تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
البيوت التراثية دفء حضاري وتناغم بيئي
كانت بيوت الحجر مقتصرة على مساكن الحكام والحصون المنيعة، ثم ما إن ساهم قطاع التجارة البحرية وعملية الاحتكاك مع البلدان الأخرى في تعزيز وانتشار بناء هذه البيوت التي دخل في تركيبها الحديد والزجاج. البراجيل
أبرز أشكال البيوت في الامارات قديماً، معلم معماري كان مميزاً في البيوت القديمة في الامارات، فمن الأساسي أن يتوفر في المسكن قناة هوائية واحدة على الأقل ويزداد عددها اعتماداً على سعة المنزل وعدد الغرف والقدرة المالية لقاطنيه. البرجيل، كلمة تعني مسرب الريح أو لاقط الهواء، برج طويل مستطيل الشكل يعلو سطح المبنى، ذات جوانب وأطراف ملتحمة، يتكون من أربع أعمدة. البيوت التراثية دفء حضاري وتناغم بيئي. تكمن العملية في إن الهواء يهب على السطح فيمر عبر المنفذ من الداخل، والهواء الساخن يرتفع إلى الأعلى، ومع ازدياد حركة الريح يزداد الهواء وبالتالي تكون عملية التبريد أفضل، أي مروحة معمارية أو مكيف هواء محلي تغلب عليه سكان الإمارات المناخ القاسي ودرجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف. ثم ما إن ينفذ الهواء عبر القنوات العامودية إلى داخل الغرف، مما يساعد في التقليل من درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة وتبريد الغرفة أو الحجرة. معظم براجيل دولة الإمارات أقيمت بشكل مكثف في عام 1930م، تختلف أشكالها ونقوشها الزخرفية، إلا عن آلية عملها واحدة.
جريدة الرياض | «بيوت الطين» المهجورة تحوّلت إلى «قرى تراثية سياحية»
كما وتبنى هذه البراجيل على ارتفاع معين من سطح المبنى، حيث تكون سرعة الرياح عند هذا الارتفاع أكبر بضعف ونصف من سطح الأرض. كما يمكن أن نتعرف على الشكل المعماري للبراجيل، والتي مازال الكثير منها موجوداً إلى يومنا هذا، خصوصاً في حي الفهيدي في دبي وسوق المجرة في إمارة الشارقة. التصميمات الإسلامية وهندسة الأعمدة والأبواب والنوافذ
أهم ما يميز البيوت قديما هي الخصوصية وتوفر عاملي الأمان والتهوية الممتازة، فمعظم التصميمات الخاصة بالأعمدة والأبواب والنوافذ والبراجيل اتخذت التصاميم الإسلامية والهندسية المعمارية المميزة لها. وانطلاقا من أهمية الحفاظ على تراث وتاريخ دولة الإمارات، أصدر بريد الإمارات مجموعة من الطوابع التي توثق أكثر أنواع البيوت القديمة في الامارات انتشاراً في الدولة وتضمنت هذه المجموعة أربعة طوابع من فئات نقدية متعددة وهي:
• يحمل الطابع الأول صورة بيت العريش والذي يتكون من أغصان النخيل وخشب الجندل والحبال. • أما الطابع الثاني فيحمل صورة بيت الطين المصنوع من الطين والتبن، والمسقوف بالطين والجندل. جريدة الرياض | «بيوت الطين» المهجورة تحوّلت إلى «قرى تراثية سياحية». • ويحمل الطابع الثالث صورة بيت الحصى الحجري الذي يبنى على شكل مستطيل ويتكون من الحجارة والحصى والأسمنت.
كما كانت تعمل منه المزاريب، وهي المجاري التي تركب في الأسطح لصرف مياه الأمطار، وهي من أهم ملامح العمران التقليدي في الإمارات. نموذج آخر من نماذج الأنماط المعمارية التي تميزت بها عمارة الإمارات، هو «البراجيل» ويقصد بها «الأبراج الهوائية» التي تعلو المباني، خصوصاً في دبي، وتتضمن فتحات لتمرير الهواء، إذ كانت العنصر الرئيس في تلطيف درجات الحرارة داخل المباني القديمة قبل استخدام المكيفات. وللبراجيل تصميمات وأحجام متنوّعة تختلف باختلاف القدرة المالية لصاحب المنزل ومساحة البيت. وهي عبارة عن بناء مرتفع مربع الشكل يبنى على سطح الغرف الرئيسة في البيوت القديمة، ويقام بين زواياه الأربع جداران متقاطعان يقسمان الفراغ إلى أربع فتحات مثلثة بأسلوب يسمح بالتقاط الهواء من جميع الجهات، أما قاعدته فهي مربعة أو مستطيلة الشكل، قد يصل ارتفاعها إلى سبعة أمتار. وإلى جانب أهميتها الوظيفية، كانت البراجيل من العناصر الجمالية للعمارة القديمة، فكانت تضاف لها حليات في أركانها العلوية. ويرجع الباحثون ومن بينهم الباحث الإماراتي ناصر العبودي، في بحثه «العمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة»، بداية استخدام البراجيل في البيوت الإماراتية إلى الفترة التي شهدت وصول التجار القواسم إلى مدينة دبي، واستقرارهم في منطقة تسمى «الفهيدي»، التي مازالت حتى الآن تحتوي على العديد من البيوت المزوّدة بأبراج الهواء.