لا يضر السحاب نبح الكلاب.. القافلة تسير والكلاب تنبح:
في أحيان كثيرة أيضا نسمع أو نقرأ مقولة: ( لا يضر السحاب نبح الكلاب)، وهى تقال فى نفس الموضع الذي تحدثنا عنه من قبل، أي عندما يهجو شخص عالم أخر جاهل حاقد عليه..
وقد ذكر عنها الجاحظ في كتابه أشياء وأمثلة موضحاً معناها، إلا ان معنى هذه العبارة لا يتخطى المعنى الذي ذكرناه العبارة التي قالها الإمام الشافعي رحمه الله، وهى القافلة تسير والكلاب تنبح. وفي النهاية نؤكد أن العبارتين لهما نفس المعنى، وهما متوجهان الهجاء أو انتقاد الأشخاص الحاقدين، مع مراعاة بث القوة والعزم في الأشخاص الناجحين حتى يسيرون مثلما تسير القافلة، بكل قوة وعزم دون مبالاة بالكلاب التى تحيط بالقافلة وتعوى أو تنبح عليها لأخذ ما لديها أو لإخافة، وهذا بالضبط ما يفعله الحاقدين الذين يتمنون للناس الفساد والضعف بدلاً من القوة والنجاح بالعلم والمعرفة.
القافلة تسير والكلاب تنبح : مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية
ومن يحدد هذا المسار ويرعى هذه المصالح في المقام الأول هو رئيس الدولة فهو الراعي وهو الساهر وهو العارف بما بدا وبما خفي من حيثيات ومن تجاذبات في دهاليز السياسات الكبرى على مستوى العلاقات بين الدول. ونحن أمام الحالة التي تخص العلاقة ما بين المغرب وإسرائيل، فإن منطق الدولة هو الذي يجب أن يسود، فهو المحدد لحاضر ومستقبل هذه العلاقة الذي يعلو سقفه على أسقف الجميع إن كانوا أفرادا أو هيئات أو تنظيمات أو أحزاب. لقد قالها الإسلاميون بعظمة لسانهم في شخص العثماني وفي شخص بنكيران على أن مصلحة الدولة أولى من مصلحة الحزب. وما دونهما من أقلام محكومة بالأهواء وبالمزاج المتقلب لا يحق لها أن تفتي في ملف يعد أكبر من أن تتناوله شطحات فكرية لبعض الأشخاص، وهم الذين خطبوا ود جهات إسرائيلية للدخول على هذا المستجد ولكي يكون لهم نصيب مما اشتهت نفوسهم لكن لم يتأت لهم ذلك. وبعد أن انتابتهم مشاعر الإحباط سارعوا إلى تغيير جلدهم وبدون وجل غيروا لهجتهم وتغير معها خطابهم. هؤلاء الأشخاص كانوا من أشد المدافعين عن عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية إلى سابق عهدها بل سخروا أنفسهم لخدمة هذا الملف سواء في المغرب أو من خلال زياراتهم المتكررة لإسرائيل وما نسجوه من علاقات مع مختلف الدوائر الرسمية الإسرائيلية وغيرها من المسؤولين والقائمين على المنابر الإعلامية هنالك، ومن هؤلاء القوم وهم اليوم ينتقدون ما يسمونه بالتطبيع، من ذهب به الاسترزاق في أوقات ما إلى حدود التوسل لاعتناق الديانة اليهودية والاستعداد للتخلي عن الدين الإسلامي.
وهناك من الطلاب من ينظر إليهم الأستاذ المراقب نظرة ثقة واحترام وكنت من بين هؤلاء فأنا أخرج في أي وقت أشاء. وقد أمضي الليل مع بعض الإخوان، ولست (قديسا) ولكنني في تلك الأيام على درجة من المحافظة تتجاوز الحد فلا أظهـر إلا باللباس العربي الكامل، من العقال المقصب إلى الحذاء النجدي. وكنت أواظب على الذهاب إلى مسجد قريب من دار البعثة لاستماع صوت المقرئ المعروف الشيخ محمد رفعت ــ رحمه الله ــ. ومع ذلك فقد أزور دور اللهـو والمرح. لقد كنت أحب أن أعرف ما أسمع الناس يتحدثون عنه، فدخلت في بعض دور (السينما)، وشاهدت بعض ما يعرض فيها. وأذكر أن أول فيلم رأيت فيه محمد عبد الوهاب وهو يغني (يا وابور قل لي رايح على فين)، وفيلم رأيت فيه صباح وهي تغني (أنا ستوتة). وسمعت من أغاني أم كلثوم في ذلك العهد: ليه تلاوعيني ، وانت نور عيني إيه جرى بيني في الهوا ، وبينك وكنت أرتاح كثيرا عندما أشاهد (ماري منيب) تمثل في مسرح الريحاني، وأعجب بمقدرتها هي وكثير من أفراد الفرقة على التمثيل، حتى أعتقد أن ما أشاهده حقيقة لا خيالا. وأنا حين أتحدث عن هذه الأمور أقرر حقائق لا يستطيع المرء كتمانها، تتركز على الرغبة في أن يعرف الإنسان ما يحيط به من أحوال الناس، يضاف إلى هذا أنني في سن تدفعني إلى أن أشارك الآخرين في لهوهم وسرورهم، ولا أذكر أنني تجاوزت الحد في ذلك وليس هذا من تزكية النفس ولكن من قبيل الاخبار عن فترة من فترات الحياة قد تمر بكل إنسان ــ انتهى.
استخرج فائدة من قوله تعالى قال لا تخافا انني معكما
فاتضح بما ذُكر أن الشرط في قول المقرئ في إضاءته: والنص إن أوهم غير اللائق.
القران الكريم |قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ
إعراب الآية رقم (46): {قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (46)}. الإعراب: (لا) ناهية جازمة (معكما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. و(كما) ضمير مضاف إليه، ومفعول كل من (أسمع، أرى) مقدّر أي: أسمع ما يقول وأرى ما يصنع. وجملة: (قال... ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (لا تخافا... ) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (إنّني معكما... ) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (أسمع... ) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ).. إعراب الآيات (47- 48): {فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)}. قال لا تخافا انني معكما اسمع وارى. الإعراب: الفاء عاطفة (ائتياه) فعل مبنيّ على حذف النون.. والألف فاعل، والهاء مفعول به الفاء في (فأرسل) لربط المسبّب بالسبب (معنا) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسل)، (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر، ومنع (إسرائيل) من الصرف للعلميّة والعجمة الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (قد) حرف تحقيق (بآية) متعلّق ب (جئناك)، (من ربك) متعلّق بنعت لآية الواو استئنافيّة (على من) متعلّق بخبر المبتدأ (السلام).
جملة: (قال... وجملة: (من ربّكما... ) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أوحي إليكما فمن ربّكما. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (يا موسى... ) لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة.. إعراب الآية رقم (50): {قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (50)}. الإعراب: (ربّنا) مبتدأ مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (خلقه) مفعول به ثان منصوب. وجملة: (ربّنا الذي... وجملة: (أعطى كلّ... لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى. ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي). وجملة: (هدى... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أعطى.. الصرف: (خلقه)، اسم بمعنى الهيئة والفطرة أي الخلقة بالكسر، وإمّا بمعنى الناس فهو حينئذ اسم جمع، وزنه فعل بفتح فسكون.. إعراب الآية رقم (51): {قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى (51)}. الإعراب: الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بال) خبر مرفوع.. وجملة: (ما بال... ) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان ربّك قد أعطى وهدى فما بال... ، وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول. الصرف: الأولى، مؤنّث الأول، اسم للعدد يدلّ على ترتيب ويطابق المعدود في التذكير والتأنيث، وقد جاء مؤنّثا لأنّه وصف للقرون وهو جمع والجمع مؤنث.
لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى
الإعراب: (منها) الأول متعلّق ب (خلقناكم)، (فيها) متعلّق ب (نعيدكم)، (منها) الثاني متعلّق ب (نخرجكم) (تارة) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي إخراجا آخر، (أخرى) نعت لتارة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة. جملة: (خلقناكم... وجملة: (نعيدكم... ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (نخرجكم... الصرف: (تارة) اسم بمعنى الحين والمرّة، فعله تأر، وقد حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال، جمعه تارات وتير بكسر ففتح وتئر بالهمز. البلاغة: - المقابلة: في قوله تعالى: (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ). فقد حصلت المقابلة بين (منها) و(فيها)، وبين (الخلق) و(الإعادة). وهذا من المحسنات البديعية.. القران الكريم |قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ. إعراب الآية رقم (56): {وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (56)}. الإعراب: الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (آياتنا) مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الكسرة.. و(نا) مضاف إليه (كلّها) توكيد للآيات منصوب الفاء عاطفة. جملة: (أريناه... ) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أريناه. وجملة: (أبي... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أريناه.. إعراب الآيات (57- 58): {قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (58)}.
وجملة: (أنزل... وجملة: (أخرجنا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل. الصرف: (شتّى) جمع شتيت، صفة مشبّهة من شتّ الأمر يشتّ باب ضرب وزنه فعيل، ووزن شتّى فعلى مثل مريض ومرضى بفتح فسكون.. إعراب الآية رقم (54): {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (54)}. الإعراب: (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم أنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لأولي) متعلّق بنعت ل (لآيات) وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر.. جملة: (كلوا... فصل: إعراب الآية رقم (55):|نداء الإيمان. وجملة: (ارعوا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا. وجملة: (إنّ في ذلك لآيات... الصرف: (ارعوا)، فيه إعلال بالحذف أصله ارعاوا، التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف لام الكلمة، وبقيت الفتحة على العين دلالة على الألف، وزنه افعوا. (النهى)، قيل هو مصدر كالهدى والسري، وزنه فعل بضمّ ففتح، وقيل هو جمع نهية كغرفة بضمّ فسكون وغرف، سمّي بذلك لأنّه ينهى صاحبه عن ارتكاب ما لا يليق، وفيه إعلال بالقلب أصله نهي، تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا.. إعراب الآية رقم (55): {مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (55)}.
فصل: إعراب الآية رقم (55):|نداء الإيمان
وأيضا لأن ذلك وسيلة إلى إجابته طلب إطلاق بني إسرائيل. وهذا يؤخذ مما في هذه الآية وما في آية سورة الإسراء وما في آية سورة النازعات والآيات الأخرى. والسلام: السلامة والإكرام. وليس المراد به هنا التحية ، إذ ليس ثم معين يقصد بالتحية. ولا يراد تحية فرعون لأنها إنما تكون في ابتداء المواجهة لا في أثناء الكلام ، وهذا كقول النبيء - صلى الله عليه وسلم - في كتابه إلى هرقل وغيره: أسلم تسلم. و ( على) للتمكن ، أي سلامة من اتبع الهدى ثابتة لهم دون ريب. وهذا احتراس ومقدمة للإنذار الذي في قوله ( إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى) ، فقوله ( والسلام على من اتبع الهدى) تعريض بأن يطلب فرعون الهدى الذي جاء به موسى - عليه السلام -. وقوله ( إنا قد أوحي إلينا) تعريض لإنذاره على التكذيب قبل حصوله منه لتبليغ الرسالة على أتم وجه قبل ظهور رأي فرعون في ذلك حتى لا يجابهه بعد ظهور رأيه بتصريح توجيه الإنذار إليه ، وهذا أسلوب القول اللين الذي أمرهما الله به. وتعريف العذاب تعريف الجنس ، فالمعرف بمنزلة النكرة ، كأنه قيل: إن عذابا على من كذب. [ ص: 231] وإطلاق السلام والعذاب دون تقيد بالدنيا أو الآخرة تعميم للبشارة والنذارة ، قال تعالى في سورة النازعات ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى).
وهذا كله كلام الله الذي أمرهما بتبليغه إلى فرعون ، كما يدل لذلك تعقيبه بقوله تعالى ( قال فمن ربكما يا موسى) على أسلوب حكاية المحاورات. وما ذكر من أول القصة إلى هنا لم يتقدم في السور الماضية.