وليس بعامر بنيان قوم ♦♦♦ إذا أخلاقهم كانت خرابًا
فاعلموا أن الذي يستحق رضاء الأمة ورضاء الناس هو الذي عرف واجباته فقام بأعبائها، وترقب نفسه ففاز بمعرفتها، واستفاد فأفاد، واستُهدي فهدى، وبُلِّغ فأبلغ، وتأدب فأدب، حتى يكون مصباحًا يستنير برأيه العقلاء، ويشهد بسيرته العامَّةُ، فإن من سن سنة حسنة، فله أجرها ومثل أجر من عمل بها إلى يوم القيامة. واعلموا أيها الإخوان أن الأخلاق الفاضلة المحمودة كما هي محمودة عند الناس فهي محمودة عند الله، وتقربه منه، فإذا أثنى الناس على إنسان بخير وحمدوه فهو دليل القبول عند الله، كما يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنتم شهداء الله في أرضه))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله إذا أحب إنسانًا وضع له القبول في الأرض))، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((إن الله تعالى جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها واصلًا بينه وبينكم، فحسب الرجل أن يتصل من الله بخلق منها)). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثر ما يُدخل الجنة تقوى الله، وحسن الخلق))، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق))، أخرجه أبو داود والترمذي وصححه.
تقوى الله وحسن الخلق - Youtube
قال ﷺ: «ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حُسن الخلق». إنَّ الله - تعالى - إذا أراد بعبْدٍ خيرًا، هداهُ إلى صالِح الأخلاق ، وجميل الأفعال؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر - رضي الله عنه -: « اتَّقِ الله حيثما كنت، وأتْبع السيئة الحسنة تمحها، وخالِق الناسَ بِخُلق حسن » (رواه الترمذي)، وهو حديثٌ حسن، وقال - صلى الله عليه وسلم -: « أكمل المؤمنين إيمانًا، أحسنهم خلقًا » (رواه أبو داود، وهو حسن صحيح). فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان خلقه القرآن، لا يصدر إلاَّ عنه، ولا يَتَكَلَّم إلاَّ به، ولا يحاكم الناس إلا إليه، قال - تعالى -: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9]، فحُسن الخلق ميدانٌ للتنافُس بين المؤمنين، ومِضْمار للسِّباق نحو الفوز برضا ربِّ العالمين، فقد سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال: « تقوى الله، وحُسن الخلق » (ص. الترمذي)، وعن أبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « أنا زعيمٌ ببيت في ربَض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لِمَن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لِمن حسُن خلقُه »؛ (ص.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (أن يُطاع الله تعالى فلا يُعصي، ويُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر). أنشد البعض فقال: خلّ الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقي
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
أمور تزيد التقوى في القلوب
اتباع دين الله تعالى وتعاليمه. زيادة الطاعات لله تعالى والإخلاص له في ذلك. التفكّر في الدنيا الفانية وإخراج حبها من القلب، والتفكّر في الآخرة الباقية والاستعداد لها. الحرص على الصيام، فبه يعين الله تعالى عبده على الطاعات ويحببها إليه. حسن الخلق. التفكر في الكون العظيم. اتباع السنة النبوية الشريفة، والابتعاد عن البدعة وكلّ محدثة فإنّها ضلالة. ثمار تقوى الله عزّ وجلّ
لتقوى الله عزّ وجلّ ثمارٌ عظيمةٌ لا تعدّ ولا تحصى في الدنيا والآخرة، نذطر منها:. محبة الله تعالى وهي الغاية الأسمى: وقد جاء في القرآن الكريم آياتٌ كثيرةٌ تتحدث عن محبة الله تعالى لعباده المتقين ومنها: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [آل عمران:76]. الفوز بالجنة: فقد وردت آياتٌ عديدةٌ تبشر المؤمنين بأنّ الله تعالى أعدّ لهم الجنة ووعدهم إياها ومنها: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) [القلم:34].