لماذا خلق الله الخلق وهو يعلم مصيرهم فى الجنة أو النار ؟ - YouTube
لماذا خلق الله الخلق - منبع الحلول
الإلحاد
الخميس يوليو 2020
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
الشيخ / إيهاب شاهين
فيمارِس الملحد -أو الملاحدة- ما يسمَّى بالإرهاب الفكري مِن منطلق أنه -زعمًا منه- يملك الحقيقة المطلقة، ويبدأ مِن خلال هذه الملكية الفكرية المزعومة يطرح أسئلة على عقول الشباب ظنًّا منه عجزهم عن الإجابة، ومِن ثَمَّ لاقتناعهم بفكرته، ولو تأملنا أطروحاتهم لوجدناها ما هي إلا توهمات وخيالات، ولا أريد أن أصل بها إلى درجة الشبهات، ولكن لأنها صادفتْ عقولًا متوقفة عن العمل، فأصبحت بالنسبة لها شبهات، ومِن هنا كان طرحها والرد عليها. الشبهة الأولى:
يقولون: لماذا خلقنا الله؟! هل هو في حاجة إلينا؟! وهذه يرجع إليها تفصيلًا في كتب العقيدة، وعلى كُلٍّ؛ لا بد مِن العلم بأن الله -تعالى- كرَّم كل بني آدم -يعني البشر- على سائر مخلوقاته، كما قال -تعالى-: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا) (الإسراء:70) ، فالبشر أفضل مخلوقات الله -تعالى-، وقد جعل لهم قدرة واختيار وإرادة لفعل الطاعة أو المعصية، وهذه إحدى غايات الخلق، قال -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:2).
ذات صلة لماذا خلق الله البشر ما الغاية من خلق الانسان
لماذا خلق الله الناس مختلفين؟
يعدّ الاختلاف بين الناس سنّة من سنن الله -تعالى- في خلقه، فقد خلق الله -تعالى- خلقاً لا يختلفون وهم الملائكة، وخلق خلقاً لا يقدرون على الاختلاف كالجمادات. لذا كان من تمام كمال وقدرة الله -تعالى- أن يخلق خلقاً مختلفين، قال -تعالى-: ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ). [١] ومع اختلاف أهل العلم في قوله -تعالى-: (وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)، [١] هل يقصد به خلقهم للرحمة أم خلقهم للاختلاف، [٢] إلّا أنّ أهل العلم متفقون على أنّ الخلق مختلفون، ومن أسباب خلق الناس مختلفين ما يأتي:
تأكيدًا على وحدانية الله
يقول الله -تعالى-: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، [٣] فالناظر في الكون يجد أنّ الاختلاف يتمثّل بخلق الثنائية في الكون مرة في المشاعر، مثل الرضا والغضب، والفرح والحزن. ومرة في المخلوقات الضخمة، كالسماء والأرض، والبر والبحر، وفي الناس كالذكر والأنثى، وفي أوصافهم كالغنى والفقر، والقصر والطول، والذكاء والبلادة.