المباح بالنسبة للكل: أنّما نجب أن نلاحظهُ أن المباح على ما فسرناه إنّما هو بالنسبة للجزء، وأمّا بالنسبة للكل فهو إمّا مطلوب الفعل أو الترك، فالإباحة تتجه إلى الجزئيات، لا إلى الكليات، وإلى بعض الأوقات، لا إلى جميع الأزمان، فترك الطيبات مندوب، والتخيير في جزئياتها فعلاً وتركاً ووقتاً دون وقت مباح حلال، الأكل: فهو مباح، بمعنى: أنّ للمكلف أن يتخير أنواع المطعومات المباحة، فيأخذ منها ما يشاء ويترك ما يشاء، كما له أن يترك الأكل في وقت من الأوقات، ولكنَّ أصل الأكل مطلوب فعله من حيث الجملة، لأنّ فيه حياة الإنسان. وحفظ الحياة مطلوب من المكلف، والتمتع بالطيبات من مأكل ومشرب وملبس: مباح من حيث الجزء، وفي بعض الحالات، فللمكلف أن يتمتع أو لا يتمتع بهذا الجزئي من الطيبات، مأكولاً كان، أومشروباً، أو ملبوساً، حتى لو تركه في بعض الأوقات مع القدرة عليه لا حرج عليه، ولكن لو تركه جملةً لكان على خلاف المندوب شرعاً، ففي الحديث عن النبي: (إنّ الله يحبُ أن يرى أثر نعمتهِ على عبده). أقرأ التالي منذ يومين حديث في كيفية خلق الآدمي وخواتيم الأعمال منذ يومين حديث في فضل الإجتماع على ذكر الله منذ يومين حديث في رفع العلم قبل الساعة منذ يومين حديث في خلق الإنسان على الفطرة منذ يومين قصة دينية للأطفال عن الغيرة وأثرها في زرع الكراهية منذ يومين قصة دينية للأطفال عن الرحمة بالنساء منذ يومين قصة دينية للأطفال عن القضاء والقدر منذ يومين قصة دينية للأطفال عن التيمم وأهميته في الطهارة منذ يومين قصة دينية للأطفال عن ضرورة حفظ القرآن الكريم ضمن أحكام التجويد منذ يومين قصة دينية للأطفال عن قبول الهدية
أحكام المكروه
انتهى. وقال أيضا في مجموع الفتاوى: وكل واحد من الواجب والمستحب يحبه الله ويرضاه. انتهى. والله أعلم.
مكروهات الصلاة والحكمة من النهي عنها
بعد أن تعرفت معي على ماهو المكروه نتعرف الآن على
مكروهات الصلاة وهي كالتالي:
{{ الالتفات القليل في الصلاة بغير حاجة}}:
ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة قال:
"هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد" رواه البخاري،
والاختلاس هو السرقة والنهب وهذا الالتفات هو اختلاس معنوي
بالقلب بسبب وساوس الشيطان،
وقد اشتكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحال فقال له:
"ذاك شيطان يقال له خنزب، فإن أحسست به فاتفل عن يسارك
ثلاث مرات وتعوذ بالله منه" رواه مسلم. وهناك اختلاس حسي وهو الالتفات بالوجه وذلك كأن تلتفت أمٌ إلى
رضيعها خوفًا عليه فهذا التفات لابأس به لأنه من الحاجة. تعريف المكروه والمحظور. أما الالتفات والحركة بالبدن غير الوجه فهذا يفسد الصلاة
لأنه يتنافي مع الخشوع والإقبال على الله تعالى. {{ رفع البصر إلى السماء}}:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال:
"ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله
في ذلك حتى قال: لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم" رواه البخاري
والنظر في الصلاة يكون موضع السجود لأن رفع البصر يجعلك
لا تخشع في صلاته وتنشغل بالأشياء التي تراها،
وقد قال بعض العلماء أن رفع البصر إلى السماء حرام وليس بمكروه.
المكروه - ويكي شيعة
د. يوسف القرضاوي
في أدنى مراتب المنهيات تأتي المكروهات، والمقصود بها: المكروهات التنزيهية، فمن المعلوم: أن هناك مكروهات تحريمية، ومكروهات تنزيهية، والمكروه التحريمي هو: ما كان إلى الحرام أقرب، والمكروه التنزيهي هو: ما كان إلى الحلال أقرب، وهو المراد بكلمة المكروه عند الإطلاق.
ومن قرأ وطول الأولى أكثر من الثانية، وقرأ في الأولى سورة طويلة، ثم
في الثانية قرأ بسورة أخرى قبلها، فالراجح أن هذا ليس بتنكيس مكروه،
فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ذات يوم قيام الليل وابتدأ
بالبقرة ثم ثنى بالنساء، ثم رجع إلى آل عمران. ثم أيضاً ذاك الرجل الذي كان يستفتح صلاته بـ: { قل هو الله أحد} ثم يقرأ ما تيسر، فشكوه
إلى رسول الله عليه السلام فسألة عن سر فعله هذا، فقال: إني أحبها،
فقال له صلى الله عليه وسلم: " حبك اياها
أدخلك الجنة "، فأقره على فعله. 40
16
273, 612
تعريف المكروه والمحظور
المتأمل في الخريطة الفقهية المعاصرة ، يجد اندثار رتبة ( الكراهة) فقد أصبحت اللغة الفقهية اليوم في مجال المنهيات مقصورة على رتبة الحرام ، فإذا لم يكن الأمر المبحوث حرامًا ، انتقل إلى أقصى اليمين من دائرة العفو، فصار ( جائزا). هكذا بالقفز على رتبة ( المكروه). والمكروه الذي نقصده هنا هو قسيم الحرام، وهو ما اصطلح على تعريفه بأنه: " ما تركه خير من فعله، ولا عقاب في فعله ". وهو ما يثاب المكلف في تركه امتثالاً، وإذا فعله فلا يعاقب على فعله، ولكن يقال عنه بأنه مخالف. قال القاري في " فتح العناية":" إنما يكون – فعله لوثة مخالفة في صحيفة الإنسان ". ما هو المكروه. فالمكروه المراد هنا أحد مراتب الحكم الشرعي الخمس، وهي: الواجب، والمسنون، والحرام، والمكروه، والجائز. المكروه في كتب التراث
ووصف الشيء بالكراهة كان مألوفا ومعتادا في كتب التراث. تطالعنا كتب التراث بعناوين مثل: مكروهات الوضوء، مكروهات الصلاة، مكروهات الطواف، مكروهات الصيام، مكروهات السعي بين الصفا والمروة، وهكذا، حتى في أبواب المعاملات، نجد بابًا بعنوان ( الحظر والكراهية)، كما ألفينا أنواعًا من البيع توصف بالمكروهة، وأنواعًا من النكاح توصف بالأنكحة المكروهة، بل رأينا كيف أن الشارع سمى الطلاق أبغض = أكره الحلال!
إن المكروه ـ كما يعرفه العلماء ـ هو ما كان في تركه أجر، ولم يكن فعله وزر؛ فلا عقاب إذن على من ارتكب المكروه التنزيهي، إنما قد يعاتب إذا كان في مرتبة من يعاتب على مثل ذلك، ولا سيما إذا تكرر منه. لكن لا ينبغي أن ينكر مثل ذلك، فضلا عن أن يشدد في إنكاره، كما لا يجوز أن يشغل الناس بمحاربة المكروهات، وهم واقعون في صرائح المحرمات...................
- من كتاب "في فقه الأولويات.. دراسة جديدة في ضوء القرآن والسنة" لفضيلة الشيخ.