وأول هذه الأمور ما تضمنه قوله سبحانه: (( إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا)) أي: تثبتوا في خبره، ومحصوه تمحيصاً بحق وعدل ، لئلا يكون كاذباً أو مخطئاً ، فيجركم ذلك إلى أن تصيبوا قوماً بجهالة. بحث عن سورة الحجرات - موضوع. و" قوماً " هنا نكرة تعم الذكر والأنثى والصالح والطالح عدلاً بين الناس وإحساناً إليهم وإحتراماً لدمائهم وأموالهم وأعراضهم، فتصبحوا على ما فعلتم من اعتماد على قبول خبر الفاسق فيهم نادمين معرضين للوعيد في قول الله سبحانه: (( والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وإثْماً مُّبِيناً)) الاحزاب 58. فليتق الله المسلم ولا سيما المسئول وليأخذ بهذه الآداب " فتبينوا " ليتق الله من مطيته في النَّيل من الأبرار روايات وأخبار الفجار وليتذكر أن الإنسان كما يدين يدان – أي: يجازى بمثل عمله. ثاني هذه الأمور وثالثها: ما تضمنه قوله سبحانه: (( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ ولا تَجَسَّسُوا)). والظن الذي أمرنا هنا باجتنابه هو بمعنى التهمة التي لا يعرف لها أمارات صحيحة ولا أسباب ظاهرة ولا دليل، ولا سيما إن كان المظنون به من أهل الأمانة ظاهراً والستر والصلاح ، والظن بهذا الاعتبار حرام لقول سبحانه: (( اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ)).
- من الاداب التي ذكرت في سورة الحجرات – موقع كتبي
- بحث عن سورة الحجرات - موضوع
- ما هي الاداب التي تضمنتها سورة الحجرات - إسألنا
- جملة من الآداب الشرعية التي جاءت في سورة الحجرات
من الاداب التي ذكرت في سورة الحجرات – موقع كتبي
سورة الحجرات
سورة الحُجرات هي السورة التاسعة والأربعون بترتيب المصحف الشريف، وهي سورة مدنية وعدد اَياتها ثمان عشرة، تقع بالجزء السادس والعشرون، تأتي بترتيب القراَن الكريم بعد سورة الفتح وقبل سورة ق ، سُميت بهذا الاسم بسبب ذِكر لفظ الحُجرات فيها، وجاء سبب نُزولها على النبي -عليه الصلاة والسلام- في قصة نداء بني تميم للنبي الكريم من وراء حُجراته، وحسب كتاب الفقه فإنه يُستحب القراءة بعض آياتها في بعض الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين، وسيتناول هذا المقال مقاصد سورة الحُجرات والآداب التي ذكرها الله تعالى بالسورة بالإضافة لشكل المجتمع قبل السورة الكريمة وبعدها. [١]
الطبقات الاجتماعية بالإسلام
شريعة الله تعالى لا تُقسم المجتمع لطبقات مطلقًا، بل إنها تساوي في الحقوق بين الغني والفقير والشريف والوضيع، وجاء الدين الإسلامي ليطمِس ما كانت عليه الطبقات الاجتماعية من قبل، حيث عرفت المجتمعات البشرية أنماطًا مُختلفة من الطبقات منها طبقة مُزارعين وطبقة عبيد وطبقة أمراء بالإضافة لطبقة جنود وغيرها الكثير من الطبقات، وهذه الطبقات ولَدَت ظُلم واستعباد وأكل حقوق الناس. وجاء في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، [٢] الإسلام جاء بقيم جديدة عن طريق الوحي مُعترف بها في ميزان الله -عز وجل- وهي التقوى والتي تتمثل في وحدانيته الله تعالى وطاعته بالأمر واجتناب ما نهى، فقبل الإسلام كان الناس يرتبطون فيما بينهم برباط النسب والقوة والمال وبهذا كانت تتفاوت أوضاعهم ليكون طرف غالب على الأخر.
بحث عن سورة الحجرات - موضوع
تلكم سورة الحجرات، والمسماة بسورة الآداب ، والتي رغم قصرها النسبي نودي المؤمنون فيها بخمس نداءات، ونودوا فيها بأطيب الأسماء والأوصاف، وأحبها إلى مسامعهم ، وأقواها لمساً لمشاعرهم واستجابة لقلوبهم. إنها نداءات خمس ، تستحق أن تصيخ لها الآذان ، وأن تعقلها القلوب ، وأن تتحرك بمقتضاها الجوارح ، حسبة لله سبحانه ، وسيراً على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما هي الاداب التي تضمنتها سورة الحجرات - إسألنا. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: (( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورَسُولِه)) الآية 1 ، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ)) الآية 2 ، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)) الآية 6 ، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ)) الآية 11 ، (( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ ولا تَجَسَّسُوا)) الآية 12. أيها المسلمون
ولنأخذ في هذه العجالة التذكير بثلاث موضوعات أو ثلاثة آداب اسلامية. فإنها آداب عظمى تلزم للمسلمين جميعاً جماعات وأفراداً مسئولين أو غير مسئولين ولا سيما في مثل هذا العصر الذي اختلط حابله بنابله فما من نداء مثل هذا إلا ويتلوه أمر بخير أو نهي عن شر كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
ما هي الاداب التي تضمنتها سورة الحجرات - إسألنا
[١١]
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، [١٢] جاء في سبب نزول هذه الآية الكريمة: أنّ الحارث بن ضرار الخزاعي -رضي الله عنه- أسلم وأقرّ بتعاليم الإسلام بما فيها الزكاة، وذهب ليدعو قومه للإسلام ويجمع زكاتهم، وينتظر رسول النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي سيأخذ زكاتهم وتم ذلك، فدخل الناس في دين الله -سبحانه وتعالى- وجمعوا زكاتهم وانتظروا الرسول. [١١] ولكن الرسول عندما وصل مشارف ديارهم خاف منهم، وعاد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- واعتقد أنّهم منعوه الزكاة وأرادوا قتله، فبعث لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- جيشاً لقتالهم، فلمّا توضح الأمر وتبيّن كذب الرجل أنزل الله -سبحانه وتعالى- الآية الكريمة. [١١]
موضوعات سورة الحجرات
تحدثت السورة عن مجموعة من الموضوعات ونعرض أهمها: [١٣]
مجموعة من الآداب مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. التثبّت من الأخبار. ما يجب أن يفعله المسلمون عند حدوث نزاع وقتال فيما بين فئاتهم. جملة من الآداب التي تجمِّل حياة المسلمين وتحفظ ودّهم. التحذير من بقايا صفاة الكفار في نفوس بعض جفاة الأعراب.
جملة من الآداب الشرعية التي جاءت في سورة الحجرات
سبب نزول سورة الحجرات
– أنزل الله تعالي سورة الحجرات لتعليم المسلمين آداب التعامل مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم رفع صوتهم على صوته، كما نهى المسلمين على مناداة الرسول باسمه حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ). – كما نهى الله المسلمين من رفع صوتهم على بعض وكان الله يخص سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما عندما على صوتهما في مجلس الرسول وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ). الدروس المستفادة من سورة الحجرات:
شملت سورة الحجرات على عدد كبير من التوجيهات للسلمين في التعامل بأخلاق وأدب، ومن الدروس المستفادة من سورة الحجرات:
– نتعلم من السورة ضرورة التأكد من الأخبار قبل تناقله حتى لا تؤدي نقل الأخبار الكاذبة في ضرر لأشخاص أبرياء، فلقد وصف الله تعالى ناقل الحديث كذبا بأنه بالفسق والفساد في الأرض. – نتعلم من سورة الحجرات ألا نسئ الظن بالناس، فقد نهى الله عن كثرة الظن، كما نهى عن التجسس، وألا يتحدث شخص عن آخر في غيابه فقد حيث قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
وقسم غير مذموم: وهو ما كان حول ذي الشر والفساد، ولا سيما إن كان المظنون به مما يتعدى شره ويعم أثره؛ كالمخدرات وبؤر الفساد، ونحو ذلكم مما فيه خطر على أمن المسلمين، أو على أي واحدة من الضروريات الخمس للإنسان التي أمر الشرع باحترامها، وهي: النفس والمال والدم والعرض والعقل؛ فلحماية هذه الأمور حسبة لله وعدلاً بين عباده، ويؤخذ بالظن فيها، وفي أمثالها ابتداءً؛ ينطلق به في تتبع قضايا المفسدين، ولا يكون ذلك مذموماً، بل قد يكون مندوباً أو واجباً.
وكفى هذه الفعلة قبحاً أن صاحبها كالذباب، لا يكاد يقع إلا على المستقذرات والمنتنات والمستقبحات، ذوقاً وعرفاً بل وشرعاً.