قوله: { فمن شهد منكم الشهر}؛ { شهد}
أي حضره عاقلاً بالغاً مكلفاً؛ { فليصمه} أي فليصم
نهاره. قوله: { ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر}؛
هذه الجملة سبقت؛ ولكن لما ذكر سبحانه وتعالى: { فمن شهد
منكم الشهر فليصمه}، وكانت هذه الآية ناسخة لما قبلها قد يظن الظان أنه نسخ
حتى فطر المريض والمسافر؛ فأعادها سبحانه وتعالى تأكيداً لبيان الرخصة، وأن الرخصة
حتى بعد أن تعين الصيام باقية؛ وهذا من بلاغة القرآن؛ وعليه فليست هذه الجملة من
الآية تكراراً محضاً؛ بل تكرار لفائدة؛ لأنه تعالى لو قال: { فمن
شهد منكم الشهر فليصمه} ولم يقل: { ومن كان …}
إلخ، لكان ناسخاً عاماً. وقوله: { ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر}
ومن كان به مرض في بدنه يشق عليه الصيام معه أو يؤذيه، أو كان على سفر، أي في حالة
السفر، فله أن يفطر، فإذا أفطر فعليه عدة ما أفطره في السفر من الأيام.
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
فمن شهد منكم الشهر فليصمه - YouTube
مجلس مسلمي أوكرانيا | فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
[٦]
الصيام في شهر رمضان لمن كان حاضرًا يقتصر على بعض المُكلّفين دون غيرهم، فهو على المقيم دون المسافر. [٧]
الصيام واجب على من شهد الشهر وهو مكلّف بالعبادة، فلا يصح الصيام من مجنون ولو كان قد شهد الشهر؛ إذ إنه غير مُكلّف بالصيام ، ويدخل في ذلك كل من لا يعدّ من أهل التكليف، فهم لا يلزمهم الصيام وحكمهم كحكم من لم يشهد شهر رمضان. فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ. [٧]
تكملة آية: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه "
فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر
أتمَّت الآية الكريمة الحديث عن الصِّيام، فاستثنت من الصِّيام صنفين من النَّاس؛ وهم المرضى الذين يرجى شفاء مرضهم والمسافرين، وذلك ضمن الشُّروط التي بيَّنها الفقهاء، فمن أفطر في شهر رمضان لوجود مثل هذه الأعذار فعليه القضاء أيامًا أخرى في غير شهر رمضان، سواءً أفطر يوماً أو أفطر الشَّهر كلَّه، ويكون القضاء بعد انقضاء شهر رمضان المبارك ، ولا يشترط أن يكون قضاء الأيام التي أفطرها الصائم متتابعاً، وإن كان يستحبُّ ذلك، إلَّا أنَّه يجوز له أن يقضيها من غير تتابع ومتفرقةً متى شاء. [٨] كما يُفضَّل المبادرة في القضاء بعد يوم العيد، فهو الأمثل؛ وذلك للمسارعة في إبراء الذمَّة، ولا شيء على من أخّر القضاء إلى ما بعد العيد شريطة أن يتمَّ القضاء قبل دخول شهر رمضان من العام الآخر.
أجمل عبارات وصور التهنئة برمضان 2022 للأقارب والأصدقاء وكم باقي على رمضان - ثقفني
قال (ره): "{فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}،
أي حضر في بلده، ولم يسافر في شهر رمضان، فعليه أن يصوم أيّامه ، ولا يجوز له أن
يفطر من غير عذر. ويدلّ على أنّ المراد من "شهد" حضر، قوله تعالى: {وَمَن كَانَ
مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، وأعاد ذكر المرض
والسفر للتّأكيد بأنّ شهر رمضان يجوز فيه الإفطار في حالات معيّنة، ردّاً على
المتزمّتين الذين يظنون أن الإفطار لا يجوز بحال". [التّفسير الكاشف، ج 2]. وقال القطب الرّاوندي حول الآية إنَّ في معناها قولين: "أحدهما: من شاهد منكم
الشّهر مقيماً فليصمه، وثانيهما: من شهده بأن حضره ولم يغب، لأنّه يقال شاهِد بمعنى
حاضر، ويقال بمعنى مشاهد". [فقه القرآن/ القطب الراوندي، ج 1، ص 178]. وجاء في تفسير الميزان الإشارة إلى الحضور مع تشخيص دخول الشّهر والعلم به: "قوله
تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، الشّهادة هي الحضور، مع
تحمّل العلم من جهته، وشهادة الشّهر إنما هو ببلوغه والعلم به". [تفسير الميزان/السيّد
الطباطبائي، ج 2، ص24]. فمن شهد منكم الشهر فليصمه. وهناك رأي يقول بأنّ "شهد" قد تحتمل معنى الحضور، وقد تحتمل معنى متّصلاً برؤية
الهلال.
[١٤]
المراجع [+] ^ أ ب ت ث ج ح خ سورة البقرة، آية:185
↑ مكي بن أبي طالب، الهداية الى بلوغ النهاية ، صفحة 6055. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية:184
^ أ ب السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، صفحة 432. بتصرّف. ↑ الزمخشري، تفسير الزمخشري ، صفحة 428. بتصرّف. ^ أ ب أبو محمد البغوي، تفسير البغوي ، صفحة 199. بتصرّف. ^ أ ب الجصاص، أحكام القرآن للجصاص ، صفحة 224. بتصرّف. ^ أ ب حمد الحمد، فقه الصيام والحج من دليل الطالب ، صفحة 2. بتصرّف. مجلس مسلمي أوكرانيا | فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ. ^ أ ب الواحدي، التفسير الوسيط ، صفحة 282. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية:286
↑ سورة الحج، آية:78
↑ مصطفى العدوي، دروس للشيخ مصطفى العدوي ، صفحة 9. بتصرّف. ↑ الواحدي، التفسير الوسيط ، صفحة 283. بتصرّف. ↑ مجلس الدعوة والإرشاد ، من أحكام العيدين والكسوف ، صفحة 16. بتصرّف.