قيل لبعضهم: هل للقلوب صلاة؟ قال: نعم إذا سجد لا يرفع رأسه أبداً. الذين هم على صلاتهم دائمون - الآية 23 سورة المعارج. اهـ. أي: إذا واجهته أنوارُ المواجهة خضع لها على الدوام، { والذين في أموالهم} أي: فيما منحهم اللهُ من العلوم والأسرار، حق معلوم للسائل، وهو طالب الوصول، والمحروم، وهو طالب التبرُّك، لكثرة علائقه، أو: لضعف همته، أو: للسائل، وهو مَن دخل تحت تصرفهم، والمحروم: مَن لم يدخل في تربيتهم، فله حق، بإرشاده إلى ما يصلحه مما يقدر عليه وينفعه. والذين يُصدِّقون بيوم الدين، فيجعلونه نُصب أعينهم، فيجتهدون في الاستعداد له. { والذين هم من عذاب ربهم} وهو عذاب القطيعة { مُشفقون إنّ عذاب ربهم غير مأمون} ولو بلغ العبد من التمكين ما بلغ؛ لأنَّ الله مُقَلِّب القلوب ولا يأمن مكرَ الله إلاَّ القوم الخاسرون.
الذين هم على صلاتهم دائمون - الآية 23 سورة المعارج
آية (23):
س- قال تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴿23﴾ المعارج) (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿9﴾ المؤمنون) لماذا في الأولى صلاتهم والثانية صلواتهم؟ وفي الأولى دائمون والثانية يحافظون؟ الصلاة واحدة أو إسم جنس جنس الصلاة وهنا يؤكد على أنها خمسة، لماذا؟
ج- (د.
التهاجر (اثنان لا ترتفع صلاتهما فوق رأسيهما شبراً أخوان متصارمان وعاقٌ لوالديه) فهذا ما حافظ على صلاته صلى وصلى بخشوع لكنه عاقٌ لوالديه خلاص لا تقبل صلاته فما حافظ عليها. القاتل (لا تقبل لقاتل صلاة) طبعاً القاتل بغير حق حينئذ القاتل كان يصلي ويصوم (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً) فلتكن صحابياً أو ولياً مهما كنت صالحاً مجاهداً عظيماً عالماً لكنك أسلت دماً بغير حق ليس لك عمل، مُحبَط عملك كله. وكذلك شارب الخمر (من شرب خمراً ما تقبل الله له صلاة أربعين يوماً فإن عاد عاد الله لا يتقبل له صلاة أربعين يوماً) كلما يشرب لا تقبل له صلاة أربعين يوماً وبالتالي في النهاية ما يقبل له ولا صلاة إذاً يحافظون على الصلاة من أن تُحبَط وهناك أسباب أخرى ما أحببت أن أسردها كلها.
(1/2)
[ المشركون
الذين قاتلهم الرسول كانوا يدعون الصالحين فكفروا بهذا مع إقرارهم لله
بتوحيد الربوبية]
وتمام هذا، أن تعرف أنّ المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم كانوا يدعون الصالحين مثل الملائكة وعيسى وعُزير وغيرهم من
الأولياء، فكفروا بهذا مع إقرارهم بأنّ الله هو الخالق الرازق المدبّر،
وإذا عرفت هذا عرفت معنى لا إله إلاّ الله، وعرفت أن من دعا نبيا أو ملكا
أو ندبه أو استغاث به فقد خرج من الإسلام، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم
عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فإن قال قائل من المشركين نحن نعرف أنّ الله هو الخالق الرازق المدبّر،
يمكّن هؤلاء الصالحين أن يكونوا مقرّبين ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل
عليهم ونستغيث بهم ونريد بذلك الوجاهة والشفاعة، وإلاّ نحن نفهم أنّ الله
هو الخالق المدبّر. فقل: كلامك هذا مذهب أبي جهل وأمثاله فإنّهم يدعون عيسى وعزيرا والملائكة
والأولياء يريدون ذلك، كما قال تعالى: {والذين اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ
أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ
زُلْفَى} [الزمر: 3]
وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ
وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}
[يونس: 18]
فإذا تأمّلت هذا تأملا جيدًا، عرفت أنّ الكفار يشهدون لله بتوحيد
الربوبية، وهو تفرّد بالخلق والرزق والتدبير، وهم ينخون عيسى والملائكة
والأولياء يقصدون أنهم يقرّبونهم إلى الله ويشفعون عنده.
معني شهاده ان لا اله الا الله
ذات صلة ما معنى لا اله الا الله ما هو فضل قول لا إله إلا الله
معنى لا إله إلا الله
تعد كلمة (لا إله إلا الله) أهم كلمةٍ ينطقها الإنسان في حياته، فبعد نطقها يدخل الإسلام، ويكون له حقوق المسلمين في الدنيا، ومن أهل النجاة في الآخرة إن أحسن العمل في الدنيا، لذا على المسلم أن يتعلم معنى (لإله إلا الله) لقوله -تعالى-: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ). [١]
وكلمة (لا إله إلا الله) هي كلمة التوحيد، وهي بمثابة رد على من سوّلت له نفسه ادعاء الألوهية من البشر، فقد وضع بعض البشر أنفسهم في مرتبة الألوهية ليعبدهم الناس بالباطل، لذا فإن معنى (لا إله إلا الله) هو: لا معبود بحق إلا الله ، [٢] فهؤلاء البشر يُعبدون بدون الله بالباطل، وبدون وجه حق، والوحيد الذي يُعبد بحق هو الله -تعالى-. معنى لا إله إلا الله. [٢] لذا يتم للمسلم إسلامه حين يأتي بأمرين: [٢]
الأول: أن يفرد الله -تعالى- بالألوهية. الثاني: أن ينفي الألوهية عمّن ادّعاها من البشر. شروط لا إله إلا الله
لكلمة التوحيد مجموعة من الشروط على المسلم أن يأتي بها، وفيما يأتي بيانها: [٣]
العلم لقوله -تعالى-: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)، [١] وإلا كيف يشهد الإنسان لله -تعالى- بالتوحيد وهو لا يعرف معنى (لا إله إلا الله).
معني اشهد ان لا اله الا الله
– والمؤمن لا يوادُّ أحداً من الكافرين، ولو كان أباه أو ابنه أو أخاه أو عشيرته. قال الله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22]. – والمؤمن له أسوة حسنة بإبراهيم عليه السلام في التبرؤ ومن الكافرين. معني اشهد ان لا اله الا الله. قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4]. – وكل من يوالي أعداء الله يخرج من دائرة الإيمان قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ} [التوبة: 23].
معنى لا إله إلا الله :
ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله » فهذه بعض فضائل هذه الكلمة العظيمة. أما معناها فقال العلماء إنه: لا معبود يستحق العبادة إلا الله، فهي تتكون من ركنين أساسيين، الأول: نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه، والثاني: إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه. غير أنه ليس المقصود من دعوة الرسل مجرد التلفظ بالكلمة فحسب، بل لا بد من توفر شروطها حتى تكون نافعة عند الله سبحانه وتعالى. معنى قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}. وقد ذكر العلماء من شروط لا إله إلا الله ما يلي: 1- العلم بمعناها: وذلك بأن يعلم الناطق بها معنى هذه الكلمة وما تضمنته من نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها له سبحانه، قال تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ} [محمد:19]. 2- اليقين: بمعنى ألا يقع في قلب قائلها شك فيها أو فيما تضمنته، لقوله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات:15] وقال صلى الله عليه وسلم: « أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » (رواه مسلم).
وكان كل رسول أول ما يدعو قومه إليها، فيقول كما قال تعالى: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [المؤمنون: 23]. وقد كان الكفار الذين بعث فيهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - مقرون بأنه لا خالق إلا الله، كما قال تعالى عنهم: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [الزخرف: 87]، غير أن هذا الإقرار لا يكفي في تحقيق التوحيد، إذ لا بد من المعرفة والعلم المستلزم لإفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له، وهذا ما أراده ربنا - عز وجل -، إذ يقول: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19].