تبرج (إسلام)
فنقول إنَّه لو عُرضت هاتان الروايتان على العُرف لجمع بينهما بهذا الجمع وهو أنَّه يجوز للقواعد أنْ يضعن عن جسدهنَّ الجلباب والخمار وإنْ كان يحسن منهنَّ عدم وضعِ غير الجلباب. 29
- تفسير: (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة)
- موقع هدى القرآن الإلكتروني
- ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
- صحيفة الاحساء نيوز/سحور رمضاني يجمع موظفي دائرة الأوقاف والمواريث بالأحساء صور
تفسير: (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة)
وهي وإنْ اختلفت في مقدار ما يصحُّ كشفُه إلا أنَّها تشترك في إفادة عدم جواز وضع جميع الثياب، وعليه فهذه الروايات إمَّا أنْ تكون مقيِّدة للإطلاق المدَّعى أو أنَّها مفسِّرة لِما هو مجمل في الآية المباركة ومبيِّنة لِما يصحُّ وضعُه عن الجسد من الثياب. فالرواياتُ على طوائف ثلاث:
أما الطائفة الأولى: فمفادُها أنَّ الذي يصحُ وضعُه للقواعد هو الجلباب أي الإزار وهو الرداء الذي تلبسُه المرأة فوق ثيابها، فهي تتجلبب به فيشتمل على معظم جسدها، وقيل إنَّ الجلباب كالمقنعة يغطِّي من المرأة رأسها وظهرها وصدرها ومن روايات هذه الطائفة صحيحةُ محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) في قوله عزَّ وجل: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللاَّتي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا﴾ ما الذي يصلحُ لهنَّ أنْ يضعن من ثيابِهن قال (ع): الجلباب"(1). ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية. وأمّا الطائفة الثانية: فمفادُها أنَّ الذي يصحُّ وضعُه للقواعد هو الخمار بالإضافة إلى الجلباب، والمرادُ من الخمار هو ما تغطِّي به المرأةُ رأسَها. ومن روايات هذه الطائفة صحيحةُ حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله (ع): "إنَّه قرأ يضعن من ثيابهن، قال (ع): الجلباب والخمار إذا كانت المرأة مُسنَّة"(2). ومعنى ذلك أنه يصحُّ للمرأة المُسنَّة أنْ تكشف عن تمام شعرها بالإضافة إلى ذراعها وعنقها وشيءٍ من صدرها مما يلي العنق، وهذا بخلاف الطائفة الأولى والتي تقتضي عدم جواز كشف أكثر من الذراع والعنق وشيءٍ من الصدر، ذلك لأن الجلباب يُلبس فوق الثياب والخمار فإذا وضعته لم ينكشف أكثر من الذراع والعنق وشيء من الصدر.
موقع هدى القرآن الإلكتروني
فمعنى الآية ظاهراً انَّه لا بأس على المُسنَّة في أنْ تضع ثوبَها عن جسدِها. والمنشأُ لهذا الاستظهار هو ما ورد في ذيل الآية من اشتراط عدم التبرُّج بالزينة، فإذا كان كشفُ ما يُتزيَّن به غير جائز للمرأة المُسنَّة فكشف الأرداف والصدر والبطن غير جائز بالأولوية القطعيَّة، أي أنَّ العُرف يرى أنَّ في تحريم كشف ما يُتزيَّنُ به مع إباحة كشف مثل الأرداف والصدر تهافتاً واضحاً، وهذا هو ما يُوجب استظهار عدم إرادة جواز إلقاء جميع الثياب عن الجسد. على أنَّ مذاق الشريعة والمقتضي للحرص على الحشمة يُساهم في استظهار ذلك، إذ لا ريب في أنَّ إلقاء جميع الثياب عن الجسد منافاة للحشمة. موقع هدى القرآن الإلكتروني. ولعلَّ ذلك هو منشأ السؤال المتكرِّر من الرواة عمَّا يصحُّ للقواعد كشفُه من ثيابهن، إذ لو كان الإطلاق مناسباً للمتفاهم العرفي لمّا ساغ السؤال عمّا يصلحُ كشفه ممَّا يعبِّر عن عدم استظهارهم لجواز إلقاء جميع الثياب. ولو لم يتم التسليم بما ذكرناه فلا أقلَّ أنَّ الآيةَ مجملةٌ من هذه الجهة، وذلك لصلاحيَّة ذيل الآية للقرينيَّة بالإضافة إلى القرينة اللُبِّيَّة التي ذكرناها، أعني مذاق الشريعة المقتضي للحرص على الحشمة. وكيف كان فالمُحكَّم في المقام هو الروايات المتصدِّية لتحديد ما يجوز كشفُه للقواعد.
﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
وروي عن ابن مسعود أيضا ( من جلابيبهن) والعرب تقول: امرأة واضع ، للتي كبرت فوضعت خمارها. وقال قوم: الكبيرة التي أيست من النكاح ، لو بدا شعرها فلا بأس ؛ فعلى هذا يجوز لها وضع الخمار. والصحيح أنها كالشابة في التستر ؛ إلا أن الكبيرة تضع الجلباب الذي يكون فوق الدرع والخمار ، قاله ابن مسعود ، وابن جبير ، وغيرهما. الخامسة: قوله تعالى: غير متبرجات بزينة أي غير مظهرات ولا متعرضات بالزينة لينظر إليهن ؛ فإن ذلك من أقبح الأشياء وأبعده عن الحق. تفسير: (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة). والتبرج: التكشف والظهور للعيون ؛ ومنه: بروج مشيدة. وبروج السماء والأسوار ؛ أي لا حائل دونها يسترها. وقيل لعائشة - رضي الله عنها -: يا أم المؤمنين ، ما تقولين في الخضاب ، والصباغ ، والتمائم ، والقرطين ، والخلخال ، وخاتم الذهب ، ورقاق الثياب ؟ فقالت: يا معشر النساء ، قصتكن قصة امرأة واحدة ، أحل الله لكن الزينة غير متبرجات لمن لا يحل لكن أن يروا منكن محرما. وقال عطاء: هذا في بيوتهن ، فإذا خرجت فلا يحل لها وضع الجلباب. وعلى هذا غير متبرجات غير خارجات من بيوتهن. وعلى هذا يلزم أن يقال: إذا كانت في بيتها فلا بد لها من جلباب فوق الدرع ، وهذا بعيد ، إلا إذا دخل عليها أجنبي.
والمتحصَّل مما ذكرناه أنه يجوز للقواعد من النساء أن يضعن عن جسدهن الجلباب والخمار، وذلك يقتضي جواز كشف الشعر والذراع والعنق وشيء من الصدر، ولا يصح لهن كشف مادون ذلك. كالبطن والأرداف والظهر ونحو ذلك مما أعتيد ستره
نعم لا يصحُّ للقواعد أن يكشفن ذلك إذا كنَّ مشتملات على الزينة كالحلي والأصباغ بل لا يصح لهن كشف الثياب المزينة أي المشتملة على الزينة أو الثياب ذات الألوان الزاهية التي تتخذ عادة للزينة أو يرى العرف أنها من الزينة وهذا هو معنى قوله تعالى ﴿غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ﴾ ورغم أن وضع الجلباب والخمار جائز للقواعد من النساء إلا أن الأولى بهن التعفُّف عن ذلك كما هو مقتضى قوله تعالى: ﴿وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. والحمد الله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
3 /ربيع الأول /1426هـ
منذ إعلان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إنشاء الدولة السعودية الثالثة، العام 1932، كان المواطنون المسلمون الشيعة يرجعون في أحكامهم القضائية لرجال دين يحكمون وفق المذهب الشيعي "الاثنا عشري"، بمنطقة الأحساء ومدينة القطيف، شرق المملكة. العمل بالقضاء الجعفري، كان سابقا لقيام الدولة السعودية، في مناطق وجود أتباع المذهب الإمامي، منذ أيام حكم العثمانيين. وبعد دخول الأحساء والقطيف تحت إمرة الملك عبد العزيز، واصل رجال الدين الشيعة ممارسة عملهم في فض النزاعات بين الناس، وحل القضايا التي تتعلق بالأوقاف وتسجيل الأراضي، وأيضا موضوعات الزواج والأحوال الشخصية. القضاء في القطيف كان الشيخ علي أبو عبد الكريم الخنيزي قاضياً في مدينة القطيف منذ العام 1905، واستمر في منصبه حتى وفاته 1943. السلطات الرسمية الجديدة في القطيف، أقرت الخنيزي قاضيا. صحيفة الاحساء نيوز/سحور رمضاني يجمع موظفي دائرة الأوقاف والمواريث بالأحساء صور. ويشير الباحث عبد العلي آل سيف، إلى أن "تتبع الصكوك وبالذات في الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الرابع عشر (الهجري) نقرأ اسم الحجة الخنيزي يتوّجها، وهي باسم محكمة القطيف، وفي مواضيع مختلفة، وعليها طوابع مالية ومسجلة بسجلات المحكمة أو كتابة العدل. ويدلنا هذا على أن القضاء الشرعي كان مقبولا لدى الدولة، حيث سجل في سجلاتها وعلى مطبوعاتها، ولدى المواطنين مهما تباينت توجهاتهم المذهبية".
صحيفة الاحساء نيوز/سحور رمضاني يجمع موظفي دائرة الأوقاف والمواريث بالأحساء صور
الشيخ الخنيزي، غادر القضاء العام 2005، لتجاوزه السن القانونية، لتبدأ بعده مرحلة جديدة، كان عدم استقرار القضاة ميزة لها. حيث توالت على المنصب شخصيات هي: الشيخ غالب آل حماد، والشيخ سليمان أبو المكارم، والشيخ محمد العبيدان، والشيخ سعيد المدلوح، والشيح محمد الجيراني. كما تم تحويل الجهاز القضائي من "محكمة" إلى "دائرة"، ليصبح اسمها "دائرة الأوقاف والمواريث". إنشاء هيئة التدقيق التغيرات الإدارية التي طرأت على القضاء الشيعي، واللوائح الجديدة التي أقرها حينها وزير العدل السعودي د. عبد الله آل الشيخ، العام 2006، كان من ضمنها إنشاء "هيئة التدقيق"، وهي بمثابة "هيئة تمييز" للأحكام، تكون مرجعا للفصل في الأحكام الصادرة من دائرتي الأوقاف والمواريث في القطيف والأحساء. وتضم هيئة التمييز حاليا القضاة: الشيخ عبد الرسول البيابي (رئيسا)، الشيخ علي المحسن، الشيخ غالب آل حماد. وبعيد اختطاف القاضي محمد الجيراني من قبل مجموعة من الإرهابيين، وقتله لاحقا، تم تكليف الشيخ الحماد بإدارة "دائرة الأوقاف والمواريث"، حتى وقتنا الحاضر. أما المهام الموكلة للقضاة فتتعلق بالفصل في قضايا الأوقاف والمواريث، والزواج والطلاق، والأحوال الشخصية.
بورصة الأسماء أسماء عديدة تحضر كمرشحة لمنصب قاضي "دائرة الأوقاف والمواريث" في القطيف. ويمكن حصر أبرزها في التالي: 1. آية الله السيد منير الخباز. أبرز الفقهاء الشيعة في الخليج. وقد سبق ترشيحه أكثر من مرة لتولي هذا منصب القضاء، إلا أنه اعتذر. ولا يستبعد أن يعتذر مجددا. فأتباعه يعتبرونه مرشحا الآن لما هو أكبر من منصب "القضاء"، وهو "المرجعية". 2. الشيخ محسن المعلم. عالم دين، يحظى بالاحترام. قام بتدريس عدد كبير من طلبة الحوزة العلمية. إلا أنه من المستبعد أن يتقلد المنصب، كونه ينتمي للتيار الكلاسيكي، ويفضل الاقتصار على التدريس والمهام التقليدية لرجل الدين. 3. الشيخ حلمي السنان. يمتلك فضيلة علمية، وتمكنا في كلاسيكيات العلم الشرعي. إلا أنه ليست لديه شبكة علاقات اجتماعية واسعة، وتقليدي في تفكيره ومنهجه الفقهي. 4. الشيخ عباس العنكي. يدير حوزة "الإمام الهادي". يقول طلابه إنه بلغ مرتبة الاجتهاد، ويحظى بلقب "آية الله". لديه القدرة على تولي منصب "القضاء". إلا أنه بحسب مقربين منه لا يريد تسلم المسؤولية، لانشغاله بإدارة الحوزة والتدريس. 5. الشيخ محمد العبيدان. قاضٍ سابق، وعالم دين شاب مثابر، يمتلك قاعدة شعبية بين أوساط الجيل الجديد.