مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) القول في تأويل قوله: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) قال أبو جعفر: وهذا تكذيبٌ من الله عز وجل دعوَى الذين جادلوا في إبراهيم وملته من اليهود والنصارى، وادَّعوا أنه كان على ملتهم = وتبرئة لهم منه، وأنهم لدينه مخالفون = وقضاءٌ منه عز وجل لأهل الإسلام ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم أنهم هم أهل دينه، وعلى منهاجه وشرائعه، دون سائر أهل الملل والأديان غيرهم. يقول الله عز وجل: = ما كان إبراهيم يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولا كان من المشركين، (48) الذين يعبدون الأصنامَ والأوثانَ أو مخلوقًا دون خالقه الذي هو إله الخلق وبارئهم = " ولكن كان حنيفًا " ، يعني: متبعًا أمرَ الله وطاعته، مستقيمًا على محجَّة الهدى التي أمر بلزومها = " مسلمًا " ، يعني: خاشعًا لله بقلبه، متذللا له بجوارحه، مذعنًا لما فَرَض عليه وألزمه من أحكامه. (49) * * * وقد بينا اختلاف أهل التأويل في معنى " الحنيف " فيما مضى، ودللنا على القول الذي هو أولى بالصحة من أقوالهم، بما أغنى عن إعادته.
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - القول في تأويل قوله تعالى " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين "- الجزء رقم6
- (077) قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نصرانيًّا...} الآية 67 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة آل عمران - الآية 67
- من القائل البينة على من ادعى واليمين على من أنكر - مجتمع الحلول
- معنى البينة على المدعي واليمين على من أنكر - إسلام ويب - مركز الفتوى
- شرح حديث: البينة على المدعي واليمين على من أنكر
- البينة على من إدعى و اليمين على من أنكر - حُماة الحق
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - القول في تأويل قوله تعالى " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين "- الجزء رقم6
والجماعة المسلمة والجماعة المسلمة. والجيل المسلم والأجيال المسلمة من وراء حدود الزمان والمكان، ومن وراء فواصل الدم والنسب، والقوم والجنس; ويتجمعون أولياء - بالعقيدة وحدها - والله من ورائهم ولي الجميع: إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه، وهذا النبي، والذين آمنوا. والله ولي المؤمنين..
فالذين اتبعوا إبراهيم - في حياته - وساروا على منهجه، واحتكموا إلى سنته هم أولياؤه. ثم هذا النبي الذي يلتقي معه في الإسلام بشهادة الله أصدق الشاهدين. ثم الذين آمنوا بهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - فالتقوا [ ص: 413] مع إبراهيم - عليه السلام - في المنهج والطريق. والله ولي المؤمنين..
فهم حزبه الذين ينتمون إليه، ويستظلون برايته، ويتولونه ولا يتولون أحدا غيره. وهم أسرة واحدة. ما كان إبراهيم يهوديًا ولا نصرانيًا ولكن. وأمة واحدة. من وراء الأجيال والقرون، ومن وراء المكان والأوطان; ومن وراء القوميات والأجناس، ومن وراء الأرومات والبيوت!. وهذه الصورة هي أرقى صورة للتجمع الإنساني تليق بالكائن الإنساني. وتميزه من القطيع! كما أنها هي الصورة الوحيدة التي تسمح بالتجمع بلا قيود. لأن القيد الواحد فيها اختياري يمكن لكل من يشاء أن يفكه عن نفسه بإرادته الذاتية. فهو عقيدة يختارها بنفسه فينتهي الأمر.. على حين لا يملك الفرد أن يغير جنسه - إن كانت رابطة التجمع هي الجنس - ولا يملك أن يغير قومه - إن كانت رابطة التجمع هي القوم - ولا يملك أن يغير لونه - إن كانت رابطة التجمع هي اللون - ولا يملك بيسر أن يغير لغته إن كانت رابطة التجمع هي اللغة - ولا يملك بيسر أن يغير طبقته - إن كانت رابطة التجمع هي الطبقة - بل قد لا يستطيع أن يغيرها أصلا إن كانت الطبقات وراثة كما في الهند مثلا.
(077) قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نصرانيًّا...} الآية 67 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
والله سبحانه وتعالى قد ضمن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ألا يأتي لها نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا فمن الضروري أن يوجد فيها الخير ويبقى، فالخير يبقى في الذات المسلمة، فإذا كانت الغفلة فالنفس اللوامة تصوب، وإن كانت هناك نفس أمارة بالسوء فهناك قوم كثيرون مطمئنون يهدون النفس الأمارة إلى الصواب. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة آل عمران - الآية 67. وهكذا لن تخلو أمة محمد في أي عصر من العصور من الخير، أما الأمم الأخرى السابقة فأمرها مختلف؛ فإن الله يرسل لهم الرسل عندما تنطفئ كل شموع الخير في النفوس، ويعم ظلام الفساد فتتدخل السماء، وحين تتدخل السماء يقال: إن السماء قد تدخلت على عوج لتعدله وتقومه. إذن فإبراهيم عليه السلام جاء حنيفا، أي مائلا عن المائل، وما دام مائلا عن المائل فهو مستقيم، فالحنيفية السمحة هي الاستقامة. وهكذا نفهم قول الحق: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المشركين}. إن إبراهيم هو أبو الأنبياء، ولم تكن اليهودية قد حٌرفت وبدلت، وكذلك النصرانية لكان من المقبول أن يكون اليهود والنصارى على ملة إبراهيم؛ لأن الأديان لا تختلف في أصولها، ولكن قد تختلف في بعض التشريعات المناسبة للعصور، ولذلك فسيدنا إبراهيم عليه السلام لا يمكن أن يكون يهوديا باعتبار التحريف الذي حدث منهم، أي لا يكون موافقا لهم في عقيدتهم، وكذلك لا يمكن أن يكون نصرانيا للأسباب نفسها، لكنه {كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المشركين} أي أنه مائل عن طريق الاعوجاج.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة آل عمران - الآية 67
ويؤخذ من قوله -تبارك وتعالى-: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ هذا يدل على تفاوت الناس في القُرب والبُعد، فأقرب الناس إلى إبراهيم وأولى الناس به هم أتباعه حقيقة على دين الإسلام والحنيفية والتوحيد الخالص، وهذا النبي -عليه الصلاة والسلام-، والذين آمنوا به، وصدقوه، فأخرج ذلك كل من لم يؤمن من اليهود والنصارى، وطوائف المشركين على اختلاف مللهم.
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يهوديًّا وَلاَ نصرانيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين يعني: في وقت من الأوقات، وهنا قال: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يهوديًّا وَلاَ نصرانيًّا فبدأ بالنفي، ثم قال: وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا فهذا من باب التخلية قبل التحلية، فنفى عنه الإشراك أولاً، وأثبت التوحيد. وبدأ باليهودية مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يهوديًّا وثنى بالنصرانية باعتبار أن اليهود سابقون للنصارى من جهة الزمان فهم قبلهم، فجاء هذا على هذا الترتيب، وأيضًا: وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا فلما نفى عنه أن يكون من اليهود أو النصارى قال: وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا يعني: كما نقول: "لا إله إلا الله" نفي لكل ما يُعبد من دون الله، ثم نُثبت عبادة الله وحده وتوحيده، فنفى عنه الإشراك، وأثبت له التوحيد الخالص لله رب العالمين.
تاريخ النشر: ٠٦ / صفر / ١٤٣٨
مرات
الإستماع: 1083
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
لما أنكر الله -تبارك وتعالى- على أهل الكتاب في محاجتهم في إبراهيم ، حيث ادعاه كل من اليهود والنصارى، وأن التوراة والإنجيل إنما أُنزلت من بعده، فكيف يكون يهوديًّا أو كيف يكون نصرانيًّا؟! فأنكر عليهم المحاجة بغير علم.
تنص المادة 77 من القانون المدني في القواعد العامة في الإثبات: ( البينة على من ادعى واليمين على من أنكر. ) وتتبع قاعدة مبدأ الأصل براءة الذمة. وأصل هذا النص مأخوذ من نص المادة 76 من مجلة الأحكام العدلية لسنة 1876 التي تنص المادة 76 (البينة للمدعي واليمين على من أنكر) البينة على من إدعى واليمين على من أنكر 1- لا يجوز الطعن في الأحكام تمييزاً إلا في حال توفر إحدى الحالات المنصوص عليها حصراً في نص المادة (198) من قانون أصول المحاكمات المدنية. 2- يجب أن تكون أسباب الطعن بالتمييز مستقلة عن بعضها وواضحة ومحددة وذلك وفقاً لأحكام المادة (193/5) من قانون أصول المحاكمات المدنية. 3- تعتبر البينة قانونية وكافية للإثبات في حال وردة على واقعة متعلقة بالدعوى ومنتجة فيها ويجوز قبولها وذلك وفقاً لأحكام المادة (4) من قانون البينات. 4- لا يجوز الاحتجاج بالوقائع بمجرد ذكرها و إنما يلزم تعزيزها بالدليل إذ إن البينة على من إدعى و اليمين على من أنكر و ذلك وفقاً لنص المادة (77) من القانون المدني. 5- يحق لمحكمة الموضوع رفض طلب تنفيذ حكم اجنبي في حال لم يتعاط المحكوم عليه أعماله داخل قضاء تشمله صلاحية المحكمة التي أصدرت الحكم أو لم يكن مقيماً داخل قضائها ولم يحضر باختياره أمام المحكمة ولم يعترف بصلاحيتها وذلك سنداً لنص المادة (7/1/ب) من قانون تنفيذ الأحكام الأجنبية.
من القائل البينة على من ادعى واليمين على من أنكر - مجتمع الحلول
لا يجوز الاحتجاج بالوقائع بمجرد ذكرها وإنما يلزم تعزيزها بالدليل إذ إن البينة على من ادعى واليمين على من أنكر وذلك وفقاً لنص المادة (77) من القانون المدني. الحكم رقم 6346 لسنة 2019 – محكمة تمييز حقوق إن التبليغ بالنشر من الطرق التي أقرها القانون لتبليغ المدعى عليه وذلك وفقاً لأحكام المادة (12) من قانون أصول المحاكمات المدنية على أنها لا تُعتبر صحيحة ومنتجة لأثارها إلا بعد تعذر تبليغ المدعى عليه بالطرق العادية التي نص عليها القانون في المواد (7) ، (8) ، (9) من ذات القانون. الحكم رقم 2907 لسنة 2019 – محكمة تمييز حقوق 2- لا يجوز الاحتجاج بالوقائع بمجرد ذكرها وإنما يلزم تعزيزها بالدليل إذ إن البينة على من ادعى واليمين على من أنكر وذلك وفقاً لنص المادة (77) من القانون المدني. 3- اذا سبق للمدعين ان تقدموا بدعاوى سابقة وفق ما هو ثابت من الأحكام المرفقة المحفوظة على يمين الملف وفي حال ثبوت ذلك فإن يتعارض مع القاعدة القانونية (لا يجوز اقتضاء الحق مرتين) الأمر الذي يتوجب معه على محكمة الاستئناف التثبت من هذه المسألة بوصفها محكمة موضوع قبل إصدار حكمها الفاصل في الدعوى مما يقتضي نقض حكمها المطعون فيه.
معنى البينة على المدعي واليمين على من أنكر - إسلام ويب - مركز الفتوى
المادة 60 كل من وجهت اليه اليمين فنكل عنها دون أن يردها على خصمه وكل من ردت عليه اليمين فنكل عنها خسر دعواه. من الاجتهادات القضائية لمحكمة التمييز حول قاعد البينة على من ادعى: الحكم رقم 3377 لسنة 2019 – محكمة تمييز حقوق – لا يجوز الاحتجاج بالوقائع بمجرد ذكرها وإنما يلزم تعزيزها بالدليل إذ إن البينة على من ادعى واليمين على من أنكر وذلك وفقاً لنص المادة (77) من القانون المدني. الحكم رقم 2634 لسنة 2019 – محكمة تمييز حقوق لا يجوز الاحتجاج بالوقائع بمجرد ذكرها وإنما يلزم تعزيزها بالدليل إذ إن البينة على من ادعى واليمين على من أنكر وذلك وفقاً لنص المادة (77) من القانون المدني. إن الخبرة نوع من البينة وفقاً للمادة (6/2) والمادة (71) من قانون البينات ، ولمحكمة الموضوع سلطة تقديرية في وزن البينة وترجيح بينة على أخرى ولا رقابة لمحكمة التمييز عليها ما دامت النتيجة التي توصلت إليها مستخلصة استخلاصا سائغاً ومقبولاً ومن بينة قانونية ثابتة ولها أساس في الدعوى وذلك وفقاً لأحكام المادة (33) و (34) من قانون البينات. الحكم رقم 6369 لسنة 2019 – محكمة تمييز حقوق يُعتد بتقرير الخبرة كبينة في الدعوى إذا كان موافقاً للواقع والأصول وقائم على أساس سليم ولم يرد أي مطعن قانوني يجرحه ومستوفياً لشروطه القانونية وفقاً لأحكام المادة (83) من قانون أصول المحاكمات المدنية.
شرح حديث: البينة على المدعي واليمين على من أنكر
غريب الحديث:
◙ لو يعطى الناس: لو يجاب في دعواه. ◙ دعواهم: بمجرد قولهم أو طلبهم. ◙ لادعى رجال: أي لاستباح الناس دماء غيرهم دون حق. ◙ البينة: شهود أو دلالة. ◙ اليمين: الحلف على نفيِ ما ادُّعِيَ به عليه. شرح الحديث:
((لو يعطى الناس))؛ أي: الأموال والدماء، ((بدعواهم))؛ أي: لو كان من ادعى شيئًا عند الحاكم يعطاه بمجرد دعواه بلا بينة ((لادعى رجالٌ أموال قومٍ ودماءهم))، وذكر الرجال لا لإخراج النساء، بل لأن الدعوى غالبًا إنما تصدر منهم. ((لكن البينة على الـمدعِي)) إنما كانت البينة على المدعِي؛ لأنه يدعي خلاف الظاهر، والأصل براءة الذمة، وإنما كانت اليمين في جانب المدعَى عليه؛ لأنه يدعي ما وافق الأصل، وهو براءة الذمة. ((واليمين على من أنكر))؛ أي: مَن أنكر دعوى خصمه إذا لم يكن لخصمه بينة، فإذا قال زيدٌ لعمرو: أنا أطلبك مائة درهم، وقال عمرو: لا، قلنا لزيد: ائتِ ببينة، فإن لم يأتِ بالبينة، قلنا لعمرو: احلف على نفي ما ادعاه، فإذا حلف برئ. الفوائد من الحديث:
1- الشريعة الإسلامية حريصة على حفظ أموال الناس ودمائهم؛ لقوله عليه السلام: ((لو يعطى الناس بدعواهم.. ))؛ الحديث. 2- لا يُحكَم لأحد بمجرد الدعوى، وعلى المدعِي إقامة البينة، فإن عجز طولب المدعَى عليه باليمين.
البينة على من إدعى و اليمين على من أنكر - حُماة الحق
3- قد يوجد من الناس من لا رادع عنده ولا تقوى؛ فيدعي دماء أناس وأموالهم. 4- الأصل براءة الإنسان المسلم من كل تهمة ونقيصة حتى تثبت بينة. 5- الحديث أصل في باب القضاء. [1] الفتوحات الربانية (7/ 349). [2] شرح مسلم للنووي (12/4 ج 1711). [3] شرح الأربعين لابن دقيق العيد (99) المفهم شرح مسلم للقرطبي (5/ 148 ح 1802). [4] الإلمام (351).
[٢]
معاني مفردات الحديث
بيان معاني مفرادت الحديث فيما يأتي:
البيِّنةُ: البرهان، الدليل. [٣]
المدَّعي: هو الطرف الذي يرفع دعوى أمام القضاء لطلب حقٍّ ما. [٤]
أنكرَ: جحد، أظهر خلاف الأمر. [٥]
المعنى الإجمالي للحديث
يُخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الحديث السابق بأنّه إذا تخاصم طرفان وادّعى واحدٌ منهما على الآخر مالاً أو حاجةً، فإنّ على الطرف المُدَّعي أن يأتي بالبيّنة؛ أي بإثباتٍ ودليلٍ يؤيد ادّعاءه، فإن عَجِزَ عن الإتيان بالبيّنة فيترتّب على الطرف الثاني أداء يمينٍ يُنكر فيه ادّعاء المدّعي؛ ذلك أنّ الأصل براءة الذمة، وطرف المدّعي ضعيفٌ، فطُلب منه أن يأتيَ بإثباتٍ وبيّنةٍ تقويةً لادّعائه، خلافًا للمُدَّعى عليه فإنّ جانبه قويّ ولذلك يؤدي اليمين. [٦] [٧]
ما يُستفاد من الحديث
يدلّ الحديث على فوائد عدّةٍ، منها: [٨]
حرص النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على تسوية الخلافات التي تقع بين المسلمين. الإشارة إلى أنّ الأصل في الإنسان براءة ذمّته حتى يثبت خلاف ذلك، وإلى أنّ جانب المُدعي ضعيف يُقوّى بالبيّنة، وجانب المُدّعى عليه قوي. أحاديث أخرى في القضاء
وردت في السنّة النبوية أحاديث أخرى في ذكر أهمية القضاء بين الناس وما يجب على القاضي تجاه المسؤولية التي أُنيطت به، يُذكر منها: [٩]
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: (سَمِعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَلَبَةَ خِصَامٍ عِنْدَ بَابِهِ، فَخَرَجَ عليهم فَقالَ: إنَّما أنَا بَشَرٌ، وإنَّه يَأْتِينِي الخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضًا أنْ يَكونَ أبْلَغَ مِن بَعْضٍ، أقْضِي له بذلكَ وأَحْسِبُ أنَّه صَادِقٌ، فمَن قَضَيْتُ له بحَقِّ مُسْلِمٍ فإنَّما هي قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيَأْخُذْهَا أوْ لِيَدَعْهَا).