5- عدم الرضا بقضاء الله وقدره: تحريم الانتحار بحسب الدين الإسلامي، جاء لأن هذا الفعل المُجرّم لا ينتج إلا ترتيباً على جُرم آخر، ألا وهو التمرد -ولعياذ بالله- على المولى، فإن المنتحر بإقدامه على إنهاء حياته بيده، يكون متمرداً على قضاء الله وغير راضياً بقدره، ومن المعلوم والبديهي أن الرضا بقضاء الله وقدره، من الركائز الإيمانية في الدين الإسلامي، ولهذا تم تحريم الانتحار باعتباره فعل يتنافى مع تلك الركيزة الأساسية.
الانتحار في الإسلامي
قال تعال: ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) "سورة النساء 29-30 ". جاء الإسلام وتميز عن باقي الديانات بحكمته ومنظوره فهو صالح ومواكب لكل الأزمان، فكان هو ملجأ الكثيرين الذين داهمتهم المشاكل وتفاقمت بتفاقم أثرها الذي تركته في النفس البشرية، فنذكر من بين كل تلك المشاكل النفسية الإنتحار الذي أكدت الكثير من المصادر والإحصاءات العالمية على تزايد نسبته على المستوى العالمي وبخاصة العالم المتقدم. فهل كان للإسلام دور جدير في رعاية هذا المشكل الإنساني؟
وضعية الإنتحار
يعتبر الفرد الذي يتمتع في الدول المتقدمة بمستوى معيشي مرتفع من أكثر الأفراد عرضة للإكتئاب والمشاكل النفسية التي تطرح نفسها وتحول حياته إلى جحيم مستمر لا يترك مجالا للتخمين لإزاحة ذلك الإضطراب وإنما يبقى لفظ الإنتحار يجول في خاطره إلى أن يفعل ذلك وينهي حياته، اما من يحاول الإنتحار ثم يؤدي به هذا الفعل إلى الموت، يعتبر شخصا يحتاج إلى عناية طبية ونفسية كذا تأهيل إجتماعي له من جديد ليكون قادرا على مواجهة الضغوط التي أدت به إلى التفكير والشروع بإيذاء نفسه.
الانتحار في الاسلام عمر
فـالنبي صل الله عليه وسلم كان أكثر دعائه: "اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك". وفي هذا مراحل فقد دعا الإسلام إلى الإعتناء بالنفس والجسم على سواء، أما النفس فقد خصها الله في كتابه بعد صنوف وهي جزء من مكونات النفس فسبحانه كان يدري بما خلق، وأوصى الله بتقوية هذه الصفات الأساسية: ربط الصلة بالله والإيمان به يبعث في النفس الطمأنينة والثبات، والصبر عند الشدائد { وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [سورة البقرة-177]. فكل شيء من عند الله خير، ولن يلطف الإنسان بالإنسان أبدا كما هو لطف الخالق، كذلك حث على التقارب والتوافق بين المسلم ونفسه فإن حمل أسسا نفسية سليمة، فهنا يستطيع التغلب عن كل شيء بفضل الإيمان وتقوية صلته بالله، وبتعاونه مع أفراد مجتمعه تنشأ المودة والتسامح وتبعد البغضاء، وهذا يوضّح قوة التوازن النفسي، فيملك الدنيا كلها. التحذير من آفة الانتحار - طريق الإسلام. حفظ النفس في الإسلام
أما عن الصحة الجسمية فمن المعروف أننا مخلوقات الله المفضلة والمكرمة، فلا يجوز التفريط فيها والصحة في القرآن ضرورة، وقد سطر تعاليم للمحافظة عليها، فقد وجهنا الإسلام للإهتمام بالجسم وتقوية بنيته إهتماما فائقا بمختلف أنواع الألعاب المعروفه في عصرنا، بالمقابل كانت عنايته سبحانه بنا في خفضه للفروض على المسافر والمريض ونهى تماما عن إتعاب الجسم أو إهماله فجعل الصلاه لا تصح إلا بطهارة وحرم شرب كل ما قد يؤذي البدن وما قد يذهب العقل وما يسبب المرض بأي طريقة كانت.
الانتحار في الاسلام
فالمنتحر: هو إنسان ضاقت به الأسباب عن مواجهة الظروف، وتمكن منه القلق ، وأحس أن جميع الطرق قد سدت في وجهه، فلم يجد مهربًا إلا إنهاء حياته وقتل نفسه. ولما كان الانتحار اعتداءً على النفس التي أبدعها الله وأمر بحفظها وصيانتها وجدنا الشريعة قد شددت فيه، وتوعدت فاعله، قال تعالى: { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: 29 - 30]. وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ[4] بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ[5] فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى[6] فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا »[7] ». الانتحار في الاسلام عمر. فهذه النصوص وغيرها كثير تبين ضرر آفة الانتحار على صاحبها في الآخرة، وأنه يعاقب يوم القيامة من جنس فعله؛ فمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[8].
الانتحار في الإسلامية
التفكير في إن الانتحار هذا هو مع الأسف من الكبائر، حيث إنك تهرب من هموم الدنيا بشكل كبير. ولكن مع الأسف تهرب لمكان أسوأ وهو نار جهنم والعياذ بالله. في حال كانت تسيطر عليك الأفكار السلبية والسيئة والغير إيجابية، ننصحكم دوماً بألا تنفرد بذاتك ونفسك. وألا تكون وحيداً فيجب ان تقوم بشغل نفسك بشكل مستمر، مع الاعتماد على الحياة الاجتماعية التي لها دور كبير في شغل وحدة الفرد والبعد عنها. الأحاديث الشريفة حول الانتحار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه إن، " من تردي من حبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه. خالداً مخلداً فيها أبداً ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه، في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً. ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ". حيث يدل هذا الحديث السابق بأن الشخص، والذي يقوم بالانتحار هذا تكون نهايته نار جهنم يظل خالداً فيها. ويعاقب في الآخرة حول تلك المشكلة، حيث إن كل شخص يقوم بالانتحار بأداة. الانتحار في الاسلام: لماذا تم تحريمه واعتباره من الكبائر؟. وطريقة ما فإنها هي الطريقة التي سوف يواجهها ويقوم بها في نار جهنم أيضًا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جندب بن عبد الله بأنه قال، " كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينًا فحز بها يده.
كيف يمكن أن نقول لا والجدارة العظمى والشامله كانت لديننا الإسلامي في حل جميع المشاكل التي وجدت بهذا الكون متماشيا مع كل ما هو مستمر، فالقرآن أقوى دليل لعلاج الامراض، والأنفس المرهقة وحل النزاعات فيها. مما يبين عنايته سبحانه بمخلوقه المفضل الذي مكنه على الأرض.