فَقَالَ: ( أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ) ؟! ". وفي لفظ له (2402): ( إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ ، وَإِنِّي خَشِيتُ ، إِنْ
أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ). فهذا استحياء رسول الله صلى الله عليه وسلم منه رضي الله عنه. وروى الطبراني في "المعجم الأوسط" (8601) عَنْ عَائِشَةَ عن النبي صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ عُثْمَانَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ، تَسْتَحْييِ مِنْهُ
الْمَلَائِكَةُ). وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2106). وقد روى أحمد (543) عن سَالِم أَبي جُمَيْعٍ قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، وَذَكَرَ
عُثْمَانَ وَشِدَّةَ حَيَائِهِ ، فَقَالَ: " إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ
وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ ، فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ لِيُفِيضَ عَلَيْهِ
الْمَاءَ ، يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ ". قال الهيثمي في "المجمع" (9/82): " رجاله ثقات ". قال المناوي رحمه الله: " كان يستحي حتى من حلائله ، وفي خلوته ، ولشدة حيائه كانت
تستحي منه ملائكة الرحمن " انتهى من " فيض القدير" (1/ 459). الصحابي الذي تستحي منه الملائكة. راجع جواب السؤال رقم: ( 106249) لمعرفة
خلق الحياء وصوره وآثاره.
الصحابي الذي كانت تستحي منه الملائكة هو:
وغطَّيْتَ فَخِذَيْكَ أو ساقَيْكَ بالثَّوبِ، وفي رِوايةٍ لمسْلمٍ أنَّها قالت: «ما لِي لمْ أرَكَ فَزِعْتَ لِأبِي بَكرٍ وعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهمَا كما فَزِعْتَ لِعُثمانَ؟» أي: لم تَهتَمَّ لهُما وتَحْتفي بهما كما فَعلْتَ مع عُثمانَ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَلا أَستحِيي مِن رَجلٍ تَستَحيي مِنه الملائكَةُ؟! » فغطَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَخِذَه واهتَمَّ لدُخولِ عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه اسْتِحْياءً له، لَمَّا كان الغالبُ عليه الحَياءَ، فجَزاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليه مِن جِنْسِ فِعلِه. الصحابي الذي كانت تستحي منه الملائكة هو:. وفي رِوايةٍ أُخرى عندَ مُسلمٍ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ عُثْمانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وإنِّي خَشِيتُ إنْ أذِنْتُ له علَى تِلكَ الحَالِ أَلا يَبْلُغَ إلَيَّ في حاجَتِهِ» أي: خَشِي أنْ يَمنعَه حَياؤُه مِن عَرضِ حاجتِه عليه وهو على الحالِ الَّتي قابَلَ بها أبا بَكرٍ وعُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما. وهَذا وإنْ كانَ فِيه فَضيلةٌ لعُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه إلَّا أنَّه لا يَحُطُّ مِن قَدْرِ أَبي بكرٍ وعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما عندَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقِلَّةُ الالتِفاتِ إليهما؛ لأنَّ قاعدَةَ المَحبَّةِ إذا كَمَلَت واشتَدَّت ارتَفَعَ التَّكلُّفُ، كما قيلَ: إذا حَصَلتِ الأُلفَةُ بَطَلتِ الكُلفَةُ، واللهُ أعلمُ.
ولا يستدل بهذا الحديث على أن الفخذ ليست بعورة؛ لكون المكشوف في الحديث مشكوكا فيه, هل هو الساقان أم الفخذان, فلا يلزم منه الجزم بجواز كشف الفخذ؛ ولأن الأحاديث التي فيها كشف الفخذ جاءت من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لا من قوله، ورواها صغار الصحابة، وأما الأحاديث التي فيها أن الفخذ عورة فهي أحوط، ورواها كبار الصحابة، وهي من قوله، والقول مقدم على الفعل، والفعل له احتمالات, ولأن الكشف جاء مع خاصة الإنسان وليس عامًّا في كل مكان، والقول بأن الفخذ عورة عليه فتوى اللجنة الدائمة. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
الصينية
الفارسية
الهندية
الكردية
الهوسا
عرض الترجمات