رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) وقوله: ( فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) ذكر غير واحد من السلف والمفسرين أنه اشتغل بعرضها حتى فات وقت صلاة العصر والذي يقطع به أنه لم يتركها عمدا بل نسيانا كما شغل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق عن صلاة العصر حتى صلاها بعد الغروب وذلك ثابت في الصحيحين من غير وجه ، من ذلك عن جابر قال: جاء عمر ، رضي الله عنه يوم الخندق بعد ما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش ، ويقول: يا رسول الله ، والله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والله ما صليتها " فقال: فقمنا إلى بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب ويحتمل أنه كان سائغا في ملتهم تأخير الصلاة لعذر الغزو والقتال. والخيل تراد للقتال. إعراب قوله تعالى: ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق الآية 33 سورة ص. وقد ادعى طائفة من العلماء أن هذا كان مشروعا فنسخ ذلك بصلاة الخوف ومنهم من ذهب إلى ذلك في حال المسايفة والمضايقة ، حيث لا يمكن صلاة ولا ركوع ولا سجود كما فعل الصحابة رضي الله عنهم في فتح تستر ، وهو منقول عن مكحول والأوزاعي وغيرهما والأول أقرب; لأنه قال بعدها: ( ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق) قال الحسن البصري.
إعراب قوله تعالى: ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق الآية 33 سورة ص
رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) وقوله ( رُدُّوهَا عَلَيَّ) يقول: ردّوا عليّ الخيل التي عرضت عليّ, فشغلتني عن الصلاة, فكروها عليّ. كما حدثني محمد بن الحسين, قال: ثنا أحمد بن المفضل, قال: ثنا أسباط, عن السديّ ( رُدُّوهَا عَلَيَّ) قال: الخيل. وقوله ( فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأعْنَاقِ) يقول: فجعل يمسح منها السوق, وهي جمع الساق, والأعناق. من فرائد ابن عاشور لقوله تعالى: (رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ) - إسلام أون لاين. واختلف أهل التأويل في معنى مسح سليمان بسوق هذه الخيل الجياد وأعناقها, فقال بعضهم: معنى ذلك أنه عقرها وضرب أعناقها, من قولهم: مَسَحَ علاوته: إذا ضرب عنقه. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأعْنَاقِ) قال: قال الحسن: قال لا والله لا تشغليني عن عبادة ربي آخر ما عليك, قال قولهما فيه, يعني قتادة والحسن قال: فكَسَف عراقيبها, وضرب أعناقها. حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ ( فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأعْنَاقِ) فضرب سوقها وأعناقها. حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع, قال: ثنا بشر بن المفضل, عن عوف, عن الحسن, قال: أمر بها فعقرت. وقال آخرون: بل جعل يمسح أعرافها وعراقيبها بيده حُبًّا لها.
من فرائد ابن عاشور لقوله تعالى: (رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ) - إسلام أون لاين
قال العلماء: والشق هو الجسد الذي ألقي على كرسيه، وهي عقوبته ومحنته، لأنه لم يستثن لما استغرقه من الحرص، وغلب عليه من التمني. وقيل: نسي أن يستثني، كما صح في الحديث، لينفذ أمر اللّه ومراده فيه. واللّه أعلم. ومعنى: لم يستثن أي لم يقل إن شاء اللّه.. إعراب الآية رقم (35): {قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)}. الإعراب: (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف... والياء مضاف إليه (لي) متعلّق ب (اغفر)، (لي) الثاني متعلّق ب (هب)، (لا) نافية (لأحد) متعلّق ب (ينبغي)، (من بعدي) متعلّق بنعت لأحد (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (الوهّاب). جملة: (قال) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة النداء وجوابها.. في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (اغفر) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (هب) لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر. وجملة: (لا ينبغي) في محلّ نصب نعت ل (ملكا). وجملة: (إنّك أنت الوهّاب) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (أنت الوّهاب) في محلّ رفع خبر إنّ.. إعراب الآيات (36- 40): {فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (36) وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (38) هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)}.
فكيف ، ولا حجة في قول أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ انتهى كلام ابن حزم. وأقول: الذي يتجه أن هذه القصة أشير بها إلى نبأ لديهم; لأن التنزيل الكريم مصدق الذي بين يديه ، إلا أن له الهيمنة عليه ، فما وقف فيه على حد من أنباء ما بين يديه ، يوقف عنده ولا يتجاوز ، وحينئذ ، فالقصة المعروفة عندهم هي التي أشير إليها. لكن مع الهيمنة عليها; إذ لا تقبل على علاتها. وقوله تعالى: