وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن خالفت ألفاظ تأويلهم ألفاظ تأويلنا ، غير أن معنى ما قالوا في ذلك [ يؤول] إلى معنى ما قلنا فيه. ذكر من قال ذلك:
4879 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي ، قال: حدثني عمي ، قال: حدثني أبي ، عن أبيه عن ابن عباس قوله: " تلك حدود الله فلا تعتدوها " يعني بالحدود: الطاعة. الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-59a-10. 4880 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا أبو زهير عن جويبر عن الضحاك في قوله: " تلك حدود الله فلا تعتدوها " يقول: من [ ص: 585] طلق لغير العدة فقد اعتدى وظلم نفسه " ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ". قال أبو جعفر: وهذا الذي ذكر عن الضحاك لا معنى له في هذا الموضع ، لأنه لم يجر للطلاق في العدة ذكر ، فيقال: " تلك حدود الله " ، وإنما جرى ذكر العدد الذي يكون للمطلق فيه الرجعة ، والذي لا يكون له فيه الرجعة دون ذكر البيان عن الطلاق للعدة.
كتب 43 - مكتبة نور
وكما في قوله تعالى عن حدود الزنا {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} الإسراء 32. تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا: فما هو الإقتراب:
ـ قرب: القاف والراء والباء أصل صحيح يدل على خلاف البعد. كقوله تعالى {إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً} المعارج 7. ونقول: ما قربت هذا الأمر ولا أقربه إذا لم تأته ولم تلتبس به. وقرابة الملك وزراؤه وجلساؤه، والقرب في الثوب خاصرته لقربها من الجنب.
243- الفرق بين: ( لا تقربوها )، و( لا تعتدوها ).
فسمّيت هذه المباحات حُدوداً ؛ إشعارا بأنّها غاية ما يباح للمسلم ، فلا ينبغي له أن يتعدّى حدّه، فيقع في الحرام؛ لذلك كانوا يقولون:" إنّنا لنترك سبعين بابا من الحلال، خشية أن نقع في باب واحد من الحرام ". والله تعالى أعلم. أخر تعديل في الاثنين 10 جمادى الثانية 1436 هـ الموافق لـ: 30 مارس 2015 17:46
الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-59A-10
• قال الرازي: ذهب جمهور المفسرين إلى أن في أول شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-، كان الصائم إذا أفطر حل له الأكل والشرب والوقاع بشرط أن لا ينام وأن لا يصلي العشاء الأخيرة فإذا فعل أحدهما حرم عليه هذه الأشياء، ثم إن الله تعالى نسخ ذلك بهذه الآية. (أُحِلَّ لَكُمْ) أي أبيح لكم. (لَيْلَةَ الصِّيَامِ) في ليلة الصيام. (الرَّفَثُ) الرفث هنا: الجماع. (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) يعني تعالى بذلك نساؤكم لباس لكم وأنتم لباس لهن. • قال أبو السعود (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) استئنافٌ مبينٌ لسبب الإحلالِ وهو صعوبةُ الصبر عنهنّ مع شِدة المخالطة وكَثرةِ الملابَسة بهن. • قال ابن كثير: يعني هن سكن لكم وأنتم سكن لهن. 243- الفرق بين: ( لا تقربوها )، و( لا تعتدوها ).. • قال بعض العلماء: سكون لكم، كما قال تعالى: (جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً) يعني بذلك تسكنون فيه، وكذلك زوجة الرجل سكنه يسكن إليها، فيكون كل واحد منهما (لباساً) لصاحبه، بمعنى سكون إليه. وقيل: أن يكون كل واحد منهما جعل لصاحبه لباساً، لتجردهما عند النوم، واجتماعهما في ثوب واحد، وانضمام جسد كل واحد منهما لصاحبه، بمنزلة ما يلبسه على جسده من ثيابه، فقيل لكل واحد منهما هو لباس.
[11]
حد شرب الخمر: وهو أربعون جلدة وقد يصل إلى ثمانين ومافوق الأربعون يعد تعزيرًا. حد الردة ، وهو قول الرسول:"مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ، وَلاَ تُعَذِّبُوهُ بِعَذَابِ اللَّهِ". [12] وقوله: "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لدِينِهِ المُفَارِقُ للجَمَاعَةِ". كتب 43 - مكتبة نور. [13]
حد القتل لقوله تعالى: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء, 92
مراجع [ عدل]
^ سورة البقرة آية: 187. ^ الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للمؤلف: أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: 393هـ) تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار دار العلم للملايين – بيروت الطبعة: الرابعة 1407 هـ - 1987 م 2/462.
"فيجوز فهم الآية بان الاستغفار يقي الشرور والبلايا ويفتح الخيرات والأرزاق، ولكن يبدو أن للآية معنى آخر غير المعنى الظاهري لها"، يقول جمعة، وهذا المعنى هو أنهم لا يستغفرون لذا سينزل الله عليهم العذاب، أي كأنها بيان حالة، فهو لا يأمرهم بأن يستغفروا، ولكنه يقول لهم أن حالكم "عوج وهينزل عليكم العذاب لأنكم مش بتستغفروا"، فهو يبين سبب عذابهم وليس يدعوهم إلى الاستغفار الذي رفضوه مرات متتالية. اقرأ أيضاً..
- من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}
- علي جمعة يشرح معنى المبدأ القرآني "وكذا المشقة تجلب التيسير"
محتوي مدفوع
إعلان
مَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ _ تفسير أهل البيت (ع) و قائم آل محمد (ع)
وروى ابن مردويه وابن جرير ، عن أبي موسى الأشعري نحوا من هذا وكذا روي عن قتادة وأبي العلاء النحوي المقرئ. وقال الترمذي: حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا ابن نمير ، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ، عن عباد بن يوسف ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنزل الله علي أمانين لأمتي: ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) فإذا مضيت ، تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة ويشهد لهذا ما رواه الإمام أحمد في مسنده ، والحاكم في مستدركه ، من حديث عبد الله بن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الشيطان قال: وعزتك يا رب ، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الرب: وعزتي وجلالي ، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني. المفتي السابق يوضح معنى قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُع | مصراوى. ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الإمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا رشدين - هو ابن سعد - حدثني معاوية بن سعد التجيبي ، عمن حدثه ، عن فضالة بن عبيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله ، عز وجل.
المفتي السابق يوضح معنى قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُع | مصراوى
قال تعالى في محكم التنزيل في سورة الأنفال: [وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ] {الأنفال:33} وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا ذكر الله سبحانه لفظ: (ليعذبهم) مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-, بينما ذكر لفظ: (معذبهم) مع الاستغفار؟ ولنحاول الإجابة على هذا السؤال لابد أن ننظر في تفسيرها وسبب نزولها, قال الطبري في تفسيره جامع البيان (13/ 509): "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم"، أي: وأنت مقيم بين أظهرهم. قال: وأنزلت هذه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقيم بمكة. قال: ثم خرجَ النبي صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم، فاستغفر من بها من المسلمين، فأنزل بعد خروجه عليه، حين استغفر أولئك بها: "وما كان الله معذِّبهم وهم يستغفرون". ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. قال: ثم خرج أولئك البقية من المسلمين من بينهم، فعذّب الكفار. فقد جاء في صدر الآية بصيغة الفعل: (ليعذبهم) وجاء بعده بصيغة الاسم (معذبهم)؛ وذلك أنه جعل الاستغفار مانعًا ثابتًا من العذاب بخلاف بقاء الرسول بينهم فإنه-أي العذاب- موقوت ببقائه بينهم. فذكر الحالة الثابتة بالصيغة الإسمية والحالة الموقوتة بالصيغة الفعلية, وهو نظير قوله تعالى: [وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ] {القصص:59}؛ فالظلم من الأسباب الثابتة في إهلاك الأمم, فجاء بالصيغة الإسمية للدلالة على الثبات.
ما اعراب ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم - لمحة معرفة
وقوله: { وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} أي لو استغفروا لما عُذِّبُوا". وقال ابن كثير والطبري في تفسيريهما: "عن ابن عباس قال: كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: " قد قد "! ماكان الله معذبهم وهم يستغفرون. ويقولون: لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك. ويقولون: غفرانك، غفرانك، فأنزل الله: { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْ فِرُونَ}(الأنفال: 33). قال ابن عباس: كان فيهم أمانان: النبي صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار"
وقال النيسابوري: "فجعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبباً لنجاة المؤمنين، ثم لما نجاهم وأنقذهم لا يردهم إلى النار، هذا للمؤمنين. وقال للكافرين: { وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(الأنفال: 33).. ذلك أن الله تعالى عذب أمَمَ منْ تقدم من الأنبياء في حياة رسلهم وأنبيائهم أمام أعينهم، وشرف نبيّه صلى الله عليه وسلم بأنه لم يُهْلِك أمته في حضرته، ولن يهلك جميعها بعده لأسباب إلهية رتبها بحكمته، وجعلها مرتبطة بنبيه لِمَا منَّ عليه بفضله وخصَّه بكرمه".
فعوضت فيها بملايين! وصار ابني الأول على طلاب منطقته.. وحفظ القران كاملاً ، وصار محل عناية الناس ورعايتهم!! وامتلأ بيتنا خيراً وصرنا في عيشه هنيئه..
والحاصل أن الله تعالى لا يقبل أعمال المشركين الصالحة، وإنما يجازيهم عليها في الدنيا بالرزق أو رفع العذاب.. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 45340. والله أعلم.