الخطبة الأولى:
كل مؤمن يرجو رحمة ربه، بل هي غاية أمانيه، ومنتهى سؤله، ورحمة الله ( قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56]؛ كما أخبر الله بذلك خبرا. فأهل الإحسان موعودون بهذه الرحمة المتضمنةِ محبةَ الله لعبده، قال الله -تعالى-: ( وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195]. قال تَعالى { إنّ رحمتَ اللهِ قريبٌ من المُحْسنينَ} ولم يقل: قريبةٌ ؟!؟!. هذا الرحمة التي تستدعي المزيد من فضل الكريم الرحمن على عبده، قال تعالى: ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 58]. هذه الرحمة التي تورث هدايةَ العبد وتوفيقَه وتسديدَه وإعانته، قال الله -تعالى-: ( وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69]. وقال تعالى في شأن إبراهيم -عليه السلام-: ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الأنعام: 84]. هذه الرحمة التي تستوجب حسن العاقبة، والتمكينَ في الأرض، والذكرَ الجميل؛ كما قال تعالى عن نوح -عليه السلام-: ( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الصافات: 78 - 80].
قال تَعالى { إنّ رحمتَ اللهِ قريبٌ من المُحْسنينَ} ولم يقل: قريبةٌ ؟!؟!
قالوا: ويدل لهذا التوجيه، قوله تعالى: { وما يدريك لعل الساعة قريب} (الشورى:17) وأيضًا قوله سبحانه: { وما يدريك لعل الساعة تكون قريبًا} (الأحزاب:63) ومن هذا القيبل، قول امرئ القيس:
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا
فذكَّر ( قريب) مع أنه صفة لمؤنث، باعتبار أن القرابة قرابة مكانية لا نَسَبِيَّة. ومنه أيضًا، قول عروة بن الورد:
عشية لا عفراء منك قريبة فتدنو ولا عفراء منك بعيد
فأنَّث ( قريبة) وذكَّر ( بعيدًا) على ما تقدم. ولو كان القريب، من القرابة في النسب، لم يكن مع المؤنث إلا مؤنثًا. فهذا التوجيه الأول للآية. التوجيه الثاني قولهم: إن صيغة ( فعيل) تأتي على ضَربين، أحدهما: بمعنى ( فاعل) كقدير، وسميع، وعليم. والثاني: تأتي بمعنى ( مفعول) كقتيل، وجريح، وكحيلº كله بمعنى ( مفعول). فإذا أتت بمعنى ( فاعل) فحقٌّها إلحاق تاء التأنيث مع المؤنث دون المذكرº كجميل وجميلة، وشريف وشريفة، وصبيح وصبيحة، وصبي وصبية، ومليح ومليحة، وطويل وطويلة ونحو ذلك. وإذا أتت بمعنى ( مفعول) فلا تخرج عن حالين: إما أن تكون الصفة مصاحبة للموصوف، أو منفردة عنهاº فإن كانت الصفة مصاحبة للموصوف، استوى فيها المذكر والمؤنثº تقول: رجل قتيل، وامرأة قتيل، ورجل جريح، وامرأة جريحº وإن لم تكن الصفة مصاحبة للموصوف، فإنها تؤنث، إذا جرت على المؤنث، نحو قتيلة بني فلان.
وقيل: ذكر على النسب، كأنه قال: إن رحمة الله ذات قرب ، كما تقول: امرأة طالق وحائض. وقال الفراء: إذا كان القريب في معنى المسافة يذكر مؤنث، إن كان في معنى النسب يؤنث بلا اختلاف بينهم. تقول: هذه المرأة قريبتي، أي ذات قرابتي، ذكره الجوهري. وذكره غيره عن الفراء: يقال في النسب قريبة فلان، وفي غير النسب يجوز التذكير والتأنيث، يقال: دارك منا قريب ، وفلانة منا قريب. (1)نفسير القرطبي ج:1 ص:227 قال الله تعالى:" وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً «2»". وقال من احتج له: كذا كلام العرب، كما قال امرؤ القيس: له الويل إن أمسى ولا أم هاشم... قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا قال الزجاج: وهذا خطأ، لأن سبيل المذكر والمؤنث أن يجريا على أفعالهما. ( لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) أي في زمان قريب. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بعثت أنا والساعة كهاتين) وأشار إلى السبابة والوسطى، خرجه أهل الصحيح. وقيل: أي ليست الساعة تكون قريبا، فحذف هاء التأنيث ذهابا بالساعة إلى اليوم، كقوله:" إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ " [الأعراف: 56] ولم يقل قريبة ذهابا بالرحمة إلى العفو ، إذ ليس تأنيثها أصليا.
هذا يتشبه بالنساء، فنفاه إلى البقيع -عقاباً له في مكان غربة ووحشة، وحماية لغيره- فقيل ألا تقتله، فقال: « إني نهيت عن قتل المصلين » (رواه أبو داود:4928، وغيره وأنظر صحيح الجامع:2502). محمد صالح المنجد
أحد طلبة العلم والدعاة المتميزين بالسعودية. وهو من تلاميذ العالم الإمام عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه. 30
5
181, 081
(29) أخرجوا المخنثين من بيوتكم - أربعون نصيحة لإصلاح البيوت - محمد صالح المنجد - طريق الإسلام
وهذه الجاهلية الحديثة ما تغير فيها شيء، النساء أبدا إذا حطوا واحدة رئيسة ولا سفيرة معناه ما لها من الأمر شيء بس، يعني رمز، رمز فقط، أما الإدارة والتدبير فهو لعقول الرجال، سبحان الله. الجنس الثالث المخنثين صور واعترافات - منتديات برق. فالبشرية الآن تعيش حياة جاهلية، الجاهلية الأولى ظلمت المرأة يعني بحرمانها من أشياء كثيرة، وهذه الجاهلية ظلمت المرأة بتحميلها ما لا تطيق وما ليس من شأنها، وأكثر النساء يسخرن في مجالات المتعة، الآن هذا هو اللي يعني يُعنى بالمرأة من أجله، هي مجالات المتعة الحرام. هذا الاختلاف الكوني، اختلاف كوني خلقي اقتضى أيضا اختلاف أحكام شرعية، خلاص خص النساء بأحكام شرعية، فأحكام الشريعة منها أحكام مشتركة، أحكام مشتركة، وأحكام مختصة بالرجال، وأحكام مختصة بالنساء، الصلاة للرجال والنساء الحمد لله، والصيام للرجال والنساء، والزكاة على الرجال والنساء، والحج الفريضة على الرجال والنساء. الجهاد لمن؟ للرجال، تربية الأولاد وإرضاع الأولاد تبع النساء، فروق يعني الله، شريعة الإسلام شريعة الحكمة تنزيل من حكيم، شرع الله لكل أحد ما يناسبه، فشرع للرجال أحكاما تخصهم، وللنساء أحكاما تخصهم والأحكام العامة، من حيث الجزاء سواء ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [ الأنعام:160] ؛ هذا قدر مشترك بين الجميع.
حكم الرجلة من النساء ؟
وكذلك بالعكس. وهذه المعاني الشرعية، وحفظ مراتب الرجال ومراتب النساء، وتنزيل كل منهم منزلته التي أنزله الله بها، مستحسن عقلاً، كما أنه مستحسن شرعاً. - وإذا أردت أن تعرف ضرر التشبه التام ، وعدم اعتبار المنازل، فانظر في هذا العصر إلى الاختلاط الساقط الذي ذهبت معه الغيرة الدينية، والمروءة الإنسانية، والأخلاق الحميدة، وحَلَّ محله ضد ذلك من كل خلق رذيل. حكم الرجلة من النساء ؟. لله تعالى خلق الرجال والنساء وفرق بينهما في التكوين الخلقي، الرجل له طبيعة، والمرأة لها طبيعة، ذكورة وأنوثة، المرأة في خلقتها، الرجل له آلة تناسبه، والمرأة آلة تناسبها، المرأة عندها يكون لها ثديان يدران اللبن، وقبل ذلك يتفلكان ويتضخمان ويكبران، خلقة مختلفة، تكوين، وهذا له شأن.
الجنس الثالث المخنثين صور واعترافات - منتديات برق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا باب تحريم تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال في لباس، وحركة، وغير ذلك، يعني مما يكون به الاختصاص، وإلا فإن تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال في العمل الصالح، والمسارعة في الخيرات، والتنافس في أعمال البر والتقوى، هذا أمر لا إشكال فيه، بل أمر الله بذلك وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وإنما كان ذلك فيما يختص به الرجل أو ما تختص به المرأة. والله -تبارك وتعالى- خلق الإنسان في أحسن تقويم، وذلك يرجع إلى وصفه الباطن، ويرجع إلى وصفه الظاهر، ففي الباطن خلقه على الفطرة، وكذلك أيضًا في وصفه الظاهر خلقه بهذا الخلق السوي، رأسه إلى أعلى، يأكل بيده، جمّل الرجل باللحية، وجعل للمرأة ما يصلح لمثلها، فهو في حقها أحسن تقويم، والرجل جمله بما يصلح لمثله، فإذا كان الرجل يميل عما رسم له، وعما جبل وفطر عليه في الخلق فإن ذلك يكون خروجًا عما فطره الله عليه، وقد يكون ذلك زينة بالنسبة للمرأة. فالرجل حينما يضع الحناء في يديه ورجليه، أو ينتقش بالحناء، ثم بعد ذلك يجمل نفسه بألوان الأصباغ في وجهه، ويضع الحلي في يديه، وفي رقبته، وفي أذنيه، وما إلى ذلك، فإن ذلك يكون شينًا، وقبحًا في حقه، وهو في حق المرأة جمال، وهكذا إذا كانت المرأة تظهر في حال من الجفاف، والخشونة، وما إلى ذلك من أوصاف الرجل فإن ذلك يكون نقصًا في حقها.
292- باب تحريم تشبُّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في لباسٍ وحركةٍ وغير ذَلِكَ
1/1631- عن ابنِ عبَّاسٍ رضي اللَّه عَنْهُما قَالَ: "لَعَنَ رسُولُ اللَّه ﷺ المُخَنَّثين مِنَ الرِّجالِ، والمُتَرجِّلاتِ مِن النِّساءِ". وفي روايةٍ: "لَعنَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ المُتَشبِّهين مِن الرِّجالِ بِالنساءِ، والمُتَشبِّهَات مِن النِّسَاءِ بِالرِّجالِ" رواه البخاري. 2/1632- وعنْ أَبي هُريْرةَ قَالَ: "لَعنَ رسُولُ اللَّه ﷺ الرَّجُلَ يلْبسُ لِبْسةَ المرْأةِ، والمرْأةَ تَلْبسُ لِبْسةَ الرَّجُلِ" رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ. 3/1633- وعَنْه قَال: قَال رسُولُ اللَّه ﷺ: صِنْفَانِ مِنْ أهلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِياطٌ كأذْنَابِ الْبقَرِ يَضْرِبونَ بِها النَّاس، ونِساء كاسياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمةِ الْبُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجنَّةَ، وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وإنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مسِيرَةِ كذَا وكَذَا رواه مسلم. الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه. أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة فيها التحذير من التشبه بالرجال من جهة النساء، والتشبه بالنساء من جهة الرجال، وأنه لا يجوز لكل صنفٍ أن يتشبَّه بالآخر، فالله ميَّز هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء، فيجب أن يتميَّزوا، وألا يتشبَّه بعضُهم ببعضٍ: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء:34]، فالواجب على الرجل أن تكون له ميزة وصفة، وعلى المرأة كذلك.