. ولا أدرى لماذا لا يسلم أحد هؤلاء إذا أصاب سيارته عطل أو تلف إلى أقرب من يمر به؟
وعلى هذا فإنه حين يطلب تجديد الخطاب الدينى فلا بد من اللجوء إلى أهله المتخصصين، لا إلى غيرهم. وليس كل من يتكلم فى الدين عالم؛ فإن الناس بسبب ضعف إدراكهم، وقلة تمييزهم يظنون أن كلّ من يتحدث عن الإسلام عالم، ويمكن استفتاؤه فى مسائل الشرع! ولا يفرقون بين الداعية أو الخطيب وبين العالم الذى يعرف الأدلة، ومناطاتها، فظهر تبعًا لذلك ألوان من الفتاوى الشاذة، بل الغلط الذى لا يحتمل، ولا يُقْبَل، وكثر اتباع الهوى وتتبع الرخص من عامة الناس، فرقّت أديانهم، وضعفت عبوديتهم، بأسباب من أهمها فوضى الفتاوى. وهذا ما يجعل الإنسان يفهم ويدرك جيدًا خوف العلماء الأثبات، رحمهم الله، فى شأن الفتوى وخطورتها، وهى نصوص ومواقف كثيرة، منها ما رواه ابن عبدالبر رحمه الله: أن رجلاً دخل على ربيعة بن عبدالرحمن شيخ الإمام مالك فوجده بيكى!
وقفات مع القاعدة القرآنية
{فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} [ النحل: ٤٣]. وقفات مع القاعدة القرآنية { فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} [ النحل: ٤٣]. المقدمة: فهذه وقفات مع قاعدة من قواعد القرآن الكريم ،وقد تكررت في القرآن مرتين وهي على وجازتها قاعدة عظيمة النفع. وفي هذه الوقفات نتعرف على بعض دلالاتها. الوقفة الأولى: في دلالة الآية على سؤال أهل العلم وأمره تعالى بذلك، يقول الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (٣٧٥/٢). أول ما يلزم المستفتي إذا نزلت به نازلة أن يطلب المفتي ليسأله عن حكم نازلته، فإن لم يكن في محله وجب عليه أن يمضي إلى الموضع الذي يجده فيه، فإن لم يكن ببلده لزمه الرحيل إليه وإن بعدت داره، فقد رحل غير واحد من السلف في مسألة. انتهى. - وفي وقتنا هذا والحمد لله ،وسائل التواصل مع أهل العلم متيسرة، وهي أحسن من الزمن السابق. وقال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية في سورة الأنبياء: " أهل الذكر ": وهم أهل العلم، فإنها عامة في كل مسألة من مسائل الدين، أصوله وفروعه، إذا لم يكن عند الإنسان علم منها، أن يسأل من يعلمها.
الفرق بين البحث العلمي النظري والبحث العلمي التطبيقي
يقوم البحث العلمي النظري ع لى الكتابة الوصفية، أي عرض الحقيقة، وتفسيرها، وتحليلها، وتقديمالنتائج لها بشكل كتابي على الورق، ويعني ذلك أنهيعتمد على العمل العقلي، وليس العمل التجريبي، بينما يهتم البحث العلمي التطبيقي بإنتاج المعرفة من خلال إيجاد الحل لمشكلة ما منخلال القيام بالتجارب، ثم تعميم هذا الحل. يسعى البحث العلمي النظري إلى تطوير المفاهيم البحثية، وإضافة المعلومات الجديدة للمعرفة،بينما يهدف البحث العلمي التطبيقي إلى تحديد المشكلات وإيجاد حلول لها. قارن بين البحث النظري والبحث التطبيقي - إسألنا. تستمد مصادر المعلومات للبحث العلمي النظري من الكتب، بينمايستمد البحث العلمي التطبيقي مصادره من أرض الواقع مباشرة. ×
التعليقات
اضف تعليقك
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
قارن بين البحث النظري والبحث التطبيقي - إسألنا
كذلك يمكن القول أن البحث النظري يهدف و يسعى جاهدا إلى تطوير المفاهيم و بناء المعارف البحثية أكثر من غايته لحل المشكلة التي يركز عليها البحث النظري. و يمكن تجسيد الفرق بين البحث النظري و التطبيقي أيضا بمعرفة مصادر معلومات كل منهما ، بالبحث النظري يستند غالبا إلى مصادر و مراجع من دراسات سابقة و كتب و أبحاث متعلقة بالدراسة ، بينما البحث التطبيقي يستمد معلومات من أرض الواقع ، و يبني دراسته على أسس ، مبادى مثبتة سابقا و يقوم بتجريبها و الخروج بأبحاث قابلة للتنفيذ في الواقع العملي.
أيضا قد تم تعريف البحث العلمي كالتالي من قبل Wlatz and Bansell (1981) " البحث هو عملية ممنهجة و منظمة من خلال تطبيق إجراءات محددة للوصول إلى الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة أو إكتشاف و تفسير حقائق وعلاقات جديدة أو تحديث لمعلومات قديمة قد تم وضعها سابقاُ. كما تم شرح مفهوم البحث العلمي من قبل (Nyanjui, 2013) و (Kothari, 2004)على أنه السعي وراء الحقيقة من خلال طرق ممنهجة و موضوعية للوصول إلى حل للمشكلة. [1]. ماهو البحث النظري
يتم تعريف البحث النظري على أنه استكشاف أو تحقيق منطقي لمجموعة من الفرضيات و المعتقدات و يتم تسميته أيضاً بالبحث الأساسي و توجهه الرئيسي يكون نحو النظرية فالهدف الأول لهكذا أبحاث هو تطوير المعرفة العلمية. حيث أن العلماء و الباحثين عند اتخاذهم قرار تطبيق البحث الاساسي في قضية أو مشكلة ما يكون هدفهم الرئيسي هو تجميع معلومات عن القضية و أسباب وجودها و ماهيتها بشكل عام دون السعي وراء إيجاد حل للمشكلة أو تطبيق فوري للنتائج الصادرة عن البحث. تعتمد الأبحاث النظرية على المتغيرات غير المستقلة و قياسات بسيطة من مجموعات متجانسة لموضوع ما. [5]
تم إعتبار البحوث النظرية في حقبة الخمسينات من قبل النموذج الخطي للإختراع بأنها المساهم الرئيسي في عملية التطور العلمي و الإقتصادي و لكن هناك بعض الإدعاءات حول عدم إستمرارية فائدة البحث النظري من عدمها حيث يزعم بعض الأكاديميين بعدم إحتلال هذا النوع من البحث أهمية كبيرة في الجامعات في عصرنا الحالي.