و«المتاع»: ما يتمتع به مما لا يبقى، وقال الشاعر:
تمتّع يا مشعث إن شيئًا... سبقت به الممات هو المتاع. اهـ. وقال سبحانه: يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ {غافر:39}، جاء في تفسير أبي السعود: {يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع} أي: تمتع يسير؛ لسرعة زوالها، أجمل لهم أولًا، ثم فسر، فافتتح بذم الدنيا، وتصغير شأنها؛ لأن الإخلاد إليها رأس كل شر، ومنه تتشعب فنون ما يؤدي إلى سخط الله تعالى، ثم ثنى بتعظيم الآخرة، فقال: {وإن الآخرة هي دار القرار} لخلودها، ودوام ما فيها. اهـ. ياقوم انما هذه الحياة الدنيا متاع. وقال تعالى: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ {القصص:60}، وقال سبحانه: فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {الشورى:36}، قال البغوي: {وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها} تتمتعون بها أيام حياتكم، ثم هي إلى فناء وانقضاء، {وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون} أن الباقي خير من الفاني.
يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ الشيخ محمد صديق المنشاوي سورة غافر - Youtube
• قال صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) [1]. يُبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الدنيا كلها متاع، وخير هذا المتاع الزوجة الصالحة. يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار. والله عز وجل يبيِّن في كتابه أن مِن دعاء أهل الإيمان من عباد الرحمن الحصول على الزوجة والذُّريَّة الصالحة؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]. • وبعض الشباب يبالغون في شروط اختيار الزوجة والمواصفات الخُلُقية والخَلْقية التي يجب توفُّرُها فيها. والواجب على الشباب المسلم الحرص على اختيار المرأة الصالحة، القانتة، الحافظة للغيب بما حفظ الله، وليس معنى ذلك أن يهمل الجمال وباقي المتطلبات، بل لا بد أن تكون مقبولة لديه؛ لتتحقق الأُلفة والمتعة والمودَّة، ولتعفَّه عن المنكرات. ولكن الجمال المقبول بدون الصلاح والتقوى نقمة، وليس نعمة؛ قال الله تعالى: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]. وقال صلى الله عليه وسلم: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين ترِبت يداك)) [2].
يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار
• الحسب والنسب: وهو من الأمور الهامَّة جدًّا، وهو إمَّا مطلوب ومرغوب إذا كان اختيار الحسب والنسب الأصيل المشهور بالصلاح والعلم، والسمعة الطيبة، والذِّكر الحسن، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((تخيَّروا لنُطَفِكم)) [11]. وإمَّا أن يكون محذورًا منه وغير مرغوب فيه إذا كان ذلك للتباهي والتنافس والشهرة. • الدين: ((فاظفر بذات الدين تربت يداك)) ، ومعنى ذلك الدعاء عليه بالفقر إن لم يحرص على ذات الدين التي تعينه على دينه، وتحفظه في دنياه على نفسه وماله. [1] أخرجه مسلم، ك: الرضاع، ب: خير متاع الدنيا المرأة الصالحة، ح: (1467). [2] أخرجه البخاري، ك: النكاح، ب: الأكفاء في الدين، ح (5090)، ومسلم: ك: الرضاع، ب: استحباب نكاح ذات الدِّين، ح (1466). [3] أخرجه ابن ماجه، ك: النكاح، ب: تزويج ذات الدِّين، ح (1859)، والطبراني في المعجم الكبير، ج 13، ح (14647)، وضعَّفه الألباني. [4] أخرجه البخاري: ك: النكاح، ب: ما يُتقى من شؤم المرأة، ح (5096)، ومسلم: ك: الرقاق، ب: أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء.. ، ح (2740). يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ الشيخ محمد صديق المنشاوي سورة غافر - YouTube. [5] سبق تخريجه في الصفحة السابقة. [6] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، ح (9094)، وفي شعب الإيمان، ح (8358)، والطبراني في المعجم الكبير، ح (307)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (2604).
ابن كثير: ثم زهدهم في الدنيا التي [ قد] آثروها على الأخرى ، وصدتهم عن التصديق برسول الله موسى [ صلى الله عليه وسلم] ، فقال: ( يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع) أي: قليلة زائلة فانية عن قريب تذهب [ وتزول] وتضمحل ، ( وإن الآخرة هي دار القرار) أي: الدار التي لا زوال لها ، ولا انتقال منها ولا ظعن عنها إلى غيرها ، بل إما نعيم وإما جحيم ، ولهذا قال القرطبى: قوله تعالى: ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع أي يتمتع بها قليلا ثم تنقطع وتزول. وإن الآخرة هي دار القرار أي الاستقرار والخلود. ومراده بالدار الآخرة الجنة والنار لأنهما لا يفنيان. بين ذلك بقوله: الطبرى: يقول: ( إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ) يقول لقومه: ما هذه الحياة الدنيا العاجلة التي عجلت لكم في هذه الدار إلا متاع تستمتعون بها إلى أجل أنتم بالغوه, ثم تموتون وتزول عنكم ( وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) يقول: وإن الدار الآخرة, وهي دار القرار التي تستقرّون فيها فلا تموتون ولا تزول عنكم, يقول: فلها فاعملوا, وإياها فاطلبوا. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: ( وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) استقرت الجنة بأهلها, واستقرّت النار بأهلها.
اللهم سخّر زوجي لي وسخّرني له، اللهم جمّله في نظري وجمّلني في نظره، اللهم لا تُفرّق بيني وبينه، اللهم احفظه لي يا حفيظ يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام. اللهم قُرّ عيني بهداية زوجي وصلاحه وتقواه، اللهم قُرّ عيني بالذرية الصالحة التي تُدخل السعادة إلى قلوبنا وارزقنا برّها. دعاء للزوجين بالتوفيق – لاينز. أدعية للزوجين قصيرة:
إذا كُنتم تُفضلون أدعية للزوجين قصيرة في صياغتها، فإليكم هذه المجموعة الرائعة من الأدعية القصيرة للزوجين والتي تختصر بكلماتها الكثير من حوائج الدنيا والآخرة:
"اللهُمَّ أظهِر محاسني لزوجي، وأظهر محاسنه لي، واستر عيوبي عنه، واستر عيوبه عنّي". "اللهُمَّ اجعل زوجي حبيباً حليماً كريماً هيّناً ليّناً معي، اللهُمَّ اجعله أباً لي في الحنان، وأخاً لي في الطّاعة، وحبيباً لي في الفراش، واجعلني أُماً له في الحنان، وأختاً له في الطّاعة، وحبيبةً له في الفراش". "اللَّهمَّ اهدِنا لأحسنِ الأخلاقِ، فإنه لا يَهدي لأحسنِها إلَّا أنتَ يا الله، وقِنا سيِّئَات الأخلاق والأعمال فإنه لا يقي سيّئَها إلا أنتَ". "اللهُمَّ اجعلنا من عبادك الصّالحين الملتزمين بذكرك وطاعتك، والمتّبعين لسنّة نبيّك محمّدٍ- صلّى الله عليه وسلم-".
دعاء للزوجين بالتوفيق – لاينز
رواه البخاري ومسلم. ومن فضل هذا الدعاء أنه يحفظ المولود في بدنه ودينه، ويعصمه من الشيطان- بإذن الله تعالى-؛ لذا يجب على الزوج أن يقوله في حالة إتيان زوجته ومجامعتها وأن يُسمّي بالله حينئذٍ كما ورد في الحديث. قال تعالى: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". (الآية رقم 74 من سورة الفرقان). قال تعالى: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ". (الآية رقم 201 من سورة البقرة). قال تعالى: " رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ". (الآية رقم 89 من سورة الأنبياء).
اللهمّ أبعِد عنها شر النّفوس، واحفظها باسمك السّلام القدّوس، واجعل رزقها مباركاً غير محبوس، واجعل منزلتها عندك جنّة الفردوس. ربِّ بارك في عمرها ومالِها وصحتها، اللهمّ ارزقها الرّزق الحلال، ولا تفجعها بعزيز يا رب العالمين. اللهمّ إن كان رزقها في السّماء فأنزِله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيداً فقرّبه، وإن كان قريباً فيسّره، وإن كان يسيراً فكثّره، وإن كان كثيراً فبارك لها فيه برحمتك يا أرحم الرّاحمين. دعاء لصديقتي بالذرية الصالحة
يستطيع المسلم أن يدعو الله -تعالى- ما يشاء ولو كان الدعاء بأسلوبه ولفظه، وفيما يأتي عدد من الأدعية التي يستطيع أن يقولها العبد بنية رزق الصديقة الذرية الصالحة:
اللهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنّان المنّان، بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام أن ترزق صديقتي الذرّية الصّالحة. اللهمّ إنّي أسألك بأسمائك الحسنى، وأسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيتَ به أجبت، وإذا سُئلتَ به أعطيت، وإذا استُرحِمتَ به رَحمت، وإذا استُفرِجتَ به فرّجت، أن ترزق صديقتي الذريّة الصّالحة. اللهمّ فرّح قلب صديقتي وآنس وحشتها ونفِّس كربتها وفرّج همّها وأزِل ضيقها وعوّض صبرها.