النقص في الصلاة
النقص في أفعال الصلاة أو أقوالها يتفرّع إلى ثلاثة أنواعٍ، بيان كلّ نوعٍ منها، وما يندرج فيه فيما يأتي:
النوع الأوّل: ترك رُكنٍ، ومن أركان الصلاة: السجود، والركوع؛ فتبطل الصلاة بترك أيّ ركنٍ بقصدٍ وإرادةٍ، أمّا الترك سهواً، فلا ينجبر إن كان مُتعلّقاً بتكبيرة الإحرام، أمّا في ما يتعلّق بترك غيرها من الأركان سهواً؛ فإن تذكّرها المُصلّي قبل الوصول إلى مَحلّها، فإنّه يرجع ويأتي بالناقص، ويُتمّ صلاته، وإن تذكّرها بعد الوصول إلى مَحلّها، فإنّه يجعل الركعة القائم بها عِوضاً عن الركعة التي وقع فيها النقص، وإنْ تذكّره بعد السلام من الصلاة فإنّه يأتي بما نقص من صلاته وما يليه منها.
متى يكون سجود السهو بعد السلام ويتسلم العضوية الفخرية
والله أعلم.
السؤال
أريد أن أسأل عن الذي يزيد شيئا في صلاته سهوا وفي نفس الصلاة ينسى شيئا ، فهل يسجد سجدتين قبل التحية وبعد التحية أم ماذا؟
الحمد لله. في محل سجود السهو ، هل هو قبل السلام أو بعده ، خلاف بين أهل العلم ، والأظهر من أقوالهم: أن الزيادة في الصلاة سهوا تقتضي السجود بعد السلام ، والنقص يقتضي السجود قبل السلام ، وأما عند الشك ففيه تفصيل: فإذا ترجح عنده أحد الاحتمالين فإنه يسجد بعد السلام ، وإن لم يترجح عنده أحد الاحتمالين فإنه يسجد قبل السلام. وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم ( 12527). وإذا اجتمع سببان ، أحدهما يقتضي أن يكون السجود قبل السلام ، كنسيان التشهد الأول ، والثاني يقتضي أن يكون السجود بعد السلام ، كزيادة سجود أو ركعة سهوا ، فإنه يكفيه سجود واحد للسهو ، والأظهر أنه قبل السلام ، لا سيما إن كان إماما ، تسهيلا على المصلين ومنعا من الاضطراب الذي يحصل للمسبوق منهم إذا قام بعد السلام مباشرة. متى يكون سجود السهو بعد السلام التابعة للأمم المتحدة. قال ابن قدامة رحمه الله: "إذا سها سهوين, أو أكثر من جنس, كفاه سجدتان للجميع ، لا نعلم أحدا خالف فيه. وإن كان السهو من جنسين, فكذلك. حكاه ابن المنذر قولا لأحمد, وهو قول أكثر أهل العلم منهم النخعي, والثوري, ومالك والليث, والشافعي وأصحاب الرأي... لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا نسي أحدكم, فليسجد سجدتين) وهذا يتناول السهو في موضعين ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم سها فسلم, وتكلم بعد صلاته فسجد لهما سجودا واحدا.
اللهم ارزقني من الصبر بقدر اشتياقي لمن فرق بينا وبينه الموت. اللهم بحق محبتي له واشتياقي للقياه فاغفر له مغفرة يتعجب منها ويسألك من أي شيء هذه المغفرة يا رب فتقول له من دعاء صديقك لك.
بوح الخواطر في رثاء الرجال النوادر
تجربة أربكان ليست كأي تجربة.. إنها تجربة فريدة واجهت مصاعب وعقبات لا حصر لها، وأعادت رسم وتشكيل الخريطة التركية إثر عقود عجاف من البغي العلماني الذي وأد الدين والقيم الإسلامية، وحارب النور والفضيلة، وبث معاني الميوعة والسقوط في بنية وزوايا المجتمع التركي. في رثاء عمي لخضر. جسدت حياة أربكان كل أشكال القوة والعزم والصبر والثبات والصمود في وجه المحن والتحديات، فما إن يؤسس حزبا لإحياء قيم المجتمع ويغلقه العسكر ظلما وعدوانا حتى يؤسس حزبا آخر، وما إن يحارب في اتجاه حتى ينشط ويجتهد في اتجاه آخر دون كلل أو ملل.. وهكذا في متوالية رائعة من الإصرار العجيب الذي تفاعل بين ضلوع شخصية فريدة لا تأبه بالباطل وانتفاخ كيانه الهش ومؤسساته الباغية، ولا ترتعد من سطوة قرارته الجائرة وسياساته الرعناء. لا تقتصر حياة أربكان على المواقف الصلبة والقدرات الفكرية والسياسية الباهرة، بل إن رجل الفكر والسياسة امتلك مرونة دبلوماسية مدهشة صقلتها المحن والخطوب والتجارب والخبرات، ليشكل شخصية بديعة ذات ملامح ومكونات متكاملة تُوّجت بكاريزما ذاتية وحضور لافت لا يختلف في جدارتها وأهليتها أحد.
" من الصعب رثاء قامة كبرى كقامة أربكان الذي أفنى حياته في سبيل نصرة دينه ودعوته وإعلاء شأن شعبه وأمته، وأعطى القضية الفلسطينية الكثير الكثير "
لذا، لم يكن مستغربا أن تفتح جبهات الحرب على الرجل نيرانها من كل حدب وصوب، وأن يكون قرار إقصائه حاضرا على الدوام في كل المراحل والمحطات.
في رثاء عمي لخضر
كم من عزيزٍ أذل الموتُ مصرعه، كانت على رأسهِ الراياتُ تخفقُ. ومن لم يمتْ بالسيفِ ماتَ بغيرِه، تنوعتِ الأسبابُ والداءُ واحدُ. إِنما الموتُ مُنْتهى كُلِّ حيٍ، لم يصيبْ مالكٌ من الملكِ خُلْدا، سنةُ اللّهِ في العبادِ وأمرَ، ناطقٌ عن بقايهِ لن يردا. يحكون عن شيخ المرسلين نوح عليه السلام: أنه جاءه ملَك الموت ليتوفاه بعد أكثر من ألف سنةٍ عاشها قبل الطوفان وبعده فسأله: يا أطول الأنبياء عمراً كيف وجدت الدنيا؟ فقال: كدارٍ لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر. والموتُ حقٌ ولكن ليس كل فتىً، يبكى عليه إِذا يعروهُ فقدانُ. ليس من ماتَ فاستراحَ بميتٍ، إِنما الميتُ ميتُ الأحياءِ. إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين. إذا ذكرت الموتى فعد نفسك أحدهم. يطفئُ الموتُ ما تضيءُ الحياةُ، ووراءَ انطفائه ظُلماتُ. موت الصالح راحةٌ لنفسه، وموت الطالح راحةٌ للناس. فإذا كان الله منحنا الحياة فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت، فلا يمكن أن يكون الموت سلباً للحياة، وإنما هو انتقالٌ بها إلى حياةٍ أخرى بعد الموت ثم حياةٌ أخرى بعد البعث ثم عروجٌ في السموات إلى مالا نهاية. بوح الخواطر في رثاء الرجال النوادر. عبارات رثائية
نراع لذكر الموت ساعة ذكره و تعترض الدنيا فنلهو ونلعب، يا رب لا تفجعنا بقريبٍ أو حبيبٍ، واجعل خير أعمالنا خواتمها.
يموت الجسد وتبقى الذكرى والأعمال الخيّرة حيّة، ويبقى وحده التاريخ يحيي كل ماضِ، ويدوِّن الحقائق، ويعيد الذكريات، كلمات الرثاء لم اكتبها ولم أُدوِنها، لكنها تمثلنا كشعب مخلص، محب، كشعب يلتئم في المحن ويواسي آلامه واوجاعه بتلاحمه ورحمته وتآزره، كلمات لا توفي حق أميرنا لكنها ربما تخفف من اوجاعنا: من الصعب كتابة رثاء في رجل عظيم. كيف يرثى الجلال؟ وكيف ترثى المكانة؟ كيف يرثى التاريخ الزاخر؟ وكيف ترثى المحبة؟ كيف يكون رثاء من نشر السلام وأَتقن السياسة ونال قيادة الإنسانية؟ كم تفخر المرأة الكويتية بنيلها حقوقها السياسية بفضل سياستك الحكيمة في قبة عبدالله السالم، وكم تفخر الكويت بإنجازات سبّاقة لحقوق المرأة، التي دعمتها ووقفت معها في كل مضمار وفي كل ميدان، كنت أَباً رحيماً عطوفاً كريماً وطيباً. إِن دموع الكويتيين اليوم أكبر من وقع الأَخبار العاجلة، إن حبِهم لك يفوق أي خلاف مضى، وإنِ صورتك وصوتك وابتسامتك ولطفك مع الجميع ترك إثراً طيباً وفي نفس الوقت، ترك أَلم الفراق لمُحياك وابتسامتك الأبوية المتفائلة، نحن «عيالك» نُعبِّر عن حزننا لفراقك بأقلامنا وكلماتنا وحروفنا، والتي تمثل شعور أسى وحرقة و شجن.