اختبىء النبي، صلى الله عليه وسلم، وصديقه في غار ثور، وكان المشركون يتتبعون آثار أقدامهما، وبحثوا عنهما في كل مكان حتى وصلوا إلى الغار الذي كانا فيه، فنظر أبو بكر إلى أقدام المشركين فقال: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم، يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما. قصه سيدنا محمد كامله. حفظ الله نبيه وأعمى أبصار المشركين عن رؤيته وصاحبه رغم أنهم كانوا على بُعد أمتار قليلة منهما، مكثا في الغار ثلاثة أيام وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتي بالطعام إليهما، شقت نطاقها نصفين فجعلت الطعام في أحدهما وربطت وسطها بالآخر. سار النبي (ص) حتى نزل بقباء القريبة من المدينة المنورة، أسس مسجد قباء وهو أول مسجد أُسس بعد النبوة، ووصل محمد وأبو بكر إلى المدينة المنورة ورحب الأنصار والمهاجرون به،تم استدعاء المسلمين في جميع أنحاء المدينة المنورة للتجمع في مسجد صلى فيه محمد (ص). الحروب
سمع مشركو قريش في مكة أن المسلمين في المدينة يريدون القتال ضد أهل مكة الذين أحرقوا منازلهم وسرقوا ممتلكاتهم، فأرسلوا جيشًا من ألف محارب لمواجهة المسلمين، التقيا في بدر ولكن المشركين هُزموا وقُتل أبو جهل. خسر المسلمون المعركة الثانية في أُحد، بعد عام واحد من القتال في بدر، حيث تلقى جيش مكة مساعدة خارجية ولم يستمع الرماة المسلمون إلى تعليمات النبي (ص) واستغل خالد بن الوليد ذلك بذكاء، وقُتل حمزة أخر عم لمحمد (ص)، بعدما ألقى عبد من مكة رمحًا في صدره أصيب النبي (ص) نفسه.
- قصة سيدنا محمد كاملة
- قصه سيدنا محمد كامله
قصة سيدنا محمد كاملة
إن قصص الأنبياء بالقرآن الكريم التي نزلت على أشرف الخلق والمرسلين كان فيها تحدي كبير لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، حيث أنهم كانوا يعتبرون أنفسهم هم أهل العلم والمعرفة بأخبار الأنبياء جميعا والأقوام السابقين. كما أن في قصص الأنبياء والأقوام الذين سبقونا التي قصها علينا القرآن الكريم الكثير من العظات والعبر للمشركين والكفار لعلهم يتعظون بها فيرجعون. ومن أهم فوائد قصص الأنبياء بالقرآن الكريم تصديق كلام خير المرسلين سيدنا "محمد" صلَّ الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. جاءت قصص الأنبياء تأكيدا على صدق رسول الله، فهو صلَّ الله عليه وسلم لم يجالس الأحبار ولا الرهبان. عندما كفل سيدنا "زكريا" عليه السلام السيدة "مريم" وضمها لنفسه وبنى لها بيتاً. وقال "محمد بن إسحاق" ضمها لخالتها (زوجة سيدنا زكريا) حتى شبت واستوى عودها فبنى لها محرابا بالمسجد، وجعل الباب في وسطه لا يرقى إليها إلا بسلم مثل باب الكعبة لا يصعد إليه إلا بسلم. قصة سيدنا محمد كاملة للكبار. وكان لا يصعد إليه إلا سيدنا "زكريا" عليه السلام، وكان يأتيها بطعامها وشرابها كل يومٍ. قال "الربيع بن أنس": (كان سيدنا زكريا عليه السلام إذا خرج من محراب مريم عليها السلام أغلق عليها سبعة أبواب ورائه؛ وإذا دخل عليها غرفتها وجد عندها رزقا، أي وجد عندها أنواع من الفاكهة بغير أوانها، أي فاكهة الشتاء بفصل الصيف، وفاكهة الصيف بفصل الشتاء).
قصه سيدنا محمد كامله
بعدها بعث أبرهة أحد رجاله إلى مكة وقال له: سل عن سيد هذا البلد وشريفها، ثم قل له: إن الملك يقول لك: إني لم آت لحربكم، إنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تتعرضوا لي فلا حاجة لي في دمائكم. فلما قال ذلك لعبد المطلب قال له: والله ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت الله الحرام، وبيت خليله إبراهيم عليه السلام، فإن يمنعه منه فهو حرمه، وإن يخل بينه وبينه فوالله ماعندنا دفع عنه، فقال له رسول أبرهة: فانطلق معي إليه، فإنه قد أمرني أن آتيه بك، فذهب إليه مع بعض أبنائه، وكان عبد المطلب وسيما جميلا مهابا، فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه، ونزل عن كرسيه وجلس بجانبه على الأرض، ثم قال له: ما حاجتك؟ فقال عبد المطلب: حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي،
حفر بئر زمزم »
بينما عبد المطلب نائم في حجر الكعبة إذ أتاه هاتف يأمره بحفر زمزم يقول عبد المطلب: إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال: احفر طيبة. قلت: وما طيبة؟ ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال: احفر المضنونة. فقلت: وما المضنونة؟ ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال: احفر زمزم. قلت: وما زمزم؟ قال: لا تنزف أبدا ولا تذم، تسقى الحجيج الأعظم (أي أن ماءها لا ينتهي أبدا) ولما بين له شأنها ودله على موضعها وعرف أنه قد صدق، أصبح بمعوله ومعه ابنه الحارث، ليس له يومئذ ولد غيره، فحفر فيها، فلما بدا لعبد المطلب الحجارة التي تغطي البئر كبر، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته، فقاموا إليه فقالوا: يا عبد المطلب، إنها بئر أبينا إسماعيل، وإن لنا فيها حقا، فأشركنا معك فيها. قال: ما أنا بفاعل، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم، فقالوا له: فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها. قصة سيدنا محمد حقيقية كاملة. قال: فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه، قالوا: كاهنة بني سعد هذيم، قال: نعم، وكانت على حدود الشام، فركب عبد المطلب ومعه جماعة من بني عبد مناف، وركب من كل قبيلة من قريش جماعة، والأرض إذ ذاك صحراء لا نهاية لها، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك الصحراء بين الحجاز والشام فني ماء عبد المطلب وأصحابه؛ فظمئوا حتى أيقنوا بالهلاك، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم وقالوا: إنا بمفازة (أي صحراء) ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم، وما يتخوف على نفسه وأصحابه قال: ماذا ترون؟ قالوا: ما رأينا إلا تبع لرأيك، فمرنا بما شئت.