ويحكم يا معشر قريش ، اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف ". هكذا رأيته عن أسامة بن زيد ، وصوابه عن أسماء بنت يزيد بن السكن ، أم سلمة الأنصارية ، رضي الله عنها ، فلعله وقع غلط في النسخة أو في أصل الرواية ، والله أعلم. آخر تفسير سورة " لإيلاف قريش ".
- تفسير سورة قريش للسعدي - إسألنا
- سورة ص - تفسير السعدي - طريق الإسلام
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة قريش - الآية 4
- تفسير سورة قريش السعدي - إسألنا
تفسير سورة قريش للسعدي - إسألنا
تفسير سورة قريش السعدي
سورة ص - تفسير السعدي - طريق الإسلام
هذا الموحى به إليك- يا محمد- كتاب أنزلناه إليك مبارك؟ ليتفكروا في
آياته, ويعطوا بهدايات ودلالاته, وليتذكر أصحاب العقول السليمة ما كلفهم الله به. ووهبنا لداود ابنه سليمان, فانعمنا به
عليه, وأقررنا به عينه, نعم العبد سليمان, إنه كان كثير لرجوع إلى الله والإنابة
إليه. اذكر حين عرضت عليه عصرا الخيول الأصيلة السريعة, تقف على ثلاث قوائم
وترفع الرابعة؟ لنجابتها وخفتها, فما زالت تعرض عليه حتى غابت الشمس. فقال: إنني آثرت حب المال عن ذكر ربي حتى غابت عن عينيه,
ردوا علي الخيل التي عرضت من قبل, فشرع يمسح سوقها وأعناقها. ولقد ابتلينا سليمان وألقينا على كرسيه شق
ولد, ولد له حين أقسم ليطوفن على نسائه, وكلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله, ولم
يقل؟ إن شاء الله, فطاف عليهن جميعا, فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق
ولد, ثم رجع سيمان إلى ربه وتاب,
قال: رب اغفر لي ذنبي, وأعطني ملكا عظيما
خاصا لا يكون مثله لأحد من البشر بعدي, إنك- سبحانك- كثير الجود والعطاء. تفسير سورة قريش للسعدي - إسألنا. فاستجبنا له, وذللنا الريح تجري بأمره طيعة مع قوتها, وشدتها حيث أراد
وسخرنا له الشياطين يا يستعملها في أعماله: فمنهم البناؤون والغواصون
في البحار
وآخرون, وهم مردة الشياطين, موثوقون في الأغلال
هذا الملك العظيم
والتسخير الخاص عطاؤنا لك يا سليمان, فأعط من شئت أو امنع من شئت, لا حساب عليك.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة قريش - الآية 4
والحال أنهم كفروا بالحق الذي لا شك فيه ولا مرية، ومن رد الحق فمحال أن يوجد له دليل أو حجة تدل على صحة قوله، بل مجرد العلم بالحق يدل على بطلان قول من رده وفساده. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة قريش - الآية 4. ومن عداوتهم البليغة أنهم { يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} أيها المؤمنون من دياركم، ويشردونكم من أوطانكم، ولا ذنب لكم في ذلك عندهم، إلا أنكم تؤمنون بالله ربكم الذي يتعين على الخلق كلهم القيام بعبوديته، لأنه رباهم، وأنعم عليهم، بالنعم الظاهرة والباطنة، وهو الله تعالى. فلما أعرضوا عن هذا الأمر، الذي هو أوجب الواجبات، وقمتم به، عادوكم، وأخرجوكم - من أجله - من دياركم، فأي دين، وأي مروءة وعقل، يبقى مع العبد إذا والى الكفار الذين هذا وصفهم في كل زمان أو مكان؟" ولا يمنعهم منه إلا خوف، أو مانع قوي. { إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي} أي: إن كان خروجكم مقصودكم به الجهاد في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله، وابتغاء مرضاة الله فاعملوا بمقتضى هذا، من موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه، فإن هذا هو الجهاد في سبيله وهو من أعظم ما يتقرب به المتقربون إلى ربهم ويبتغون به رضاه. { تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ} أي: كيف تسرون المودة للكافرين وتخفونها، مع علمكم أن الله عالم بما تخفون وما تعلنون؟!
تفسير سورة قريش السعدي - إسألنا
وإن لسليمان عدنا
في الدار الآخرة لقربة وحسن مرجع. واذكر-
يا محمد- عبدنا أيوب, حين دعا ربه أن الشيطان تسبب لي بتعب ومشقة, وألم في جسدي
ومالي وأهلي. فقلنا
له: اضرب برجلك الأرض ينبع لك منها ماء بارد, فاشرب منه, واغتسل فيذهب عنك الضر
والأذى. فكشفنا عنه ضره
وأكرمناه ووهبنا له أهله من زوجة وولد, وزدناه مثلهم بنين وحفدة, كل ذلك رحمة منا
به وإكراما له على صبره, وعبرة وذكرى لأصحاب العقول السليمة؟ ليعلموا أن عاقبة
الصبر الفرج وكشف الضر. وقلنا له: خذ
بيدك خزمة شماريخ, فاضرب بها زوجك إبرارا بيمينك, فلا تحنث؟ إذ أقسم ليضربنها
مائة جلدة على خطأ ارتكبته. إنا وجدنا أيوب صابرا على البلاء, نعم العبد هو, إنه رجاع إلى طاعة الله. واذكر- يا محمد-
عبادنا وأنبياءنا, إبراهيم واسحاق ويعقوب؟ فإنهم أصحاب قوة في طاعة الله, وبصيرة
في دينه. تفسير سورة قريش السعدي - إسألنا. إنا خصصناهم
بخاصة عظيمة, حيث جعلنا ذكرى الدار الأخرة في قلوبهم, فعملوا لها بطاعتنا, ودعوا
الناس إليها, وذكروهم بها. لأنهم عندنا لمن
الذين اخترناهم لطاعتنا, واصطفيناهم لرسالتنا. عبادنا: إسماعيل, واليسع, وذا الكفل, بأحسن الذكر; إن كلا منهم من الأخيار الذين
اختارهم الله من الخلق, واختار لهم أكمل الأحوال والصفات.
هذا القرآن ذكر
وشرف لك- يا محمد- ولقومك. وإن لأهل تقوى الله, وطاعته لحسن مصير عندنا
في جنات إقامة,
مفتحة لهم أبوابها,
متكئين
فيها على الأرائك المزينات, يطلبون ما يشتهون من أنواع الفواكه الكثيرة والشراب,
من كل ما تشتهيه نفوسهم, وتلذه أعينهم. وعندهم نساء
قاصرات أبصارهن على أزواجهن متساويات في السن
هذا
النعيم هو ما توعدون به- أيها المتقون- يوم القيامة,
إنه لرزقنا لكم,
ليس له فناء ولا انقطاع. هذا الذي سبق
وصفه للمتقين. وأما المتجاوزون الحد في الكفر والمعاصي, فلهم شر مرجع ومصير,
وهو النار يعذبون
فيها, تغمرهم من جميع جوانبهم, فبئس الفراش فراشهم
هذا العذاب ماء
شديد الحرارة, وصديد سائل من أجساد أهل النار فليشربوه,
ولهم عذاب آخر من
هذا القبيل أصناف وألوان. وعند توارد
الطاغين على النار يشتم بعضهم بعضا, ولقول بعضهم لبعض: هذه جماعة من أهل النار
داخلة معكم, فيجيبون: لا مرحبا بهم, ولا اتسعت منازلهم في النار, إنهم مقاسون حر
النار كما قاسيناها. قال
فوج الأتباع للطاغين: بل أنتم لا مرحبا بكم؟ لأنكم قدمتم لنا سكنى النار لإضلالكم
لنا في الدنيا, فبئس دار الاستقرار جهنم. فال فوج الأتباع:
ربنا من أضلنا في الدنيا عن الهدى فضاعف عذابه في النار-
وقال الطاغون: ما
بالنا لا نرى معنا في النار رجالا كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار الأشقياء؟
هل
تحقيرنا لهم واستهزاؤنا بهم خطأ, أو أنهم معنا في النار, لكن لم تقع عليهم
الأبصار؟
إن
ذلك من جدال أهل النار وخصامهم حق واقع لا مرية فيه.