لأنّه فُرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة، وتوفّي النبي -عليه الصلاة والسلام- في ربيع الأول، سنة إحدى عشر للهجرة". كيف تتم رؤية هلال رمضان ؟
إن مراقبة هلال شهر رمضان تبدأ من اليوم الـ 29 بالشهر الهجري وذلك بعد أن تغرب الشمس، وذلك من أجل أن تكون المراقبة في ساعات محدودة، حيث أن الهلال يختفي بعد ذلك ولا يتم رؤيته، كما أن رؤية الهلال عدة شروط وهي:
مقالات قد تعجبك:
لابد أن يكون الناظر باتجاه الجهة الغربية وتكون بالقرب من مغطس الشمس. العدد الذي يثبت به شهر رمضان. لابد أن يتم الرصد بالأماكن المفتوحة التي يتم مُشاهدة الأفق فيها بلا أي تأثيرات مثل الجبال أو التلال. ولابد من ابتعاد الراصد عن أي مصدر إضاءة عالية حتى لا يتم تشويش عملية الرؤية والتمكن من الرصد بشكل صحيح. إن عوامل الرطوبة والغيوم وأيضًا الطقس تؤثر بشكل كبير على رؤية القمر، وذلك لأن الشمس وضوءها يؤثر بشكل كبير على عدم وضوح الرؤية. عندما يتم مراقبة أي هلال تكون بأول الشهر وليس في الآخر، حيث أن الهلال بأول الشهر يقع بالجنوب بالمكان الذي يتقرب به الشمس، ويكون بالأعلى واتجاه الجنوب، ولكن الهلال بآخر الشهر يكون بالأسفل جهة الشمال ولا يمكن رؤيته بعد أن تغرب الشمس.
يثبت دخول شهر رمضان
ويجوزُ صومُ هذا اليوم تطوعاً، إذا كان عادته صيام الاثنين والخميس، وصادَفَ يومُ الشك أحدَ هذين اليومين، فإنه يصومُه تطوُّعاً على عادتِه، وكذا مَنْ عليه قضاءٌ من رمضان سابق، فإنه يصومُ هذا اليوم عن ذلك القضاء؛ لأنَّ الممنوعَ صيامُهُ على أنه من رمضان الجديد من باب الاحتياطِ، أو اعتماداً على قوم أهلِ الحساب أنه من رمضان، لأنَّ ذلك بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة. ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾[الأحزاب:56]. اللهم صَلِّ وسلِّم على نبينا محمد … الخ.
فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم أنه يجبُ الصيام والإِفطارُ بأَحدِ أمرين: رؤيةِ الهلال، أو إكمالِ عدة الشهر ثلاثين. وإذا رآه واحدٌ من المسلمين عند دخوله ثبتَتْ بدايةُ الشهر، ولَزِمَ المسلمين الصيامُ، فليس من شرطِه: أن يراهُ جماعةٌ من الناس، قالَ جابر -رضي الله عنه-: جاء أعرابيٌّ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنِّي رأيتُ الهلالَ -يعني: هلالَ رمضان-: فقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: " أتشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله ؟"؛ فقال: نعم، قال: " أتشهَدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله ؟" قال: نعم، قال: " يا بلالُ، أَذِّنْ في الناس أن يصوموا غداً "(رواه أبو داود). وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قالَ: " تراءَى الناسُ الهلالَ، فأخبرتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أنِّي رأيتُه، فصامَ وأمرَ الناسَ بصيامه ". وأما الشهادةُ بخروجِ شهر رمضان، فلا بُدَّ فيها من شهادةِ رجلين، قال الإِمام ابنُ القيم -رحمه الله-: وكانَ من هَدْيِه صلى الله عليه وسلم أمرُ الناس بالصومِ بشهادةِ الرجل الواحد المسلم، وخروجِهم منه بشهادةِ اثنين. يثبت دخول شهر رمضان حال رؤية. انتهى. وذلك -والله أعلم-؛ لأنَّ الدخولَ لا تُهمةَ فيه، فقُبل فيه خبرُ الواحدـ، ولأنه أحوطُ للعبادة.